- الموقف العربي فاجأ الكيان الصهيوني الذي ظن أنه تمكن من إبعاد الأمة عن القضية المركزية

- الشعب الفلسطيني موحد في مواجهة أداة القتل الإسرائيلية التي لا تميز بين أحد

أكد السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، في حديث "للنشرة"، أن "الإسرائيلي وبسبب منحه ترخيص باستباحة الدم الفلسطيني يشعر أن لديه الضوء الأخضر من بعض الدول التي لا يعينها الشعب الفلسطيني شيئاً"، لافتاً إلى أن "تلك الدول تنظر من منظار مصالح إسرائيل فقط، ولذلك هي تعمل بكل ثقلها مستغلة هذا الترخيص للتوغل بالدم الفلسطيني، لتحقيق أهدافها بتنفيذ المشروع الصهيوني الكبير على حساب حقوق الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني مستغلاً بطشه لضرب المعنويات الفلسطينية وإرهاب الشعب، عبر الاعتداءات الإجرامية التي حصلت في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، إعتقاداً منهم أن هذا سيؤدي إلى تهجير الفلسطينيين وتركهم أرض أجدادهم".
ورداً على سؤال حول الأفق السياسي، اعتبر السفير دبور أن من المنطقي والطبيعي ألاّ يغلق باب الحلول السياسية، لكنه سأل: "من هي الجهة في المجتمع الدولي التي بقيت ملتزمة بفكرة حل الدولتين، خلال السنوات الماضية"؟ مشيراً إلى أن "الجميع كان يغلق عيناه عما تقوم به إسرائيل ولا يتفوه بكلمة واحدة سراً او علناً او يضع حداً لتصرفاتها، حتى وصل بها الأمر بالإساءة لكل المسلمين في العالم، من خلال الإعتداءات على أولى القبلتين المسجد الأقصى، دون أن يتحرّك أحد، ممن كان يعبر عن اهتمامه بحل القضية الفلسطينية وفق حل الدولتين".
وإنطلاقاً من ذلك، رأى السفير دبور أن "من يتحمل مسؤولية ما يحصل اليوم هو تجاهل المجتمع الدولي لحقوق الفلسطنيين، إلى جانب تجاهل إسرائيل وتعاطيها مع القضية الفلسطينية وكأنها غير موجودة".

أهمية الموقف العربي
بالنسبة إلى الموقف العربي، أشار السفير الفلسطيني في لبنان إلى أنّه "تميّز في الآونة الأخيرة، بإعادة طرح القضيّة الفلسطينية على أنها القضية المركزية للأمة العربية، والالتزام بهذا الموقف وخصوصًا في الأمم المتحدة والموقف المبدئي في دعم فلسطين بعد أن بدا للبعض أن القضية ليست من ضمن الأولويات الرئيسية، وهذا ما اعتقدته إسرائيل والتي تخيّلت في لحظة ما أنها تمكنت من إبعاد قضية فلسطين عن محيطها، ولذلك كان للمواقف التي أعلنتها الدول العربية الفعل في مواجهة وإجهاض محاولات إسرائيل تهجير سكان قطاع غزة، حيث كان سيتبعه تهجير سكان الضفة الغربية والقدس".
وأكد أن "المواقف، التي عبّرت عنها مصر والأردن، كان لها الأثر الكبير في إجهاض المخطط التهجيري إلى جانب الشعب الفلسطيني، من خلال ثباته وصموده وتصميمه على عدم تكرار النكبة والنكسة التي حلّت في شعبنا في عامي 1948 و1967، أي المشروع الإسرائيلي بتهجير الشعب الفلسطيني خارج وطنه"، موضحاً أنه "لنا الأمل الكبير بإخوتنا العرب بموقفٍ حازمٍ وجاد في القمة العربية المقبلة، التي دعا إليها السيد الرئيس محمود عباس لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة واحترام مبادئ القانون الإنساني الدولي وفتح ممرّات آمنه لإدخال المساعدات لشعبنا".

الشعب الفلسطيني موحد
من ناحية أخرى، أكد السفير الفلسطيني في لبنان أننا "في الأزمات، كشعب فلسطيني نتوحّد كالجسد الواحد، ففلسطين تجمعنا"، مشدداً على أن "الشعب موحد اليوم لمواجهة هذا المشروع ومواجهة أداة القتل الإسرائيليّة التي لا تميز أحدًا"، قائلاً: "فلسطين والعذابات ودماء أطفالنا تجمعنا".
ورداً على سؤال حول تطور الأوضاع على مستوى جبهة جنوب لبنان، أشار دبور معتقداً إلى أن "التطورات على الأرض هي التي تفرض المواقف، وعلينا أن نتوقع كل شيء من الكيان الصهيوني الذي يوغل في الدم الفلسطيني ولا يتوقّف عند حدود ولا يمتلك أي ذرة إنسانيّة مما يجعله يمعن في قتل الأطفال والشيوخ والنساء، وعلينا أن نحذر من أن يذهب إلى تصدير مأزقه إلى أماكن أخرى".