في ذكرى مولد حبيب الله، ورسوله الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم، نبتهج في قلوبنا وهي تفيض بعطر سيرته العطرة، ومع أنه معنا كل يوم بأذان الصلوات الخمس، وفي الصلوات بالسلام، والتسليم، إلا أنه وفي يوم مولده العزيز، نراه فجرًا يشع بنور أخلاقه، وهو الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق، وكان العلي القدير قد خاطبه في التنزيل الحكيم "وإنك لعلى خلق عظيم".

واللافت أن هذا التوصيف من الباري عز وجل، لرسوله الكريم، جاء في سورة القلم، القلم الذي يخط شؤون المعرفة في مختلف فصولها، والذي يدل على الدروب الصحيحة، حين آيات الله التي تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، بينات، مفصلات في القرآن الكريم.


ومن المنكر الملعون، الكذب الذي لا يجوز للمسلم، فكيف بالذين يفترون اليوم على الله كذبا، وهم يفصلون آياته على مقاس ما يريدون من متاع الدنيا، السلطة، والجاه والمال، كما هي حال الأحزاب الإسلاموية، التي بات معظم أصحابها من أثرياء هذا العصر، وعلى نحو فاحش ..!!! وسيد الأخلاق، وعظيمها محمد الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، قال لنا: "من رأى منكم منكرًا، فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه".

وهل ثمة منكر اليوم في هذا الإطار، إطار العقيدة، أبلغ من منكر هذه الأحزاب، وهي تفتري على الله الكذب، وتجعل من الدين عربة في دروب مصالحها الدنيوية ..!! إنه المنكر الذي نريد الإطاحة به، وهنا بلسان الكلمة وصورتها، وباليد يومًا إذا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.


بهذه الرؤية وهذا الموقف نحتفل بذكرى مولد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ولعلنا نراه راضيا مرضيا ونحن نتطلع أن نكون على مسار طريقه في نشر قيم الإسلام السمحة وحيث المحبة والتآلف والتعاضد ونشر ما جسد من قيم أخلاقية رفيعة، وقد تمم مكارمها. 


وكل عام وأمتك سيدي بخير وقد استعادت عافيتها الإيمانية وتحققت أمانيها في التقدم والتطور والازدهار والأمن والاستقرار، يوم تنال فلسطين حريتها في دولتها المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.