بقلم: بدوية السامري

استيقظ أفراد عائلة دعيس في منطقة المسعودية شمال غرب نابلس فجر يوم الخميس، خائفين بعد سماعهم لأصوات صراخ وحجارة، وزجاج يتحطم، بفعل هجوم مجموعة من المستوطنين على منزلين هناك.

قال موسى دعيس وهو رب إحدى العائلتين اللتين تقطنان المنزلين اللذين تعرضا لاعتداءات المستوطنين: "14 فردًا عاشوا رعب ما بعد منتصف الليل".

هجوم المستوطنين على منزل المواطن موسى دعيس وشقيقه، ألحق أضرارًا بنوافذهما، وكُسر زجاج ثلاث من المركبات، وأُعطبت إطاراتها.

وأشار دعيس إلى أن المستوطنين الذين كانوا يُخْفون وجوههم، فروا هاربين فور سماعهم لصراخنا.

وتتعرض المنطقة التي تبعد كيلومترين عن مستوطنة "شافي شمرون" المخلاة منذ عام 2005 من طرف واحد، لاعتداءات متواصلة من المستوطنين، خاصة أنها تقع على الطريق الواصل بين جنين ونابلس، الذي يشهد انتشارًا شبه يومي للمستوطنين.

وأكد دعيس أنهم يعانون بشكل مستمر من المستوطنين، كان آخرها قبل يومين إذ قطع المستوطنون 60 شجرة تين، وأتلفوا أنابيب الري الخاصة بالمزروعات خاصتهم.

وقبل هجوم المستوطنين على المنازل بساعات، وفي حوالي الساعة الحادية عشرة مساء الأربعاء، كان المواطن دياب حجة الذي يقطن منطقة المسعودية أيضًا قد تعرض لاعتداءات المستوطنين، إذ استهدفوه بالغاز السام المسيل للدموع أثناء عودته إلى المنزل.

ويقول حجة: إنه لم يخطر بباله أن تكون إحدى المركبات على طرف الشارع كمينا للمستوطنين الذين باغتوه، ورشوا غاز الفلفل في عينيه، ليفقد الرؤية لدقائق.

ويضيف: يقطن المنطقة حوالي 70 فردًا، يسكنون في ثلاثة عشر بيتًا، ويتعرضون بشكل مستمر لاعتداءات المستوطنين، التي كان آخرها فجر الخميس.

وأشار إلى أن المستوطنين ألقَوا أيضًا قضبانًا حديدية مدببة على الطريق الرئيس، الأمر الذي تسبب بإعطاب إطارات بعض المركبات.

وأشار أمين سر حركة "فتح" في برقة شادي أبو عمر: كانت "المسعودية"، يوماً ما جزءًا من سكة حديد الحجاز وكانت مخصصة للحجيج، وتصل بين دمشق والمدينة المنورة مروراً بفلسطين.

وأضاف: أن المنطقة كانت تعتبر متنزهًا ومزارًا للكثير من المواطنين، لكن بعد انتشار مرض كورونا، وبفعل كثرة اعتداءات المستوطنين للمنطقة، تراجعت الزيارات إليها.

ويحاول أهالي برقة المجاورة ترميم المكان وتحويله إلى متنزه للعائلات، في محاولة منهم للحفاظ على تراث يهدده الاستيطان.

وناشد أبو عمر كل المؤسسات الدولية بدعم المنطقة وتعزيز صمود أهاليها.

وقال: إن المنطقة تابعة لأراضي برقة، وتعود تسميتها إلى عائلة مسعود، وهي عائلة فلسطينية من برقة كانت تمتلك جزءًا من أرض المحطة، ولا تزال تمتلك أراضي بجوار المتنزه، وتضم عدداً من المباني الحجرية بين أشجار معمرة، ويسعى مجلس قروي برقة إلى تحويل هذا الموقع إلى متنزه للعائلات، إلا أن الإجراءات الإسرائيلية تحول دون ذلك، لاسيما أن الموقع مقسم إلى جزأين: أحدهما في المناطق المصنفة "ب"، والآخر في المناطق المصنفة "ج".