حينما أنهضُ من نومي في الخامسة صباحًا أتناول جوّالي وأبحث عن اسم القتيل العربيّ الجديد من النّقب أو المثلث أو الجليل أو المدن السّاحليّة، وأعترف أنّها عادةٌ سيّئة تسرق نسيم الصّباح وزقزقة العصافير وبسمات الورد الجوريّ وحُبَيبات الطّلّ الفضّيّة من على نوّار اللّيمونة، وتشوّش صوت المؤذن وتعتدي على صوت فيروز، فعلى هذه الأرض، سيّدة الأرض، ما يستحقّ الحياة، والدّنيا بخير.

أخذتنا حكومة بنيامين نتنياهو الى علم وعالم الإحصاء، ومن العلم ما قتل. ونتنياهو رجلٌ صادق(..!!)  لا يعرف لسانه سوى الحقائق والأمور الطّيّبة، (..!!) وهو انسان مستقيم لا يُراوغ،(..!!)  الّذي في قلبه على رأس لسانه، ولا يميّز بين يهوديّ وبين غوي، فالنّاس عنده سواسيّة مثل ابنه المدلّل يائير، وهو رئيس حكومة لكلّ مواطني واحة الدّيمقراطيّة سواء كان المواطن فزفوزًا من قيساريا أو عربوشًا من جسر الزّرقاء، وسواء كان يسكن في شارع جابوتنسكي في شمال تل أبيب أو يسكن في شارع بلا اسم في قرية عربيّة تنتظر جرّافات الهدم العصريّة لتمحوها وتقيم مكانها مستوطنة عصريّة، وهو صديقٌ وفيّ للموحدّين بالله ويحبّون القدس أو أورشلايم والقاعدين على كراسيهم  ويشكرون ربّ البيت الأبيض، وان شكرتم لأزيدنّكم.

اسمحوا لي أن أقول شكرًا لأبي يائير الإنسان الدّيمقراطيّ العلمانيّ الليبراليّ الّذي كافأنا، نحن العرب، على انقسامنا وتقاعسنا يوم الانتخابات فدفشنا الى علم الإحصاء فصرنا نحصي قتلانا يومًا بعد يوم، وننسى جرحانا ومشوّهيننا وأيتامنا وثواكلنا وأراملنا، فلماذا نتعب أنفسنا بأمورٍ ثانويّة وهامشيّة، والمثل يقول إذا راح الجمل لا نأسف على الرّسن.

شكرًا مرّة أخرى للسيّد نتنياهو الّذي عيّن المحامي الألمعيّ ايتمار بن غفير وزيرًا للأمن القوميّ، القوميّة اليهوديّة، وهو رجل دُوغري ولا مأخذَ عليه سوى حبّه الزّائد للعرب وللفلسطينيّين خاصّة طلّاب الجامعات والأسرى منهم في سجون إسرائيل الكبرى بالإضافة الى عشقه للمساواة والعدل والدّيمقراطيّة والأرض العربيّة.

وشكرًا لأبي يائير الّذي اختار بصلئيل سموتريتش وزيرًا للماليّة، ونصف وزير للحربيّة، وواليًا وحيدًا على الضّفة الغربيّة وعلى المواطنين العرب، فأعاد الميزانيّات المخصّصة للسلطات المحليّة العربيّة لأصحابها المستوطنين بدل أن تذهب للخاوة. وسوف يملأ الأراضي في الجليل والنّقب والمناطق ألف وباء وجيم حتّى اليّاء بالمستوطنات ويحلّ أزمة السّكن الخانقة كما سيضم الأرض من النّهر الى البحر كي تصبح البلاد دولة واحدة للشعبين، شعب واحد فوق وشعب واحد تحت.

أرجو عدم المؤاخذة من وزراء ووزيرات في حكومة نتنياهو لم أذكرهم في هذه المقالة على الرّغم من علوّ الكعب وعلوّ الصّوت وتضوّع رائحتهم الانسانيّة لأنّني جاهل بأسمائهم فهم كثرٌ ومتشابهون، ولا تزر وازرة وزر أخرى.

نحمد الله ونشكره الّذي أنعم علينا بهذه الحكومة الّتي أزالت القناع عن وجه واحة الدّيمقراطيّة وهدمت السّور الّذي يحيط بالفيلا الّتي وصفها خواجا براك.