نعم والله أصدق!!!

فمنذ إنطلاقة حركة "فتح" في عام ٦٥ بدأت دولة الاحتلال ودول عربية وإقليمية وعالمية تخطط للقضاء على أنبل وأطهر وأصدق حركة تحرر في الشرق الأوسط، فدولة الاحتلال أرادت القضاء على حركة "فتح" قبل أن يشتد عضدها وتصبح المقاوم الأكبر لكيانها الغاصب. 

 

ودول عربية وإقليمية بدأت معركتها ضد حركة "فتح" من أجل السيطرة على هذا المارد الفلسطيني الذي انطلق من خيام النكبة، وبالتالي السيطرة على القرار الفلسطيني المستقل ليصبح ورقة بأيدي هذه الدول، لكن "فتح" ورغم ما تعرضت له من حروب مسعورة ومحاولات كثيرة لشق صفوفها، استطاعت بحكمة قيادتها وعزيمة أبناءها وتضحياتهم المحافظة على القرار الوطني الفلسطيني الحر والمستقل إلى يومنا هذا. 

 

حربين خاضتهما حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي اجتاح لبنان مدعومًا بجسر جوي أميركي عامي ١٩٧٨ و ١٩٨٢، فصمدت "فتح" وأوقفت زحف دبابات قوات الاحتلال  الإسرائيلي عند تخوم مخيمات الجنوب، عام ١٩٧٨، وعند مشارف بيروت عام ١٩٨٢، حاربوها بالجيوش فلم يفلحوا بكسر شوكتها، فلجؤوا إلى محاربتها من داخلها بشق صفوفها ففشلت كل محاولات التخلص منها أو السيطرة على قرارها المستقل.

 

ولأن "فتح" حامية المشروع الوطني الفلسطيني وحارسة البيدر غيرت دولة الاحتلال وبعض أجهزة مخابرات العديد من الدول حربها ضد "فتح" فبدأت اللعب عالمكشوف للسيطرة على القرار المستقل من خلال خلق جماعات تكفيرية إرهابية أرسلتها إلى مخيمات لبنان فعملت هذه المجموعات على إغتيال المخيمات وتدميرها بدءًا بمخيم نهر البارد ومن ثم مخيم اليرموك واليوم تحاول المجموعات الإرهابية الداعشية تدمير عاصمة الشتات الفلسطيني عين الحلوة بتعليمات من غرف أجهزة المخابرات الإسرائيلية والإقليمية والدولية.

 

لكن "فتح" وقوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان وقفت ثابتة قوية أمام عاصفة المؤامرات الهائجة وقدمت المئات من الشهداء والجرحى كي تبقى المخيمات الفلسطينية في لبنان وبالأخص مخيم عين الحلوة خنجرًا في قلب مشروعهم الإرهابي للسيطرة على المخيمات وإنهاء حق العودة للاجئين الذي تقوده الجماعات الإرهابية من داعش والنصرة وأخواتها من جند الشام وبقايا فتح الإسلام والشباب المسلم وغيرها من المسميات المدعومة من أجهزة مخابرات عربية ودولية.

 

واليوم "فتح" تدافع وحيدة عن مشروع الشعب الفلسطيني والقرار الوطني الفلسطيني وعن أهلنا في عاصمة الشتات الفلسطيني في لبنان ضد تجمع المجموعات الإرهابية والتكفيرية في مخيم عين الحلوة مقدمة خيرة مناضليها ليبقى القرار فلسطينيًا، وتبقى البوصلة نحو القدس والأقصى ولتبقى البندقية طاهرة حرة شريفة موجهة لرأس العدو الصهيوني وعصاباته الإرهابية التي زرعها في قلب المخيمات الفلسطينية.

 

نعم أصدق أن حركة "فتح" قهرت الاحتلال الإسرائيلي في الكرامة وبيروت وفي الانتفاضتين وفي جنين جراد ونابلس جبل النار، وقهرت الدول التي حاولت شقها ولم تفلح، وقهرت أدوات الاحتلال في مخيم عين الحلوة الذي استعصى على هذه الأدوات الإرهابية والتكفيرية وحافظت على المخيمات الشاهدة على النكبة متمسكة بها تحميها من المؤامرات لحين العودة.