لعل البيان الأكثر تعبيراً ووضوحاً عن مدى نجاعة ونجاح أعمال القمة الثلاثية الفلسطينية المصرية الأردنية التي عقدت الإثنين الماضي في مدينة العلمين المصرية كان هو بيان الصورة التي جمعت الزعماء الثلاثة: سيادة الرئيس محمود عباس، والرئيس عبد الفتاح السياسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وهم بأيدٍ متشاكبة على نحو حميم، مع ابتسامات الرضا عن القمة ومخرجاتها، كما أنها ابتسامات الثقة الأكيدة، بجدوى التنسيق والعمل المشترك، الساعي كما قال بيان القمة في نصه المكتوب إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، من أجل تحقيق السلام العادل والشامل، وبوصف ذلك، خياراً إستراتيجيّاً، وضرورة إقليمية ودولية.

بيان الصورة هو بيان فلسطين القضية المركزية، مثلما هو بيان الشرعية الفلسطينية من حيث تأكيد القمة الثلاثية، دعمها الكامل لجهود سيادة الرئيس أبو مازن باستمراره في الدفاع عن مصالح الشعب الفلسطيني، على جميع الأصعدة، وجميع الأصعدة هنا هي الاقتحامات السياسية والدبلوماسية، لمختلف المحافل الدولية، ومؤسساتها الشرعية، والتعامل مع مختلف قضايا المجتمع الدولي، بمنطق وسياسة الدولة ومسؤوليتها، وكذلك الأصعدة المعنية بترتيب الشأن الداخلي الفلسطيني، على أسس الوحدة والتآلف والتعاضد، والسلطة الواحدة، والقانون الواحد، وتحصين السلم الأهلي، بالتصدي لمختلف مظاهر العبث والفوضى والفلتان أيّاً كانت هويتها وصفتها، ومن خلال تكريس مختلف منظومات الأمن والأمان للمواطن الفلسطيني، وتمكين الاقتصاد الوطني من المُضي قُدماً في دروب التنمية المستدامة وتعزيز خيار المقاومة الشعبية  في التصدي للاحتلال ومستوطنيه.

وبيان الصورة كذلك، وبلا أية مبالغة، هو بيان الأمل، أننا لن نردد أبداً صيحة اليأس "يا وحدنا"، وها نحن نرى الأشقاء يؤكدون حقيقة فلسطين الجامعة، وأنها، بأمتها العربية، حاضرة المستقبل العربي، المستقبل السيد، والمزدهر بالأمن، والتقدم، والاستقرار.

بيان الصورة، إنه بيان الأيام المقبلة... انتظروها.