بمناسبة الثامن من آذار "يوم المرأة العالمي" يطيب لنا في إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان أن نتقدّم بأسمى التحيات النضالية إلى عموم نساء العالم، وإلى المرأة الفلسطينية في الوطن وكل بقاع الشتات على وجه الخصوص، التي كانت وما زالت تُجسّد مدرسةً في التضحية والعطاء، وعنوانًا للصمود والإباء. 

 

يُرسِّخ الاحتفاء السنوي بيوم المرأة العالمي تعبيرًا عن الوفاء للنضال النسوي الاجتماعي عبر عقود من الزمن والاعتزاز بإنجازات المرأة وعطاءاتها تجاه الإنسانية، ولكنّنا في إعلام حركة "فتح" ننتهزُ هذه المناسبة أيضًا لنتوجّه بأسمى تحيات الإجلال والإكبار إلى المرأة الفلسطينية التي لم تتصدّر ميادين العطاء والكفاح الاجتماعي والحقوقي فحسب، وإنّما أدّت دورًا وطنيًا وثوريًا وسياسيًا طليعيًا رغم كل تضييقات الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على صدورنا، قاهرةً كل الصعاب والتحديات في سبيل ديمومة ثورتنا والانتصار لقضيتنا الوطنية، ومجسّدةً ركنًا أساسيًا في مسيرة النضال الوطني والاجتماعي بكل مراحلها دفاعًا عن حقوقنا ومشروعنا الوطني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. 

 

نحني اليوم هاماتنا لنساء فلسطين، شريكات النضال بجدارة، الشامخات إرادةً وعزة، المفعَمات كرامةً وكبرياء، العظيمات صبرًا وصمودًا، اللواتي قدمنّ التضحيات الجسام في سبيل الوطن، هنّ اللواتي بدمائهنّ روينَ أرض فلسطين لتزهر تحديًا وانتصارًا، وبإرادتهن حطمنَ قيدَ السجّان مؤكّداتٍ أنَّ الروح الفلسطينية حُرّةً لا تحدها قضبان، ومن جراحهن الطاهرة وُلِد التحدي والعنفوان الفلسطيني، ومن مدرستهن خرّجن الأجيال قوافل، محافظاتٍ على التماسك المجتمعي ومنشآتٍ الأجيال تنشئةً وطنيةً ليصبحوا ثُوَّارًا على درب التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. 

 

ولكن، إنّه لمن المؤسف أن يمر أكثر من مئة عام على احتفاء العالم بيوم المرأة واعترافه بحقوقها وكيانيّتها وإنجازاتها، وأن يعتد العالم بفخر بانتصاره للحقوق الإنسانية ورفضه الظلم والاضطهاد، فيما لا تزال المرأة الفلسطينية ترزح تحت سطوة الاحتلال الإسرائيلي الكولونيالي، وتكابد الألم والقهر والظلم جراء ما يمارسه بحق شعبنا بكامله من عنفٍ وتنكيلٍ وجرائم حرب، علاوةً على ما تعانيه جراء تبعات وتحديات اللجوء في الشتات. 

وعليه فإنّنا اليوم نُجدِّد مناشدة المجتمع الدولي وهيئات حقوق الإنسان والمؤسّسات الدولية والحقوقية ذات الصلة لتوفير الحماية الفورية لنساء فلسطين من بطش وعدوان الاحتلال الإسرائيلي، ووقف انتهاكاته وجرائمه بحق شعبنا بكامله، والعمل الجاد من أجل إطلاق سراح أسيراتنا من معتقلات الاحتلال.

 

وإذ نُثمّن توجيهات وقرارات قيادتنا الفلسطينية، وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عبّاس،

 الهادفة إلى تعزيز مكانة المرأة الفلسطينية وتفعيل دورها على الصعد كافةً من تنظيمية وسياسية ورسمية ودبلوماسية واجتماعية، إيمانًا بعظيم دورها في كل القطاعات، فإننا نعرب عن أملنا بمزيد من تعزيز دور المرأة في ميادين النضال كافةً ، وأن يكون إحياؤنا لهذه المناسبة العام المقبل في رحاب دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على أرضنا المحررة من الاحتلال الصهيوني الغاصب، وقد نال كامل شعبنا الفلسطيني، وفي مقدمه ماجداتنا الشامخات، حريتهم، وجميع حقوقهم الوطنية والاجتماعية. 

 

في يوم المرأة العالمي.. تحيةَ تقدير وامتنان وفخر إلى ماجداتنا الفلسطينيات، سنديانات الصمود وصانعات مجدنا وعزّتنا، العصيات على محاولات الكسر والقهر، المتساميات على عذابات القمع والعنصرية والتهجير واللجوء والمعاناة، والعهد منا لكنّ أن نبقى الأوفياء لتضحياتكن، المناصرين لحقوقكن، وأن نواصل معًا وسويًا مسيرة النضال حتى النّصر والتحرير والعودة. 

عاش يوم المرأة العالمي 

عاش نضال المرأة الفلسطينية 

وكل عام وماجدات فلسطين بألف خير

وإنّها لثورةٌ حتّى النّصر والعودة

إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان