قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس المحتلة الأربعاء الماضي بقتل 11 مواطنًا من الأبرياء، بينهم مسنان وطفل صغير، وجرح أكثر من 105 مواطنين من بينهم سبعة إصابات خطرة.

وتجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري حاجز الـ 60 شهيدًا. وفي ظل الصمت الدولي، تواصل قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين هجماتها المستمرة على المدنيين الفلسطينيين في كافة مدن الضفة الغربية، وتشرد آلاف العائلات في مسافر يطا والخان الأحمر والشيخ جراح، بما يشكل خروقًا واضحة لمواثيق حقوق الانسان الدولية ولاتفاقيات جنيف، وعلى وجه الخصوص اتفاقية جنيف الرابعة. وفي ظل اشتعال الأوضاع وتوسع التغول الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني، فإن دولة فلسطين قدمت شكوى رسمية لمجلس الأمن تطالبه فيه بضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

وليس من المتوقع استصدار قرار من المجلس بتوفير مثل هذه الحماية بسبب الفيتو الأميركي، ومع هذا، تبقى لدينا كشعب فلسطيني بعض الخيارات المهمة للرد على خطوات التصعيد العدواني الإسرائيلي، ومن هذه الخيارات: 


أولاً: التوجه الى الجميعة العامة للأمم المتحدة في إطار قرار الاتحاد من أجل السلام لاستصدار قرار دولي طارئ يجبر سلطات الاحتلال على قبول قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني من كافة أشكال الاضطهاد والأبرتهايد وقرصنة الممتلكات.


ثانيًا: قيام كافة الأحزاب الوطنية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني والحركات السياسية والاجتماعية بتفعيل دور الدبلوماسية الشعبية من أجل مساندة مساعي الدبلوماسية الرسمية في إقناع مختلف البرلمانات والحكومات في العالم بضرورة تأييد موقف دولة فلسطين في ضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.


ثالثًا: تفعيل المقاطعة الاقتصادية الشعبية والمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل باعتبارها سلطة قائمة بالاحتلال ترتكب يومياً جرائم حرب ضد أبناء الشعب الفلسطيني. ويمكن بهذا الصدد التفكير بأطر مقاطعة أكثر فاعلية مثل العصيان المدني وخاصة في مدينة القدس المحتلة.


رابعًا: الإسراع في خطوات طلب الفتوى من قبل محكمة العدل الدولية فيما يخص ماهية الاحتلال والاستناد لهذه الفتوى المتوقع احتواؤها على تجريم الاحتلال وجرائمه والطلب من كافة أطراف المنظومة الدولية فرض عقوبات على إسرائيل ومساءلتها عن جرائمها والعمل بشكل فردي وجمعي على إنهاء الاحتلال. 


وفي النهاية، فإن صمود الشعب الفلسطيني على أرضه ورفضه الأسطوري للاحتلال يظل العنصر الحاسم في إنهاء الاحتلال ومواجهته، إضافةً لهذا، فإن رسالتنا للعالم يجب أن تتضمن بشكل واضح أن ما تقوم سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني يتعدى الاضطهاد والفصل العنصري، حيث وصل مؤخراً إلى درجة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وهي إبادة منظمة تنتهجها بشكل صريح حكومة الصهيونية الدينية الحالية. عفوًا، أقصد حكومة الصهيوداعشية.

 

المصدر: الحياة الجديدة