إحياءً للذكرى الـ٥٨ لانطلاقة حركة "فتح"، نظّم 

 المكتب الحركي الفني، عرضًا مسرحيًا بعنوان "حكاية وعباية" لحكواتي الجليل عبد الرؤوف عسقول على خشبة مسرح بيت الفن في مدينة طرابلس اليوم الجمعة ٢٠-١-٢٠٢٣، بحضور أمين سرّ حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في الشمال مصطفى أبو حرب، ورئيس الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين في لبنان محمد الشولي، ورئيس المنتدى القومي العربي في الشمال الأستاذ فيصل درنيقة، وممثلي فصائل المقاومة الفلسطينية، وأمناء سر الشعب التنظيمية في طرابلس جمال الكيالي وفي البداوي سمير شناعة، وأعضاء الشعب التنظيمية وفعاليات من مدينة طرابلس والمخيمات. 

 

استهل العرض بالوقوف والاستماع للنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني 

 

وبدوره حيّا الأخ مصطفى أبو حرب الحاضرين، وقال: "أحييكم بتحية الشهداء بتحية ممن ما زال يؤمن بأن طريق التحرير يبدأ بالفكر وينتهي بالبندقية.. أحييكم بتحية الشهداء وبتحية الفتح.. ٥٨ عامًا من الخبرة وليس الشيخوخة.. نقلت الراية من جيل إلى جيل".

 

وتابع: "ها أنتم شباب الفتح لازلتم على عهد الشهداء وعلى عهد القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات لا زلنا نؤمن بأن شبلاً من أشبالنا وزهرة من زهراتنا سيرفعون علم فلسطين خفّاقًا فوق أسوار القدس".

 

وأكد أن قيادتنا ما زالت على عهد الشهداء تتمسك الثوابت الوطنية التي قضى من أجلها خيرة القادة الفلسطينيين، وأبرق بالتحية للإخوة كريم يونس وماهر يونس عميدي أسرى فلسطين الذين تجاوز أسرهم الأربعين عامًا.

 

وختم : "جئنا اليوم كي نرى ونسمع حكايات الجليل.. بالأمس فقدنا رجلين من قادة حركة "فتح" في مخيم نهر البارد الأخ أبو ملحم والأخ أبو أشرف، إذ كانا سنديانتين ممن بقي من سنديان فلسطين.. رحلوا وتركوا فينا إرثًا ثمينًا.. تركوا فينا حكايا وروايات.. تركوا فينا عبد عسقول الذي سيخبرنا عن الجليل وفلسطين .. كل التحية للفنان الفلسطيني.. كل التحية لأهلنا الصابرين الصامدين في القدس والضفة وغزة ولشهدائنا وأسرانا وجرحانا". 

 

 

ثم عُرِضَت مسرحية "حكاية وعباية" التي تتخذ طابع الحكواتي الممزوج بالمونودراما، حيث يدخل عسقول إلى المسرح وهو يغني “عالروزانا”، ليحكي بعدها قصة وأصل هذه الأغنية، ثم يكمل تجسيد المشاهد المختلفة التي تحكي في بدايتها عن حياة المخيم، وتصف حالة اللاجئ الفلسطيني في المخيم تحت سقف الصفيح الذي تتسرب منه المياه في فصل الشتاء، إضافة إلى صوت المطر الذي يصفه بالسيمفونية، ويروي حكاية مرافقته لوالده إلى العمل في أحد البساتين خارج المخيم، وهي المرة الأولى التي يشاهد فيها العالم الخارجي، بعدما كان يظن أن العالم هو حدود المخيم.

يعتمد النّص على حكايا جدّ الراوي الذي كان يسردها له ليلاً قبل أن ينام، وكان في كل مرة يغفو قبل نهاية الحكاية، لذلك يبحث في المسرحية عن نهاية الحكايا التي أرادها المخرج أن تكون في قالب فني درامي، وهذه الحكايا كانت مخبأة في صندوق يحمله على ظهره، منها حكاية الثوب الفلسطيني وتاريخه ورمزيته، والعلم الفلسطيني منذ اختياره وحتى رفعه على مباني الأمم المتحدة، وللكوفية الفلسطينيّة حكايتها وكيف صارت رمزًا للنضال عند الشعب الفلسطيني، بل تعدّت ذلك وصارت رمزًا نضاليًا عالميًا. 

كما تتطرق المسرحية إلى الأغنية الفلسطينيّة، وأن لكل مناسبة أغنية، بخاصة في ليالي الأعراس، كذلك يروي حكاية الدّبكة التراثيّة الفلسطينيّة، وكيف تطورت من خلال موسم قطاف الزيتون.

تتخلل المسرحية أغنيات فلسطينيّة بعد كل حكاية، ويؤدي عسقول بعض الرقصات على المسرح، وهي رقصات تراثيّة ما زالت حاضرة في الحفلات الشعبيّة إلى يومنا هذا.