أحيت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" الذكرى الثامنة الخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، انطلاقة حركة "فتح"، في تجمع المعشوق، حيث احتشد أبناء شعبنا الفلسطيني وجماهير حركة "فتح" أمام مقر الحركة، اليوم السبت ٣١-١٢-٢٠٢٢. 

وتقدّم الحضور عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان الأستاذ يوسف زمزم، وأمين سر الحركة في المعشوق إياد العينين، وقيادة وكوادر "فتح" في المعشوق، إضافةً إلى ممثلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، والأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية، والمشايخ الأفاضل والاتحادات النقابية والأندية الرياضية واللجان الشعبية، والفعاليات الاجتماعية والشخصيات الاعتبارية، وحشد من أبناء وأنصار ومحبي حركة "فتح" في المعشوق. 

بدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت مع تلاوة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء، وفي مقدمتهم الشهيد الرمز ياسر عرفات، ومن ثم النشيدين الوطنيين اللبناني الفلسطيني ونشيد حركة "فتح". 

ومن ثم رحب عريف الاحتفال حسين بدران بالحضور الكريم كل باسمه وصفته ولقبه وما يمثل، مؤكدًا أن حركة "فتح" التي أطلقت الرصاصة الأولى في العام ١٩٦٥ لا تزال على عهدها لشعبنا الفلسطيني ولشهدائه متمسكةً بأهدافها ومبادئها التي انطلقت لتحقيقها وفي مقدمتها إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين. 

ومن ثم ألقى عضو قيادة حركة "فتح" في إقليم لبنان الأستاذ يوسف زمزم كلمة حركة "فتح" كلمة الثورة الفلسطينية، جاء فيها: "في هذا اليوم الذي يحتفل فيه العالم بالعام الجديد، فإن شعبنا الفلسطيني يحتفل بإحياء الذكرى الثامنة والخمسين لانطلاقة ثورته، انطلاقة حركة "فتح" الرائدة التي أسسها وقاد مسيرتها الشهيد الرمز ياسر عرفات إلى جانب اخوانه شهداء اللجة المركزية وإخوانه في القيادة التاريخية وفي مقدمتهم السيد الرئيس القائد محمود عبّاس (أبو مازن) ". 

وأضاف: "إنّ حركة "فتح" التي انطلقت في ١٩٦٥/١/١ حولت اللاجئين إلى مناضلين وحافظت على القرار الفلسطيني المستقل، ونفذت آلاف العمليات الفدائية في أرضنا المحتلة، وخاضت معارك الصمود في الكرامة وبيروت، وتصدت للاعتداءات والمؤامرات الداخلية والخارجية التى استهدفتها، وفجرت انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى، وقدمت الآف الشهداء والجرحى والأسرى، وحققت اعتراف العالم بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاًا شرعيًا وحيدًا لشعبنا الفلسطيني. وها هي قيادتنا برئاسة حامل الأمانة الرئيس محمود عبّاس تواصل جهودها الدبلوماسية وتحقق اعتراف العالم بالدولة الفلسطينية كعضو مراقب على طريق

العضوية الكامله وترفع علم فلسطين فوق مبنى الأمم المتحدة، وتنضم لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة العدو على جرائمهم وما زالت تواصل جهودها لتحقيق العودة والاستقلال وإنهاء الاحتلال". 

وأردف زمزم: "تأتي الذكرى هذا العام وشعبنا ما زال يتعرض للظلم والقهر والاعتقال والاغتيال والإعدام الميداني، وهدم المنازل والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والمسجد الأقصى المبارك، وبناء المستوطنات لتدمير حل الدولتين الذي أقره المجتمع الدولي في خرق واضح للقانون الدولي أمام سمع وبصر العالم الذي لم يحرك ساكًا مما شجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم مستغلاً الصمت الدولي والتخاذل العربي والتطبيع المجاني مع هذا الكيان الصهوني المجرم، لذلك نقول لأمريكا والغرب والعالم كفى صمتًا، وعليكم تأمين الحماية الدولية لشعبنا الذي يدافع عن قضيته وحقوقه المشروعة، ومساعدته على نيل استقلاله وإقامة دولته المستقلة وخاصة بعد الانتخابات الإسرائيلية التي أفرزت اكثر حكومة يمينية إجرامية ومتطرفة في تاريخ إسرائيل تضم المنظمات الصهيونية الإرهابية التي ارتكبت المجازر بحق شعبنا وتدعو علنًا إلى قتل وتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم".

 

وتابع زمزم: "إنها دولة احتلال عنصرية توسعية استيطانية عدوانية تسعى إلى إقامة إسرائيل الكبرى على حساب الحقوق الفلسطينية والعربية، ولكننا نقول لهم إن شعبنا الفلسطينى شعب الجبارين، شعب البطولات والتضحيات الذي خاض الثورات منذ عام ١٩١٧ ضد الصهيونية والاستعمار وما زال حتى اليوم يقاتل ولم يخضع ولم يركع ولم يستسلم، وسيواصل نضاله ومقاومته بكل الوسائل بما فيها الكفاح المسلح الذي بدأته حركة "فتح" وتستمر به حتى النصر، وها هي "فتح" ورجالها أبطال كتائب شهداء الأقصى وعرين الأسود، ينفذون العمليات البطولية التي تقض مضاجع الصهاينة المحتلين".

ودعا زمزم بهذه المناسبة المجيدة الجميع إلى الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام البغيض والالتزام باتفاق الجزائر ليتفرغ الجميع لمواجهة العدو وإفشال مخططاته التوسعية، والمشاركة الواسعة في المقاومة الشعبية للوصول إلى انتفاضة شاملة تشارك بها كل جماهير شعبنا في الضفة والقدس والقطاع والتصدي للحصار والاستيطان والتهويد والعدوان.

 

وقال: "في ذكرى الانطلاقة نؤكّد التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كل أماكن وجوده، ونرفض وندين بشدة كل محاولات إيجاد بدائل لها فهي البيت الفلسطيني الجامع الذي تعمد بدماء الآف الشهداء. كما نؤكد العلاقة الأخوية اللبنانية الفلسطينية ورفض التوطين ونطالب بإقرار الحقوق المدنية والاجتماعية لحين العودة إلى بلادنا". 

 

وختم بالقول: "في ذكرى الانطلاقة نؤكّد أن حركة "فتح" ستبقى على العهد والوعد، وحاميةً للمشروع الوطني الفلسطيني وتواصل نضالها حتى تحقيق أهداف شعبنا في العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". 

 

ومن ثم أشعلت قيادة حركة "فتح" وممثلو الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية شعلة انطلاقة الثورة الفلسطينية، انطلاقة حركة "فتح" الثامنة والخمسين، تلا ذلك مسيرة حاشدة جابت شوارع التجمع ردد فيها المشاركون الهتافات لفلسطين وحركة "فتح" ورمزها ياسر عرفات "أبو عمار" ورئيسها سيادة الرئيس محمود عبّاس "أبو مازن"، معاهدين الشهداء أن تستمر الثورة حتى النصر والتحرير والعودة.