عنان شحادة 

لم يكن الشهيد الرياضي أحمد عاطف دراغمة (23 عاما) "أحمد سياج" يعلم أنه سيكون علامة فارقة في استشهاده كما كان داخل المستطيل الأخضر.

الأوساط الرياضية فجعت اليوم الخميس، باستشهاد اللاعب في نادي ثقافي طولكرم، بعد إصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الظهر والقدم خلال العدوان على مدينة نابلس.

يقول زميله ومعلمه في المدرسة عمر محاسنة، "لم أصدق حتى الآن خبر استشهاده، درسته مادة التربية الرياضية في مدرسة طوباس الثانوية في الصف العاشر، أصبحت زميلا له في المستطيل الأخضر، فكان عنوانا للشاب الطموح، صاحب موهبة كروية لها مستقبل واعد كان ينتظرها الكثير لتكون علامة فارقة في الكرة الفلسطينية، لكن الاحتلال وقف أمام تحقيق ذلك".

الكابتن محمود ضراغمة، مدرب ثقافي طولكرم، لم يتمالك نفسه من هول الفاجعة باستشهاد دراغمة، قال: "مهما تحدثت لا يمكن أن أعطيه حقه، أنا أشرفت على تدريباته في مختلف الفئات العمرية وصولا الى الفريق الأول لطوباس وعمره لا يتجاوز (17 عاما)، كان شعلة من النشاط والانضباط والالتزام والتطور والبحث عن الأفضل، وهو ما بدا واضحا خلال الموسمين الماضيين، حيث برزت نجوميته واستدعي للمنتخب الأولمبي، لكن الإصابة منعته من مواصلة المشوار.

وأضاف: كان لاعبا مميزا ومهاريا، يحب تسجيل الأهداف، وكان متعاونا جدا مع زملائه، وكان يختلف عنهم بالموهبة والتمركز الصحيح. "كنت ألقبه دوما هداف الهدافين"، وكان حلمه أن يلتحق بالمنتخب الأول.

أما الدكتور جمال أبو بشارة المدرب، عضو إدارة نادي طوباس، قال: كان موهبة يمكن أن تشق طريق النجومية،  قليل الكلام وكثير الفعل داخل الملعب.

وأضاف: هذا الموسم ورغم مشاركته القليلة برزت نجوميته بشكل كبير، فهو هداف من الطراز الأول، فهو  بالترتيب الرابع بين هدافي دوري المحترفين.

ولم يخف الصحفي الرياضي محمد عراقي إعجابه بفنيات وموهبة الشهيد ضراغمة، وقال: كان مقاتلا داخل الملعب وأطلقت عليه في كتاباتي "المقاتل"، يحب المغامرة بحثا عن الأفضل، وبالفعل انفجرت موهبته بعد انضمامه الى ثقافي طولكرم قادما من طوباس".

رئيس الوزراء محمد اشتية، دعا الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، لإدانة جريمة اغتيال اللاعب أحمد دراغمة (23 عاما) في مدينة نابلس، ومعاقبة الجناة.

وطالب المؤسسات الحقوقية الدولية؛ بالوقوف عند مسؤولياتها، لوقف الإعدامات الميدانية بحق أبناء شعبنا ومعاقبة الجناة وتقديمهم للعدالة.

بدوره، دعا رئيس الاتحاد الفلسـطيني لكرة القدم، الفريق جبريل الرجوب، الاتحاد الدولي والقاري لكرة القدم، وكافة المؤسسات الدولية والإقليمية ذات العلاقة، إلى الانتصار لقوانينها ولحقوق الانسان، واتخاذ عقوبات رادعة بحق هذا الاحتلال المجرم ومؤسساته ذات العلاقة.

وقال، إن هذه الجريمة الجديدة بحق رياضي ولاعب فلسـطيني تضاف الى مسلسل الاجرام المستمر بحق الرياضة والرياضيين الفلسطينيين خاصة والشعب الفلسـطيني عامة، وخلافاً لكل المواثيق والشرائع الدولية والرياضية والإنسانية، وهي تأتي في ظل احتفاء العالم بانتهاء بطولة كأس العالم وحلول أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الجديدة، مما يؤكد عدم إيلاء هذا الاحتلال والحكومة الاسرائيلية المتطرفة أي اعتبار للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية، وتيقنه من الإفلات من أي عقوبات رادعة بحقه وكأنه فوق القانون