يقول جلال الدين الرومي: "أن تطلب اللؤلؤ عليك بالغوص في عمق البحر فما على الشاطئ سوى الزبد"، وليسمح لي هذا الفقيه المتصوف أن أقول ما من أحد  بات يطلب اللؤلؤ، والكل تقريبا في عالم اليوم بات يلهث وراء الزبد، زبد "تويتر" و"الفيسبوك" زبد "الترند" و"التيك توك" و"انستغرام" زبد منصات الضغينة، والتباهي، والادعاء، والإفتاء، والتطاول إلى حد الشتيمة (...!!) اللعنة التي أصابتنا بها تكنولوجيا الرقميات التي لا تسامر غير كيمياء الجسد في رغباته الدفينة...!! وفي ظني يا شيخ الحكمة أنه ما من زوال لهذه اللعنة  بعد الآن، وأنها هي من سيقود عالمنا إلى الخراب العظيم ما لم نر المعنى في الصورة، وما لم ندرك كما تقول أنت إنه "لا بد من الصمت لبعض الوقت لنتعلم الكلام"، والأهم كي تستوي الطبيعة على طبيعتها، وندرك أن التنوع أساس للتنور، لنقول لبعضنا البعض: "قبولك لي كإنسان، أهم عند الله من سؤالك عن إيماني، فنحن غصون من شجرة واحدة تحن إلى أصلها"، وهذه للرومي أيضا الذي لا يُقرأ اليوم إلا لماما، وربما بعض العشاق -على قلتهم في عصر العولمة- كلما أصابهم الجوى..!!

المصدر الحياة الجديدة