حذرت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، من مخاطر الاستيطان الرعوي في الأغوار.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي، اليوم الأربعاء، بعنوان "البدو في دائرة النار" نظمته منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، في مدرسة عرب المليحات شمال غرب أريحا، بحضور هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وعدد من ممثلي الفعاليات الرسمية والوطنية في محافظة أريحا والأغوار.

وقال المشرف العام على المنظمة حسن مليحات، إن وتيرة الهجمات الاستيطانية زادت ضد الشعب الفلسطيني بشكل عام، وعلى التجمعات البدوية بالأغوار، إضافة إلى وسيلة الاستيطان الأبرز وهي الاستيطان الرعوي الجديد، والذي في جوهرة توظيف الثروة الحيوانية بهدف السيطرة على مساحات واسعة من الأرض بدعم من حكومة الاحتلال.

وأوضح أن البدو اليوم مهددون بالترحيل، وإعادة هندسة وجودهم في مناطق "ج"، وخلق واقع جديد يكثر فيه عدد المستوطنين مقابل عدد الفلسطينيين وتحويل تجمعات البدو إلى معازل و"كنتوتات".

وأضاف أن البدو في فلسطين يواجهون الاحتلال ومستوطنيه، ويسطرون أروع مقاومة في الخندق الأول لتعزيز الوجود الفلسطيني، ليشكلوا عائقا حقيقا أمام الاستيطان، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه التجمعات البدوية، في الوقت الذي ترتكب إسرائيل جرائم حرب وتهجير قسري بحق الأهالي.

وطالب بالتعامل مع قضايا التجمعات البدو كقضايا سياسية، معتبرا ما يقوم به المستوطنون في الأغوار، يتم بشكل مباشر بدعم من دولة الاحتلال ضد السكان.

بدوره، أشار رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، إلى التقرير الذي صدر أمس عن منظمة العفو الدولية والذي أكد نظام الابارتهايد الممارس من قبل إسرائيل في كل أجزاء فلسطين، معتبرا ما يجري لشعبنا في النقب وباقي الأراضي يهدف إلى إعادة ما حل بشعبنا في النكبة مرة أخرى.

وأشاد بالصمود الأسطوري الذي يسطره أهالي التجمعات البدوية أمام الاحتلال ومستوطنيه، ضمن ما يسمى الضم الصامت وهو ما يجري من انتهاكات في المنطقة الممتدة من أريحا حتى طوباس من اعتداءات المستوطنين وأومر الهدم الصادرة عن الاحتلال، وقتل المواشي وتدمير المحاصيل الزراعية وما يمارس على الرعاة الذين يملكون الثروة الحيوانية.

بدورها، أعلنت المديرة التنفيذية لمنظمة "البيدر"، مرام هواري، عن ورقة حقائق توضح الواقع الصعب، وأهم التحديات التي يواجهها سكان التجمعات البدوية في الأغوار خاصة تجمعات عرب الكعابنة في المعرجات، والتجمعات في العوجا.

وبينت أن البدو في التجمعات الممتدة على السفوح الشرقية للضفة الغربية، يتعرضون لهجوم مباشر متمثل بالاستيطان الرعوي، ويتعرضون بشكل يومي إلى انتهاكات متكررة من قبل مستوطنين 3 مستوطنات زراعية، تحيط بهم لإفراغ وتفريغ الأرض.

وطالبت بتوفير الخدمات الصحية للبدو، والضغط على سلطات الاحتلال من خلال المنظمات الدولية باعتبار قضية البدو قضية حقوقية.

بدوره، قال مدير التربية والتعليم في أريحا والأغوار عزمي بلاونة، إن الهجوم الاستيطاني المكثف ضد التجمعات البدوية، هو سياسة احتلالية منذ زمن، خاصة في أريحا والأغوار، ويحاولون الفتك بالمنطقة، لكن هؤلاء لن يستطيعوا أن يفتكوا بالتاريخ الفلسطيني في ظل تمسك أهلنا بتاريخهم، وأرثهم كما تمكسوا أمام كل المغريات دفاعا عن أرضهم.

وأكد تقديم كل الدعم في المضارب البدوية، ودعم مدارسها في الحق الإنساني بالحصول على التعليم، مشيرا إلى أن ممارسات الاحتلال تمنعهم من إقامة حتى سور إسمنتي في هذه المدرسة التي تعرضت إلى إخطارات متكررة بالهدم.