أغلب الظن، أن التحالف الإسرائيلي القائم حالياً، يقترب من معركة داخلية، بين رئيس التحالف يائير لبيد ورئيس الحكومة نفتالي بينيت، فالموافقة السريعة في الكنيست على تحرير الموازنة التي أعدتها حكومة بينيت قد فتحت المعركة بقوة حول موضوع التبادل الحكومي بين نفتالي بينيت ويائير لبيد، وهذا التبادل الذي كان متفقاً عليه يتعثر الان بقوة، وهو يذكرنا باتفاق التبادل الذي تم سابقًا بين نتيناهو ووزير الجيش الإسرائيلي، رئيس حزب أزرق أبيض الجنرال بيني غانتس، وقد انتهت المشكلة بانهيار الحكومة، وخروج نتيناهو من المشهد السياسي تقريبًا، ووقوفه عارياً وضعيفاً أمام التهم الموجهة إليه والمصير الذي ينتظره.
رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي نفتالي بينت يلجأ الأن إلى التصعيد في موضوعين على جانب كبير من الخطورة، أولهما جنون الاستيطان وخاصة في القدس كما رأينا في المقبرة اليوسفية، وصيغته المطروحة في حي الشيخ جراح، ومناطق متعددة في الضفة الغربية، وثانيهما، تحدى الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته في موضوع فتح القنصلية الأميركية في القدس، وهو يعرض الخلاف بكل وضوح، وبنغمة جديدة غير مسبوقة لكي يكسب دعمًا جديدًا من التيارات المتشددة في اسرائيل.
وعلى خلفية القدرة الفلسطينية الفائقة على البقاء بشكل نستغل فيه ما بين أيدينا فلسطينياً لكي نبث فيه قدرة واضحة على البناء والتطور، فإن هذا السلوك الإسرائيلي يبدو أنه سلوك شاذ، وفي التوقيت الخاطئ، لأن إسرائيل منذ نشوئها في عام 1948، وهي تلعب دور الأداة في يد الدول الاستعمارية التي أنشأتها أو في يد الدولة الإمبريالية الكبرى وهي أميركا، ولم تمر بمرحلة التعارض الاستراتيجي، ولذلك فإنها أعطيت إلى حد التخمة لكي تبقى، ولكن إسرائيل في اخر عهد نتيناهو، وفي عهد بينيت وقفت عاجزة بالمطلق أمام قدرة الشعب الفلسطيني على البقاء، والمنازلة الفاعلة على كافة المستويات، وهذه القدرة الفلسطينية على البقاء، والحضور هي التي أسقطت ترامب، وأسقطت نتنياهو وسوف تسقط نفتالي بينيت بكل تأكيد، فهو ليس أكثر من صوت أخر في الجوقة الصهيونية البشعة.
الوجود والبقاء الفلسطيني، يحفر جذوره عميقًا في أرضه، ويزداد تأثيره في العالم، فأينما وليت وجهك في هذا الكون تجد فلسطين العادلة والمحقة أمامك، وليس هذا بالشيء الهين، ولدينا سرعة الاستجابة الواعية للاستفادة القصوى مما بين أيدينا، مثلاً الآن الانتخابات المحلية على الأبواب، ولجنة الانتخابات استعلمت 765 قائمة انتخابية، بالإضافة إلى أن الترتيبات تجرى بسرعة إعداداً لمؤتمر فتح الثامن، فلسطين أكثر ألف مرة من كونها شعارًا محقًا إنها وجود محق وضروري، إنها بعدالة قضيتها وحكمة قيادتها، قوة الإلهام والتماسك في هذه المنطقة المهمة في العالم، أو قوة الاتفجار والتشظي الذي لايبقى أي شيء.
الموقف العالمي المؤيد لنا ضروري للغاية، وهو إقرار بأحقية حقوقنا، ويجب العمل بقوة على إسكات بعض الأصوات النشاز، التي تتحدث بلغة شاذة كأنه لا صلة لها بالقضية الفلسطينية، تلك الأصوات أصبحت عبئاً على نفسها ولا يجب أن نسمح لها بأن تكون عبئًا على قضيتنا.

المصدر: الحياة الجديدة