تضامناً مع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، ونصرةً للقدس وأحيائها المهددة بالتهجير القسري، نظمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"- قيادة منطقة بيروت، اعتصاماً جماهيرياً حاشداً في ساحة قاعة الشعب في مخيم شاتيلا، عصر الاثنين ٢٥-١-٢٠٢١. 

حضر الاعتصام ممثلو الأحزاب، والقوى الوطنية اللبنانية، وفصائل الثورة الفلسطينية، وممثلو اللجان الشعبية، وقوى الأمن الوطني الفلسطيني، وأمين سر اللجان الشعبية في لبنان منعم عوض، وأمين سر وأعضاء قيادة حركة "فتح" في بيروت، وأمين سر حركة "فتح" وأعضاء قيادة الشعبة الرئيسية، ومشاركة كافة الأطر الفتحاوية والمكاتب الحركية، ومشايخ ورجال دين من جمعية المشاريع الخيرية، والدفاع المدني الفلسطيني.

بدأ الإعتصام بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، وتلى ذلك قراءة سورة الفاتحة المباركة على أرواح شهداء الثورة الفلسطينية والأمتين العربية والإسلامية.

ثمَّ كانت كلمة لرئيس تيار الفكر الشعبي ألقاها الدكتور فوّاز فرحات، وجّه فيها التحية إلى القدس وأسراها الذين امتزجت دماؤهم بكل شبر من أرض فلسطين. وحيّا الدكتور فرحات الأسرى الذين أذاقوا العدو الصهيوني مرارة الإعتداء على فلسطين وأهلها، واصفاً فلسطين بالقمة الشامخة التي لن يصلها العدو. 
ووجّه فرحات في كلمته رسالة إلى الأمتين العربية والإسلامية، منبّهاً من مخططات التهويد التي تتعرض لها القدس، معتبراً أن على الجميع التحرك لأن فلسطين وقدسها في خطر حقيقي. 

ثم كانت كلمة لأمين عام مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب، رئيس الشبكة العالمية للدفاع عن الشعب الفلسطيني محمد صفا، عبّر فيها عن سعادته للمشاركة في الإعتصام داخل مخيم شاتيلا، مخيم الصمود في وجه العدو الصهيوني وعملائه، معتبراً أن وقفة اليوم هي للتضامن مع المعتقلين الستة ومع الأسرى والأمهات والأخوات والأطفال الذين يقبعون في سجون الإحتلال دونما وجه حق. 
ورأى صفا أن بوابات الإحتلال ستُهزم وأن الإحتلال إلى زوال، لأن إرادة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني لم تهن ولن تضعف مع وجه آلة القتل الصهيونية، معتبراً أن الأسرى والمعتقلين سيبقون أيقونات في وجدان شرفاء الأمة. 
وكانت كلمة لعضو الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة د.ناصر حيدر، وجّه فيها التحية إلى صمود الأسرى والمعتقلين الذين بأمعائهم الخالية كسروا جبروت العدو الصهيوني وبملاعقهم حفروا نفق العزة والكرامة العربية. ورأى الدكتور حيدر أن أسرى فلسطين هم الأحرار والباقي أسرى. مناشدًا جمعيات حقوق الإنسان لتحُّمل مسؤولياتها تجاه هذه القضية العادلة والمحقة، إذ لا يجوز أن تبقى تجاوزات الصهاينة دون حسيب ولا رقيب. 

ثم كانت كلمة لأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في بيروت العميد سمير أبو عفش، اعتبر فيها أن وقفة اليوم جاءت لتقول للعدو الصهيوني أن قضية الأسرى الفلسطينيين هم الأساس في وجدان الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن لا قيام للدولة الفلسطينية المستقلة دون حلول لقضية الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الصهيوني. 
وانتقد أبو عفش الإجراء الذي اتخذه العدو الصهيوني في حق عدد من المنظمات الإنسانية الفلسطينية، قائلاً: "خسئت محاولاتكم التي تريد أن تنال من هيبة الشرعية الفلسطينية"، داعياً في كلمته إلى الوحدة الوطنية بين فصائل الثورة الفلسطينية لما فيه مصلحة للقضية الفلسطينية، وهو ما يردده ويدعو إليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس. 
ودعا أبو عفش إلى التجمع نهار الخميس المقبل أمام مكتب الصليب الأحمر الدولي لتسليم مذكرات احتجاج لما يتعرّض له الأسرى من إنتهاكات جسيمة على يد الصهاينة. وجدّد أبو عفش رفضه ورفض الشعب الفلسطيني لإتفاق الإطار الذي تحاول الإدارة الأمريكية فرضه على الأونروا، داعياً للتصدي لهذا الاتفاق بكافة الطرق السلمية. 
وعن الوضع اللبناني، اعتبر أبو عفش أن خير من يمثّل فلسطين وقضيتها هو الشعب اللبناني الذي يشارك إخوانه الفلسطينيين في قضيته، مجدداً التأكيد على الحياد الإيجابي من جميع الأحزاب والقوى اللبنانية.