افتتح سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، اليوم السبت ١٦-١٠-٢٠٢١، قسمَي الطوارئ والأشعة في مستشفى الشهيد محمود الهمشري في صيدا ضمن مشروع إعادة تأهيل وتطوير المستشفى، وبرنامج إعادة تأهيل وتطوير القطاع الصحي في مستشفيات الهلال الأحمر الفلسطيني على الساحة اللبنانية وفق توجيهات ومتابعة السيد الرئيس محمود عبّاس.

 

وشارك في الافتتاح أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان فتحي أبو العردات، ورئيس اللجنة الوطنية لإدارة اللقاح د.عبد الرحمن البزري، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" آمنة جبريل، ومسؤول الأمن القومي في الجيش اللبناني في جنوب لبنان العقيد ناصر همام، وأعضاء قيادة الساحة اللبنانية، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وأمين سر حركة "فتح" - إقليم لبنان حسين فيّاض وأعضاء قيادة الإقليم، وممثّلو الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في لبنان، ومدير مستشفى الهمشري د.رياض أبو العينين والكادر الطبي والتمريضي.

وفي كلمةٍ له رحّب أبو العينين بالحضور وقال: "أبدأ بقول سيادة الرئيس محمود عباس (أريد لمستشفى الهمشري أن يكون صرحًا طبيًا ومرجعًا صحيًا لأبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان وعونًا لأهلنا اللبنانيين والإخوة السوريين ومن كافة الجنسيات، وما يتطلّب من دعم سأقوم به من أجل هذا الهدف). وعدتَ وصدقت سيادة الرئيس، فنحن اليوم لا نقوم بافتتاح قسم الطوارئ في المستشفى، ولكن بافتتاح مشروع إعادة تأهيل وتطوير كافة أقسام المستشفى". 

وأضاف: "عندما ظهرت جائحة كورونا كان الجميع متخوفًا، لكنّنل بادرنا إلى مواجهة هذه الجائحة وكنا السباقين في هذه المعركة الشرسة. ظنّ الكثيرون أننا متهورون لكنّنا أثبتنا أننا على قدر من المسؤولية، وما زلنا نخوض هذه المعركة". 

وتابع أبو العينين: "معادن الرجال تظهر بمواقفهم في الأوقات الصعبة. وهناك رجل وقف بجانبنا وخطط معنا وكان على تواصل دائم ليل نهار، إنه سعادة السفير أشرف دبور الذي سهر معنا الليالي وهو يتابع أوضاع وحالات المرضى الصحية لحظة بلحظة ويمدنا بالدعم الدائم ويتابع معنا عملية التطوير في هذا المستشفى. وقمنا بداية بتشكيل فريق مكافحة كورونا وثانيًا فريق الإسعاف والطوارئ وفرق "كورونا" التي جابت جميع المخيّمات لمعاينة المرضى داخل منازلهم ولبينا نداء بيروت يوم انفجار المرفأ، فكل التحية والاحترام للسفير الفدائي أشرف دبور، والشكر لسيادة الرئيس أبو مازن الذي احتضن هذه المؤسسة وما زال يحتضن مؤسسات الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده".

بدوره قال البزري: "التحية للرئيس محمود عبّاس على دعمه ومتابعته الدائمة، واسمحوا لي أن أطلق على هذا المستشفى صرحًا طبيًا ونعتبره صرحًا أساسيًا وكبيرًا في هذه المنطقة التي نتغنى بوجودها اللبناني الفلسطيني المشترك، ونعتبر أن إعادة تأهيل هذا الصرح مكسب ليس فقط للشعب الفلسطيني وإنما مكسب لإخوانهم اللبنانيين ولكل المقيمين في هذه المنطقة".

وأضاف: "وللحق أقول إنه حتى قبل أن تجتاح كورونا بلدنا لبنان قمتُ بجولة مع سعادة السفير أشرف دبور في هذا الصرح وأخبرني عن مدى استعداده وما هي الخطط المراد تنفيذها لتطوير هذا الصرح. فإذًا الرؤية للتطوير كانت موجودة قبل كورونا، وهذه الرؤية ستخدم المجتمع حتى بعد انتهاء جائحة الكوفيد 19. البعض يعتقد أن مواجهة إسرائيل بالسياسة أو السلاح فقط، ولكن نحن نقول إنّ مواجهة العدو الإسرائيلي ودعم صمود شعبنا الفلسطيني وصمود اللبنانيين تكون بتقوية استعدادهم وحصانتهم، وحصانتهم الطبية والصحية هي جزء لا يتجزأ من هذه الحصانة والمقاومة والصمود". 

وختم البزري: "التحية إلى هذا المستشفى الكريم والتحية لمديره ولأطبائه وممرضيه ومسعفيه وجميع العاملين فيه الذين عملوا بجد وجهد للوصول إلى ما وصلنا إليه". 

من جهته قال أبو العردات: "وأنا أتفقدُ وأجول داخل المستشفى، أشعر فعلاً بوجود مركز طبي جديد وأنا أؤكد كلام د.عبد الرحمن، هو مركز طبي يدعو للفخر والاعتزاز".

وأضاف: "هذا الجهد هو جهد مشترك لكن هناك أدوار لإخوة أدوها وكانوا على مستوى التحدي، أولاً تجاوب السيد الرئيس محمود عبّاس الذي نقدم له الشكر الكبير وسعادة السفير أشرف دبور على الجهود التي بذلها ومنظمة التحرير الفلسطينية وكل المؤسسات التي ساعدت. إنه أمر يدعو للفخر والاعتزاز وشعبنا الفلسطيني يستحق مثل هذا المركز، وهو الذي عانى الكثير شكرـا للأطباء والممرضين والطاقم وإن شاء الله بالقدس عاصمة فلسطين نؤسس لكل هذه المؤسسات التي نفخر بها في دولتنا الفلسطينية المستقلة عندما نعود بإذن الله". 

ثم ألقى السفير دبور كلمةً جاء فيها: "إنّني افتخر بهذه الشهادة التي استمعنا إليها من الأخ الدكتور عبد الرحمن ونوجه له الشكر والتقدير على متابعته معنا وسرعة الاستجابة لمطلبنا منه بوضع خطة لمواجهة جائحة كورونا.

في البداية عندما وصلت أولى حالات الكوفيد إلى لبنان استشعرنا بالخطر الكبير على أهلنا وأبناء شعبنا حيث تشهد مخيماتنا اكتظاظًا كبيرًا في مساحات صغيرة وهذا بحد ذاته يشكل خطرًا كبيرًا على أبناء شعبنا.

وتواصلنا مع فخامة الرئيس أبو مازن حفظه الله، وتلقينا منه التوجيهات بسرعة التحرك، ووضع برامج استباقية، وأن نبقى بالجهوزية التامة للقيام بكل ما يلزم وما بوسعنا حتى نجنّب أهلنا ونحميهم قدر المستطاع للخروج بأقل الأضرار. 

وتواصلنا مع الأخ الدكتور عبد الرحمن البزري واجتمعنا معه ووضعنا برنامج عمل ونعبّر عن فخرنا بإشادته التي أطلقها على هذا المستشفى واعتباره مركزًا طبيًا شاملاً ما يعني إدراكه أن المستشفى أصبح على مستوى عالٍ من المهنية والحرفية". 

وتابع السفير دبور: "عندما استشعر إخواننا الجيش الأبيض كما يجب أن نطلق عليهم منذ البداية بدءًا من د.رياض ووصولاً إلى باقي الأطباء والممرضين والمسعفين والمتطوعين من فتيات وشباب، ولا نستثني منهم أحدًا، ونوجه لهم التحية جميعًا كل باسمه، وهم الجنود المجهولون في الميدان وقد سقط منهم الشهداء دفعوا حياتهم فداء لشعبهم وللتخفيف من معاناتهم نحييهم ونقدرهم ونقف تحية إجلال وإكبار أمام عظمة عطائهم ولذكراهم نقول إننا نفتخر ونعتز بالنجاح الذي تحقق من خلال العمل الدؤوب في برنامج مكافحة الجائحة مترافقة مع إعادة التأهيل والتطوير للمستشفى واستطعنا أن نخرج بأقل الضرر مع انحسار موجة المرض والنقص المسجّل في أعداد الحالات اليومية". 

وأردف: "من هنا نوجه نداءً إلى أبناء شعبنا -أهلنا وأحبائنا- أن نبقى ملتزمين بالإجراءات الوقائية وأعلى درجات الحيطة والحذر لأننا لم ننتهِ من خطر هذه الجائحة لغاية الآن وما زال الخطر موجودًا. 

ونتوجه بالشكر إلى وزارة الصحة اللبنانية على التعاون والاهتمام الذي لمسناه منهم ومساهمتهم في تذليل العقبات أمام هذا المركز الطبي والمراكز الطبية الفلسطينية كافةً وعلى الرعاية التي أولتها لشعبنا الفلسطيني، إذ لم تفرّق بين فلسطيني ولبناني ومقيم ونقدر للصليب الأحمر اللبناني جهوده، ونُحَيّي صندوق وقفة عز في وطننا الحبيب فلسطين على ما قدمه من مساهمة مالية وتحمله جزءًا من الأعباء المالية. وباسمكم إخواني أخواتي نتوجّه بالتحية والتقدير إلى سيادة الرئيس محمود عبّاس أبو مازن على اهتمامه ورعايته الدائمة لأبناء شعبه في كل أماكن وجوده، ومن هنا تأتي متابعته اليومية بالوقوف على احتياجات أهلنا في أماكن وجودهم كافةً، ومتابعته أوضاع أبناء شعبه في الوطن والشتات، ولا بد لنا من أن نذكر كذلك رعايته التعليم لأبنائنا، إذ أصبحنا نشهد نتائج هذا الاهتمام بالخريجين الذين نفتخر بهم ونهنّئهم وهم مبعث فخر لنا، بخاصة بعد النتائج المبهرة التي أحرزوها سواء في الجامعات أو الامتحانات الرسمية، ولدينا متفوقون كثر في جميع المناطق اللبنانية وفي كل التجمعات الفلسطينية".

وقال السفير أشرف دبور: "كذلك نقفُ بتحية الإجلال لشعبنا الفلسطيني العظيم ولفصائلنا الفلسطينية وقوانا كافةً من دون استثناء لأحد على الوعي الذي أبدوه في كل القضايا والمجالات خلال السنوات الماضية، وهذا نابع من الوعي والثقافة الفلسطينية التي تجذرت داخل مجتمعنا الفلسطيني في لبنان، والتي يشهد بها الجميع في هذا البلد بالالتزام الفلسطيني بالحفاظ على الأمن والاستقرار في المخيمات الفلسطينية والجوار. وهذا بالتأكيد نتيجة التنسيق الدائم واللقاءات المستمرة والدائمة بين جميع الفصائل والقوى الفلسطينية، واثبتوا أنَّ الفلسطينيين على انتماءاتهم وآرائهم كافةً بأنهم على قلب رجل واحد وفي هدف واحد ومشروع واحد وهو الحفاظ على أمن أبناء شعبنا ومخيماتنا وعلى الأمن والاستقرار في هذا البلد الحبيب لبنان الذي نكن له كل الحب والاحترام".

وتابع: "إنّ أمن لبنان هو من أمن فلسطين، ونحن نعرف بأنّ لبنان المستقر ولبنان الآمن هو السند الحقيقي لفلسطين ولقضيتنا، ومن هنا نتمنى للبنان تجاوز هذه المرحلة الصعبة والمخاطر المحدقة به بالتعاون بين مكوناته كافةً، ونحن سنكون مع لبنان وإلى جانبه ونحن الفلسطينيين نؤكّد التزامنا بالأمن اللبناني ورؤية وتوجيهات السيد الرئيس محمود عبّاس".

وقال: "باسمكم جميعًا نوجه التحية إلى الأسرى البواسل الذين مرغوا أنف الاحتلال من خلال صمودهم وبسالتهم وتقدمهم على جلادهم بالفكر والإرادة، وعلينا أن نقف إلى جانب العشرات من الأسرى الذين يخوضون إضرابًا مفتوحًا عن الطعام ونعلي صوتهم ونسندهم ونساندهم، هؤلاء الذين رفعو رأس فلسطين عاليًا كما رفع رأس فلسطين كل أبنائنا الشهداء الذين يسقطون يوميًا دفاعًا عن الكرامة الفلسطينية والأرض الفلسطينية والهوية الفلسطينية، دفاعًا عن الثقافة الفلسطينية في مواجهة ما تحاول إسرائيل أن تمليه على شعبنا في القدس من محاولات التهويد التي تقوم بها. ولقد حذرنا منها في السابق وتشتد في هذه المرحلة ذروتها في ظل صمت دولي مريب، لكننا نؤكد أن شعبنا سيواجه ويفشل ما تسعى إليه العقلية الصهيونية كما أفشل كل المشاريع التي تعرضت لها قضيتنا الفلسطينية على مدار السنوات. التحية لأسرانا، لشهدائنا، التحية لأهاليهم، لأبنائهم، ونقول لهم شعبكم الفلسطيني هنا في لبنان إلى جانبكم وسيبقى إلى جانبكم".