كلمة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية الأخ السفير أشرف دبور في ذكرى ارتقاء جمال عبد الناصر:

"يوم الوفاء، ويوم العهد والوعد القومي العربي الناصري

شدوا الرحال إلى فلسطين؛ لتكريم أسرى الحرية

الذي نظمته حركة الناصريين المستقلين- المرابطون في سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية 

          

السيدات والسادة،           

الحضور الكريم، 

الزعيم الخالد فينا، جمال عبد الناصر الزعيم العربي القومي الوحدوي الخالد في القلوب، والوجدان، والذاكرة، والتاريخ، والضمير الوطني من المحيط إلى الخليج، بعد واحد وخمسين عامًا من الغياب الجسدي، والذي ما زال حاضرًا في ذاكرة ووعي الشعوب المكافحة، قدوة للثوار والأحرار. 

القائد الخالد فينا أبدًا أدرك مبكرًا أن ما يحدث في فلسطين مخطط كوني استعماري يستهدف الأمة العربية جمعاء، وأن الصراع معه هو صراع وجود بين المعتدي والمعتدى عليه، فتقدم الصفوف طليعيًا في مواجهة المخطط الصهيوني انطلاقًا من أن النضال في فلسطين ليس انسياقًا عاطفيًا، وإنما واجبًا يحتمه الدفاع عن الوجود.

بعد واحد وخمسين عامًا على ارتقاء هذه القامة المميزة في تاريخ أمتنا المجيدة، نعيش مرحلة خطيرة من استكمال تنفيذ المشروع الصهيوني الكبير، حيث تواصل سلطة الاحتلال الصهيوني في الآونة الأخيرة إضافة إلى الاعتداءات التعسفية والعدوان على أبناء شعبنا، ومصادرة الأراضي، والضرب بعرض الحائط بكافة المواثيق والشرائع الدولية، وتعمل على إضفاء الطابع الديني للاقتحامات اليومية والمتكررة لقطعان المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، ورفع علم الاحتلال الإسرائيلي في باحاته، والتجرؤ على ممارسة شعائر تلمودية داخل الحرم، وتمنع وصول المواطنين الفلسطينيين لأداء الصلاة في المسجد، بهدف تنفيذ مشروع تهويد مدينة القدس وبلدتها القديمة؛ ومحاولة تكريس وتثبيت واقع جديد على الأرض؛ لطالما حذرنا منه، وهو تقسيم المسجد الأقصى المبارك، زمانيا ومكاني كما حصل في الحرم الإبراهيمي الشريف بالخليل، تنفيذًا للمخطط القديم المتجدد صهيونيًا، وشعورًا من الاحتلال بسهولة تنفيذه نتيجة للواقع الفلسطيني والعربي المؤلم من تنابذ وتباين في كل شيء حتى في التفاصيل الصغيرة، مما أوصلنا إلى مقارعة أنفسنا بأنفسنا، ونسينا وتناسينا عدوا يتربص بنا، والحري بنا، التمسّك بالوحدة الوطنية وإنهاء انقساماتنا وفاء لقضيتنا التي قدّمنا لأجلها مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى الذين ما زالوا يعانون وعائلاتهم وأطفالهم ظلم وحرمان الاحتلال ويواجهونه بصبر وعزيمة وثبات وتمسك بالحقوق المشروعة. 

 

الأخوة والأخوات،

الحضور الكريم، 

العهد هو العهد بأن تبقى مسيرة الثوار مستمرة ومتوهجة تستمد ديمومتها من النهج والفكر الذي أرساه القائدان الخالدان أبدًا جمال عبد الناصر وياسر عرفات، واللذان ما زالا الأكثر حضورًا، وتأثيرًا، وهيبة في ضمير ووجدان كل ثائر حر، متمسك بقراره المستقل.

نلتقي اليوم في قاعة القائد الرمز ياسر عرفات لنحيي ذكرى الزعيم الخالد الذي وقف بثبات وعزيمة مع من خاضوا عمليات حرب الاستنزاف، التي أربكت وهزت استقرار الاحتلال، وألحقت به الهزيمة في معركة الكرامة. 

المجد والخلود لمن أعلن أن الثورة الفلسطينية أنبل ظاهرة في الأمة العربية، الزعيم الخالد فينا أبدًا جمال عبد الناصر. 

عاشت الفكرة... عاشت الذكرى التي تصادف يوم العلم الفلسطيني. 

العهد بالاستمرار بالنضال من أجل تحقيق حريتنا واستقلالنا على أرضنا، وزوال الاحتلال عنها طال الزمان أم قصر...".