كي نعرف كيف بات الأردن الشقيق، بلدًا آمنًا، ودولة مستقرة بالاعتدال والوسطية، ومجتمعًا يتنور بالقيم العربية، والروح الإنسانية، لا بد أن نقرأ سيرته المئوية الدالة على منهج راسخ لدى قيادته الهاشمية، في العمل الدؤوب من أجل تأمين أجدى منظومات الأمن والأمان، وأفضل بيئات التطور والتنور، ولعلنا والسلالة الشريفة تفرض حضورها العطر، لعلنا نعود إلى قريش، حيث الهواشم الذين كانوا سدنة البيت الحرام، وأهل الحجابة، والسقاية، والرفادة، وفي هذا ما يغني عن الشرح والوصف والتفسير، فأهل هذه المهمات الأصيلة ما زالوا يعملون وفق قيمها ولأجل غاياتها النبيلة، في الأردن العزيز. 
وحين الحديث عن الأردن، يكون الحديث عن فلسطين، بلادًا بضفتين، وكمثل شجرة مباركة بغصنين، ترويها دماء الشهداء البررة من جنود الجيش العربي الأردني، ومن الفدائيين الفلسطينيين، على سفوح تلال القدس، وفي دروب الكرامة، ومنذ فجر التاريخ كان وما زال يروي هذه الشجرة، نهر مقدس، ومصاهرات سليلة، ومشاغل وتطلعات واحدة، ما يؤكد حقيقة الشعب الواحد في ضفتيه المتعانقتين. 
والحديث عن الأردن حديث عن القضية الفلسطينية بوصفها قضيته المركزية ولطالما أكدت المملكة ذلك، وأكدت ولا تزال تؤكد أن الأردن سيظل الظهير لأشقائه في فلسطين حتى نيل حقوقهم كاملة غير منقوصة، وبناء دولتهم المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية وتحقيق الحل العادل لقضية اللاجئين.
والحديث عن الأردن حديث عن القدس، وحيث الوصاية والرعاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف، وبما يجعل له الحق في بذل جميع الجهود القانونية للحفاظ عليها خصوصا المسجد الأقصى، باعتباره كامل الحرم القدسي الشريف، كما جاء تعريفه في الاتفاق التاريخي الذي وقعه جلالة الملك عبد الله الثاني والسيد الرئيس محمود عباس أبو مازن بشأن الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة قي المدينة المقدسة في آذار عام 2013.
يبقى أن نقول إن الحديث عن الأردن هو حديث القصيدة أيضا، وقد فاضت بجمالياتها وصفًا أصيلاً، فهذا الشاعر الأردني الكبير حيدر محمود قد قال وما زال قوله دليلاً "هذي النجود من الزنود رمالها / والأوفياء الطيبون رجالها / العاديات خيولها ما فارقت / ساحاتها والصابرات جِمالُها" ومئة عام، وعمان "ما زالت ترخي جدائلها فوق الكتفين" فـ "بارك يا مجد منازلها والأحبابا / وازرع بالورد مداخلها بابا بابا".