حكومة التناوب التي شكلها نتنياهو مع حليفه اللدود غانتس هربًا من الاضطرار للذهاب إلى انتخابات رابعة، لم تفلح حتى الأن في إبعاد نتنياهو عن شبح المحاكمة على فساده وأمور أخرى أكثر خطورة، واحتمال ذهابه إلى السجن.

وبالتالي فإن الاحتمال بأن تذهب إسرائيل ألى أوضاع أكثر سوءًا، وأن تتزايد العوامل السيئة في الحياة السياسية الداخلية في إسرائيل هو الاحتمال الغالب، وأمام هذه المعضلة، وجدنا إسرائيل بقيادة نتنياهو، غانتس يرتمي أكثر تحت حذاء أميركا ترامب، فأميركا التي تخسر مكانتها الدولية بسرعة فائقة، وتتصدر المركز الأول في عدد ضحايا كوفيد 19، وما يخلفه ذلك من تداعيات، لا تملك الأن سوى البحث عن قرارات تشكل لها دعاية رخيصة وهذا القصور العقلي لدى ترامب يستغله نتنياهو أبشع استغلال ويواصل الإعلان والتأكيد عن نيته في ضم الضفة الغربية وهو الأمر الذي تنبهت له القيادة الفلسطينية مع شعبها منذ أول إعلان عن صفقة القرن الترامبية القذرة، لأن الجانب الفلسطيني قال منذ البداية إن إسرائيل عبر تظاهرها بالإعجاب بترامب سوف تستغل قصوره العقلي أبشع استغلال بمشاريع الضم التي أخذتها أولاً في الجولان بعد رشوة ترامب ببناء مستوطنة تحمل إسمه، وغير استعمال أكاذيب الدعاية الهابطة، بان العرب سيذهبون للتطبيع مع إسرائيل أفواجًا، والدعاية الرخيصة الحالية التي ينشرها نتنياهو بأن الدول العربية موافقة على ضم الضفة لاسرائيل.

على الأرض، وعلى مدار اليوم، تتزايد معطيات العدوان الإسرائيلي في القدس، وفي الحرم الإبراهيمي في الخليل، وفي الاعتداءات اليومية، وفي الاحتجاجات الكبرى التي كان أكبر نموذج لها الاحتجاجات لمدينة يعبد البطلة في محافظة جنين التي خصتها إسرائيل باقتحامات يومية متواصلة، كان الفشل عنوانها الأول والأخير وخاصة بعد أن عمقت السلطة الفلسطينية موضوع وقف العمل بكل الاتفاقات والتفاهمات الموقعة والتفاهمات الموقعة مع إسرائيل ومع أميركا نفسها.

إسرائيل تعرف أكثر من غيرها إن وقف العمل بالاتفاقات بيننا وبينها، ليس موقفًا استاتيكيًا لجس النبض الذي تقوم به إسرائيل على مدار اليوم والساعة والدقيقة، يكشف لها عن كل احتمالات الرعب، فهذه المواجهات اليومية، وهذه الاعتداءات المجرمة، تكشف لإسرائيل أن قرارها بضم الضفة الذي سينفذه نتنياهو في شهر يوليو القادم ليس سهلاً، وليس مفروشًا بالورود، بل قد يتحول إلى جحيم كامل، وخاصة ان العلاقة بين الشعب الفلسطيني وقيادته هي في وصفها الأعلى الخارق، وكل التجارب السابقة المختزنة من النضال سيستخدمها هذا الشعب بإبداعه الخارق، وأن إسالة لعاب المستوطنين من قبل نتنياهو من المحتمل جدً أن تهيل معها دماء الآلاف من المستوطنين، حتى لو كان الشعب الإسرائيلي مصابًا حالية بفقدان الذاكرة نتيجة استغلاله من قِبل نتنياهو واللاعبين، فان الثمن سيكون فادحًا، وماذا سيفعل حينها ترامب؟ لن يفعل شيئًا، لان فشله أمام كوفيد 19، وانفتاح معارك الانتخابات الأميركية التي ستحدد مصيره، ووجد الضم من الأكاذيب والأوهام لن تنفعه في شيء، نتنياهو يجب أن يفكر كثيرًا قبل سقوطه في الفخ، فكل واحد من الحليفين اللدودين، بحاجة لمن ينقذه، ولكن نتائج التهور ستكون مستعصية على الانقاذ، ويا أهلاً بالمواجهة.