بسم الله الرحمن الرحيم  
حركة "فتح"- إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية 
النشرة الإعلامية ليوم الجمعة 10-4-2020  

 

*رئاسة 
 اتصال هاتفي بين الرئيس وأمير قطر
جرى اتصال هاتفي بين رئيس دولة فلسطين محمود عباس وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مساء يوم الخميس، اطمأن من خلاله الأمير على أحوال شعبنا الفلسطيني.
وأعرب سموه عن تمنياته بأنّ تمر هذه الظروف التي يعاني منها شعبنا والعالم، وأن يتمكن من احتواء تفشي فيروس كورونا.
من جهته، شكر الرئيس، أمير قطر على مواقفه الداعمة لشعبنا الفلسطيني، متمنيًا لقطر ولشعبها الخروج من أزمة انتشار الفيروس لتواصل مسيرة التقدم والازدهار.
وكان قد جرى في وقت سابق، اتصال بين الرئيس محمود عباس ووزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

 

*فلسطينيات
اشتية يرحب بحزمة المساعدات من الاتحاد الأوروبي لمواجهة فيروس كورونا في فلسطين
رحّب رئيس الوزراء محمد اشتية، مساء يوم الخميس، بحزمة المساعدات من الاتحاد الأوروبي لدعمنا في مواجهة تفشي فيروس كورونا، والتي أعلن عنها يوم الخميس ممثل الاتحاد الأوروبي سفين كوهان فون بورغسدورف خلال اجتماع جمع رئيس الوزراء بممثلي السلك الدبلوماسي في فلسطين.
وقال رئيس الوزراء: "الاتحاد الأوروبي تجاوب مع طلبنا وتعهد بتسريع دفع جزء من مساعداته المتعهد بها لموازنة هذا العام وقيمتها 40 مليون يورو، بصرفها قبل موعدها المحدد نهاية العام لضمان تمكننا من تلبية النفقات الإضافية المتوقعة في خطة مواجهة تفشي الوباء".
وتابع اشتية: "الاتحاد الأوروبي استجاب لطلبنا أيضًا بإعادة توجيه مبلغ بقيمة 20 مليون يورو من المساعدات التنموية والتطويرية بحيث سيذهب 9.5 مليون يورو منها لدعم المستشفيات الفلسطينية في القدس، و5.5 مليون يورو لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة و5 مليون يورو لدعم العائلات الفقيرة".
وأضاف رئيس الوزراء: "الاتحاد الأوروبي تعهد بتوفير 6.9 مليون يورو إضافية كمساعدات إنسانية للمنظمات غير الحكومية ومنظمات الأمم المتحدة الموجودة على الأرض في الضفة الغربية وقطاع غزة لمساعدتها في مواجهة الوباء، إضافةً إلى 4 ملايين يورو ستقدم لوكالة الأونروا لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة في هذا الظرف الطارئ".
وعبّر اشتية عن امتنانه لجميع الدول التي قدمت مساعدات أو تعهدت بها لوقوفها إلى جانب شعبنا الفلسطيني في الأزمة المشتركة التي تعيشها بلدانهم أيضًا، متمنيًا الصحة والسلامة لكل شعوب العالم.

 

*أخبار "م.ت.ف" 
عريقات يبحث مع مسؤولين عرب وأوروبيين الآثار التدميرية لخطة الضم
بحث أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، مع مسؤولين عرب وأوروبيين الآثار التدميرية لخطة إسرائيل للضم، واستمرارها في ممارسة سياسات التوسع والاستيطان.
وحذّر عريقات خلال اتصالات هاتفية مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والمستشار الدبلوماسي للعاهل البحريني الشيخ خالد آل خليفة، ووزير الدولة الألماني للشؤون الخارجية نيلز انان، من مخاطر الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة على أمن واستقرار المنطقة.
وتناول في اتصالاته أهمية التعاون المشترك لمنع انتشار وتفشي كورونا، وجهود حشد الدعم المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لتمكينها من استمرار تقديم خدماتها للاجئين في هذه الظروف الصعبة التي فرضت تحديات إضافية على الوكالة.
وشدد عريقات على أهمية مواجهة اجراءات السلطات الإسرائيلية التي تتصرف وكأنها فوق القانون الدولي، والتي تهدد وتقوض فرص تحقيق السلام العادل الهادف إلى تجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران للعام 1967.

 


*عربي دولي 
الاتحاد الأوروبي يقدم حزمة مساعدات بقيمة 71 مليون يورو لمواجهة فيروس كورونا في فلسطين
أعلن ممثل الاتحاد الأوروبي، عن حزمة مساعدات تبلغ حوالي 71 مليون يورو لمواجهة وباء فيروس كورونا في فلسطين.
ورحب الاتحاد الأوروبي في بيان صدر عنه، مساء يوم الخميس، بالتدابير الوقائية التي اتخذتها فلسطين، وكذلك بخطتها لمواجهة فيروس كوفيد 19، مؤكدًا أنه يُدرك التحديات المرتبطة بتنفيذ خطة المواجهة، بما فيها القيود المفروضة على تنقل الفلسطينيين، والتحديات المعقدة في قطاع غزة تحت الحصار.
وأوضح البيان أن حِزمة مساعدات الاتحاد الأوروبي، التي تشمل أيضًا مساعدات إنسانية، هي استجابة مباشرة لخطة المواجهة المتعلقة بكوفيد 19 للسلطة الوطنية الفلسطينية.
وقال ممثل الاتحاد الأوروبي سفين كوهان فون بورغسدورف: " وباء كورونا هو حالة طوارئ عالمية غير مسبوقة في مجال الصحة العامة لها تداعيات على مواطنينا ومجتمعاتنا واقتصاداتنا، وهذا هو وقت التضامن بين الشعوب والوقت الذي نقف فيه معًا".
وأضاف أنَّ الاتحاد الأوروبي يدرك بأن الفلسطينيين مثل الأوروبيين والكثيرين غيرهم يتأثرون بشدة، وأنَّ إعلان يوم الخميس أمرٌ بالغ الأهمية للتأكد من أن الفلسطينيين أفضل استعدادًا لمكافحة الأثر الاقتصادي والاجتماعي لهذا الوباء العالمي.
وأكد رسالة الاتحاد الأوروبي: "فلسطين لا تقف وحدها بل نقف معًا في معركتنا ضد كوفيد – 19".
ومن المقرر أنّ يقوم الاتحاد الأوروبي بإعادة توجيه مبلغ بقيمة 20 مليون يورو من المساعدات التنموية والتطويرية بحيث سيذهب 9.5 مليون يورو منها لدعم المستشفيات الفلسطينية في القدس، و5.5 مليون يورو لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة و5 مليون يورو لدعم العائلات الفقيرة".

 

*إسرائيليات 
الاحتلال يفتح عبارات محافظة قلقيلية لتهريب العمال
فتحت سلطات الاحتلال الاسرائيلي، يوم الخميس، عبارات تصريف المياه والصرف الصحي التي تربط محافظة قلقيلية مع أراضي الـ48، لتهريب العمال إلى أراضي المحافظة.
وقال محافظ قلقيلية رافع رواجبة أنَّ الإجراء الإسرائيلي، يسعى لضرب الاجراءات الاحترازية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية ووزارة الصحة لمحاصرة فيروس كورونا، من خلال متابعة فحص العمال وإخضاعهم للحجر المنزلي لسلامتهم وسلامة عائلاتهم.
وطالب رواجبة العمال بأخذ الأمور على محمل الجد، والالتزام بقرارات الحكومة حرصًا على صحة وأمن المواطنين، محذرًا من دخول هذه العبارات والعودة إلى المنازل.
وأشار إلى أن أفراد الأجهزة الأمنية انتشروا على مقربة من العبارات من جهة أراضي قلقيلية لمنع العمال من دخول أراضي الـ48، وإلزام العمال العائدين عبرها إلى التوجه للطب الوقائي لفحصهم والتأكد من سلامتهم قبل عودتهم إلى بيوتهم.
يشار إلى أن سلطات الاحتلال تعمدت في الثلاثين من آذار المنصرم، فتح البوابات الحديدية بشكل مفاجئ أمام حركة تنقل العمال.

 

*أخبار فلسطين في لبنان 
إطلاق حملة التكافل الفلسطينية في لبنان لجمع التبرعات مُساهمةً في التخفيف عن الأسر الفلسطينية
برعايةِ وإشرافِ سفارةِ دولةِ فلسطين في لبنان، ومن منطلق التكافل الوطنيّ والاجتماعي والتراحُم الإنساني والأهلي مع أبناءِ شعبنا، بسبب الظروف التي نمر بها جميعًا، ولأنّ للفلسطيني على الفلسطيني حقًّا، لأنّنا جميعًا نعيشُ في خندق اللجوء والمعاناة، أُطلِقت حملة التكافل الفلسطينية في لبنان لجمع التبرعات مساهمةً في التخفيف عن الأسر الفلسطينية.
وجاء في نصّ إعلان إطلاق الحملة:
يقول الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم: ((لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّه بِهِ عَلِيمٌ)) صدق الله العظيم. 
برعايةِ وإشرافِ سفارةِ دولةِ فلسطين في لبنان، ومن منطلق التكافل الوطنيّ والاجتماعي والتراحُم الإنساني والأهلي مع أبناءِ شعبنا، بسبب الظروف التي نمر بها جميعًا، ولأنّ للفلسطيني على الفلسطيني حقًّا، لأنّنا جميعًا نعيشُ في خندق اللجوء والمعاناة.
نعلن عن إطلاق حملة التكافل الفلسطينية في لبنان لجمع التبرعات مساهمةً في التخفيف عن الأسر الفلسطينية.
للمساهمة بالتبرع على أرقام الحسابات التالية
للتبرع بالليرة اللبنانية:
0331-010052-801
IBAN LB22 0005 0000 0000 3310 1005 2801
للتبرع بالدولار:
0331-010052-941
IBAN LB25 0005 0000 0000 3310 1005 2941
 
*ملاحظات:
أولاً: سيتم الإعلان عن المبالغ التي يتم التبرع بها.
ثانيًا: سنتشارك معًا في آلية توزيع التبرُّعات على مستحقّيها
ثالثًا: سيتم الإعلان أسبوعيًّا عن قيمة المبالغ المتبرَّع بها عبر الوسائل الإعلامية 
رابعًا: بإمكان أيّ متبرّع طلب الاطّلاع على آلية الصرف
خامسًا: عقب اجتماع قيادة فصائل "م.ت.ف" تم تشكيل لجنة لمتابعة الحملة تضم:
أ) عن الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية زهرة ربيع الوكال، ه: 0096171524451
 
ب) عن اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان أبو إياد الشعلان، ه: 0096176551295
 
ج) عن قيادة فصائل "م.ت.ف" تامر عزيز، ه:009613542341
د) عن النجدة الشعبية: ابتسام أبو سالم ه: 0096170077696
 
ه) عن بيت أطفال الصمود زهر عبد اللطيف، ه: 009613563129
 
و) عن دائرة شؤون اللاجئين في لبنان جمال فيّاض ه: 009613523599
 
سادسًا: سيتم الإعلان عن موعد انتهاء الحملة وإغلاق الحساب الخاص بها عبر الوسائل الإعلامية.

 

*آراء
الكورونا وعوامل هدم العالم (2)|بقلم: عمر حلمي الغول 

النقاط التي سلطت الضوء عليها أمس، كنت أشرت لها في العديد من المقالات منذ نهاية عام 2008 حتى الأمس القريب، وشكلت الإرهاصات الضرورية للتحولات والانزياحات في خارطة العالم. غير أن ظهور وتفشي وباء "كوفيد 19" في الصين "ووهان" نهاية 2019 ثم انتشاره في ربوع الكرة الأرضية منذ مطلع العام 2020، خاصة في دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وما نجم من تخبط وفشل وإرباك في في العديد من الدول المتقدمة في مواجهة الفيروس، وما انتهجته تلك الدول من سلوكيات لا تمت للمدنية العالمية بِصلة، في الوقت الذي تمكنت الصين من تجاوز خطر الجائحة الكونية بسرعة فاقت التقديرات، الأمر الذي سمح للمتابعين لتطورات المشهد العالمي اعتبار هذه المحطة نقطة ذروة في سيرورة التحولات السابقة، ووضع بين أيديهم البرهان للبناء عليه لاستشراف مستقبل النظام العالمي ووصوله إلى مرحلة كيفية فاصلة بين نظامين عالميين، النظام المتهالك القديم، والنظام الذي يتشكل حاليًا، وما زالت ملامحه لم تتبلور تمامًا بعد. حتى كيسنجر، وزير الخارجية الأميركي الأسبق نشر مقالاً في 3/4/2020 في "وول ستريت جورنال" اضطر فيه إلى أن يناقض استنتاجاته السابقة، التي كان يؤكد فيها، على أن الغلبة ستكون لأميركا، وبتعبير آخر، كان يجزم، بأن العالم سيبقى خاضعًا للمعايير القيمية والسياسية الاستراتيجية الأميركية. لكنه في مقالته تراجع كليًا عما ذكره سابقًا، عندما قال، إن "جائحة الكورونا ستغير العالم للأبد"، وهناك العديد من علماء وخبراء الفكر السياسي وجلهم من الأميركيين سبقوا الثعلب العجوز فيما خلص إليه.
لكن بعيدًا عن كيسنجر وأساتذة الفكر السياسي، فإن أي ملم بمبادئ علم السياسة يستطيع
أن يستشرف من جملة الظواهر الملازمة لوباء الكورونا آفاق عملية الهدم للنظام العالمي القديم وبنائه بِشكلٍ مغاير نوعيًا، ومن أبرز الظواهر التي رأيناها وشاهدناها وقرأناها في وسائل الإعلام، هي: أولاً مبادرة الولايات المتحدة لشن حرب عالمية ناعمة دون قنابل وصواريخ وطائرات وجنود من خلال استخدام الأسلحة الجرثومية على الصين الشعبية. وقرار الحرب اتخذ في العام 1985 من قبل مجلس الأمن القومي الأميركي، وفق ما ذكره الدكتور طلال أبو غزالة؛ ثانيًا الانشداد والتركيز على "الأنا" القومية لهذا البلد أو ذاك. وتمثل ذلك في كل دول العالم بدءًا من الولايات المتحدة وانتهاء بآخر دولة رأسمالية، وتجلى ذلك فيما بين دول الاتحاد الأوروبي، التي تركت إيطاليا وإسبانيا وصربيا وغيرها تقلع شوكها بأيديها، وتخلت عمليا ومن حيث تدري عن العقد السياسي والاقتصادي والأمني والصحي والثقافي للاتحاد؛ ثالثًا عودة دول العالم الأول لمنطق القراصنة في العصور الوسطى، وهذا ما مارسته كل من الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وإسرائيل وغيرها في اختطاف طرود أجهزة التنفس والكمامات والمعدات الطبية المخصصة لدول صديقة وحليفة دون أي رادع، ليس هذا فحسب، بل إن بعض تلك الدول وأميركا نموذجًا شاءت إنتاج دواء خاص بها ويقتصر استخدامه عليها فقط؛ رابعًا اشتداد وتعمق الأزمة الاقتصادية العالمية. لا سيما أن تفشي الوباء الكوروني في دول العالم فرض على كل الدول سياسات اقتصادية مغايرة للدورة الاقتصادية العادية والمنتظمة في بلدانها، وفرض شلل، ووقف قطاعات عمل كاملة، ولا يقتصر الأمر على الطيران والموانئ والسياحة، بل يشمل قطاعات إنتاجية عديدة، ما غير معادلات توزيع وتقسيم العمل داخل الدول ذاتها، وفيما بين الدول عمومًا، ما ترك أثرًا مباشرًا على العملية الاقتصادية، وأدخل اقتصادات الدول في ركود غير مسبوق، وأشرس وأقوى من أزمة 1929 و1930، و2008، ويحمل تهديدًا خطيرًا على مستقبل اقتصادات الدول فيما لو استمرت الجائحة تغزو العالم لشهور مقبلة؛ خامسًا الخطاب السياسي المعتمد بين الدول في ظل أزمة الكورونا يقوم على لغة التهديد والوعيد والانتقام، ولا يرتكز على خطاب التعاون والتكافل لمواجهة التحدي. وهذا عزز منطق البلطجة والقرصنة؛ سادسًا أظهرت أزمة الكورونا الفشل الكبير للدول والأقطاب العالمية الأولى، خاصة أميركا ودول الاتحاد الأوروبي ومعها دولة الاستعمار الإسرائيلية، ليس هذا فحسب، بل إنها تلكأت وتراخت في مواجهة الأزمة، مع أن الأجهزة الأمنية في تلك الدول أبلغت صناع القرار بانتشار الوباء في بلدانها، ومع ذلك لم تحرك ساكنا؛ سابعًا كما أن اعتماد دول العالم الأول شعار "مناعة القطيع" وتبنيها نظرية مالتوس للقضاء على كبار السن، زاد من انكشاف إفلاسها، وسقوطها الأخلاقي والقيمي.. إلخ من الظواهر الحاملة لعوامل الهدم.
ويمكن بموضوعية الاستنتاج استنادا للسياسات الماثلة أمامنا التأكيد على الآتي، أولاً العالم بات في ظل أزمة الكورونا يسير بخطى أسرع من السابق نحو العودة إلى مربع الدولة القومية؛ ثانيًا انتهاء مرحلة العولمة الأميركية المتوحشة، وأساسًا وضع ترامب وإدارته المداميك الأولى لاضمحلالها واندثارها؛ ثالثًا زوال الاتحاد الأوروبي كمنظومة، لان التقوقع على الذات القومية، كان العنوان الأبرز للدول المركزية في الاتحاد في ظل أزمة الكورونا. وهذا ما أشرت له في مقالة الأمس، عندما ذكرت أن خروج بريطانيا من الاتحاد لم يكن مقتصرًا عليها، إنما ستتبعه دول اخرى؛ رابعًا هذا المخاض سينعكس على هيكلة العالم بِشكلّ مغاير ووفقًا لموازين القوى العالمية الجديدة، والتي بالضرورة ستكون الصين صاحبة باع طويل فيه، لأنها تمكنت من تجاوز الأزمة بسرعة، وكونها مدت يد العون للدول الأخرى بما في ذلك الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي خاصة إيطاليا، إضافة لتعافي اقتصادها من الركود.
لكن من السابق لأوانه الحديث عن هوية وكيفية بناء النظام العالمي الجديد. بيد أن الضبابية في شاكلة النظام، لا تلغي حقيقة راسخة تقول، إن موازين القوى هي التي ستحدد مركباته ومنظوماته السياسية والاقتصادية والقانونية والثقافية. ومن شبه المؤكد أنه سيكون نظام متعدد الأقطاب، وهذا سيفرض إعادة هيكلة هيئة الأمم المتحدة بمعايير النظام الدولي الجديد. وأعتقد أن التحولات الدراماتيكية لن تنفي دور الرأسمالية، بل ستبقى كجزء ومكون من النظام الدولي الجديد وبِشروطه. لكن هل تظهر منظومات فكرية سياسية جديدة؟ هل يصبح النظام الصيني نموذجًا يحتذى به؟ من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأمور. لكن التغيير قادم لا محالة. والسلاح النووي لن يحل معضلة أميركا، بل قد يكون عبئًا عليها، كما حصل بعد انهيار الاتحاد السوفييتي مطلع تسعينيات القرن الماضي. وقد تذهب أميركا إلى التفكك. لا سيما أن العديد من الولايات ككاليفورنيا وتكساس وغيرها هددت بالانفصال أكثر من مرة، وآخرها في عهد الرئيس دونالد ترامب. خاصة أن الإدارة الحالية فشلت فشلاً ذريعًا، كما قال كيسنجر في مقاله المذكور آنفا بشكل غير مباشر، أن الولايات المتحدة بحاجة إلى إدارة جديدة "في ظل الإنقسام السياسي الذي نعيشه اليوم". وهو ما يتطلب وجود حكومة "تتحلى بالكفاءة وبُعد النظر للتغلب على العقبات غير المسبوقة من حيث الحجم والنطاق العالمي المترتبة على تفشي الوباء".
وباختصار شديد لِكل ما تقدم سيكون انعكاس مباشر وغير مباشر على مكانة دولة الاستعمار الإسرائيلية، لن تنفذ منه، مهما حاولت من المناورات، وتسويق الذات في حالة السيولة التي تشهدها المنظومة العالمية الآيلة للسقوط والغياب، لترسيخ حضورها في العالم القادم. السيناريوهات كلها مفتوحة دون استثناء. لكن أسباب وجودها وقبلها الحركة الصهيونية نهاية القرن التاسع عشر لم تعد قائمة.
    

#إعلام_حركة_فتح_لبنان