نقول للمفاوض الفلسطيني إنه من غير المقبول بقاء الأسيرات في الباستيلات الإسرائيلية يعانين السجن وظلامه ولو كان ثمن ذلك تأخير تنفيذ الصفقة "  إننا نتفهم انتظار الأهالي لأحبابهم الذين هم أحبابنا وأعزاؤنا، لكننا على يقين أنهم وهم الذين دفعوا سنوات الصبر الكثيرة حتى وصلوا إلى هذه النقطة خير من يتفهم هذا الطلب وخير من يتماثل معه». انه كلام الشيخ كمال الخطيب نائب الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية باسرائيل ، فهل سيطلب  الدكتور احمد بحر القيادي في حماس  من نتنياهو تقريع  الشيخ كمال الخطيب كطلبه اخراس واسكات وتقريع مسؤولين ووزراء في السلطة لاكتشافهم  دوافع حماس لتسريع صفقة شاليط  ، كوزير الشؤون الخارجية رياض المالكي الذي تساءل عن مغزى  تنازل حماس بالصفقة في هذا الوقت بالذات , ولماذا وافقت على قرار اسرائيل بابعادهم  عن بيوتهم وعائلاتهم في الوطن ، وكذلك ووزير الأسرى عيسى قراقع الذي قال :" 'الصفقة امتازت بالارتجالية والحزبية إلى حد كبير جدا واستثنت كبار الأسرى القدامى وقيادات تمثل بعدا رمزيا ووطنيا للشعب الفلسطيني'...فان كان الشيخ بحر يريد شهود  زور على صفقة شاليط  فهو لم ولن يجدها من فلسطيني وطني ، فحتى اقرب اصدقاء حماس ان لم نقل من حليف لها في الداخل قالوا أن استثناء تسعة  اسيرات حتى وان كن يحملن هويات اسرائيلية  كان خطأ فادحا ، فالدكتور بحر يعلم تماما أن مفاوضي حماس اقروا بمبدأ ابعاد فلسطينيين عن وطنهم باضعاف العدد الذي كان أحد شروط الاسرائيليين قبل عامين ، فوافقت حماس على ابعاد 203 منهم 163 الى غزة و و40 للخارج ، فيما كانت اسرائيل تشترط  قبل عامين اقل من نصف  هذا العدد بين الابعاد الى غزة والخارج !!

المثير  أن اعلام  " الصفقة " يستند بدعوته الى اللجم والتقريع  والاخراس  وقطع الالسن على سلاح اسرائيلي  وهو شهادات تخريف الاعلام الاسرائيلي  الذي يلتقطه هواة  التهويم  بالأرقام   كالهبة النازلة عليهم من السماء ، فينسخ   موقع الكتروني يروج " لجماعة الصفقة " هذا العنوان:  صفقة الأسرى تُبخر 92 ألف عام، فاذا بنا نكتشف بعد قراءة الخبر أن صحيفة هآرتس  الاسرائيلية قد جمعت مدد  الأحكام على ألأسرى  المنوي تحريرهم  وخرجت بهذا الرقم  الذي هللت له وسيلة "اعلام الصفقة " واعتبرته كافيا للجم كل من يتحدث عن نقاط ضعف ونواقص  وسلبيات الصفقة  كصفقة ، فاصحاب هذا الخطاب يعلمون جيدا أن فلسطينيا  واحدا في هذا العالم لن يكون له رايا في حرية اي اسير ، فهذا المبدأ لايخضع لمعايير الراي او الموقف  أو الانتماء السياسي ، فحرية الانسان اثمن  وأعظم من قدرة أحد على توظيفها أو تجييرها  او تحويرها للاستخدام الحزبي  الخاص ، فالأسير يؤمن أن حريته حق ، ونحن نؤمن ان تحريره واجبا ، وليس  لنا عليه ولا على الشعب والقضية منَة ، فسجل النضال الو\طني الفلسطيني حافل ولا يجوز أخذ قضية تحرير الأسرى الى منحى التجارة السياسية   ومعادلة الربح والخسارة , والبطولة  والسبق التاريخي  ، فالصراع والاحتلال مازال قائما ، ومن الخطيئة  الاعتقاد بأن  ذاكرة الفلسطينيين  ضحلة أو ان قدراتهم قد وصلت حدها الأقصى !!

المثير الآخر في هذه الزاوية أن من استطاع خداع الموساد والشين بيت والاستخبارات  العسكرية الاسرائيلية  وكل امن اسرائيل  والاحتفاظ بالجندي الاسرائيلي السير جحلعاد شاليط لمدة خمس سنوات حيا  يقول الآن كتبرير  لانفراده  في القرار بقضية هي وطنية بامتياز  ، فمصدر مقرب من  حماس الصفقة قال: «لقد خدعتنا إسرائيل عندما قالت إن عدد الأسيرات هو 27 فقط». بعد ان اعلن نادي السير وأعلنت الحركة الاسلامية في اسرائيل ووزارة ألأسرى أن تسعة من الأسيرات لم تشملهن الصفقة ، فلماذا لم تستشر قيادات حماس الصفقة  الجهات ذات الاختصاص  مادامت تعتبر قضية تحرير الأسرى قضية وطنية ، وعرسا وطنيا كما قال الشيخ بحر ؟! 

 سيفرح الفلسطينييون لحرية 450 اسيرا لأن حريتهم حق ، لكنهم سيناضلون من اجل اطلاق أكثر من خمسة آلاف وخمسمئة اسير فحرية نسبة العشر أو اقل او اكثر ستفرحنا ، لكن  النقد  البناء لحيثيات وتفاصيل لاصفقة  وتحليل  ألسباب التي أدت للتسرع باتمامها ، ياتي من باب الحرص على اغناء تجربة التفاوض مع  الاحتلال حول اي قضية  كانت ، فليس سهلا تبرير التقصير  او الرؤية الحزبية  القصيرة المدى بعبارة خدعتنا اسرائيل !! او اقطعوا لسان الوزير !.

 

.