ما هو السر وراء هذا المشهد العجيب في إسرائيل، ومن هو صاحب الأمر الحقيقي؟ فبيبي غانتس قام بدوره كاملاً، زحف على بطنه باتجاه بيبي نتنياهو، فتفكك الحزب الجديد أو التحالف الجديد كحول لافان، حزب الجنرالات، لكن حكومة الوحدة الوطنية الموعودة التي سيتناوب على رئاستها بيبي نتنياهو وبيبي غانتس لم تولد بعد، وقد تموت في رحم أصحابها، لكن الذي تفكك فعلاً هو حزب أو تحالف أزرق أبيض، وفي هذه الانكفاءة التي لم يعرف حتى الأن سببها الحقيقي، كشفت إسرائيل بِشكلٍ بشع يوحي بأنها قد تصل إلى حرب أهلية، لأنها تحت غطاء هذه اللعبة أبقت على كل العناصر السيئة في الدولة الاسرائيلية على حالها بل أمدتها بقوة دفع جديدة، فالاحتلال قائم بِأبشع صوره من اعتداءات يومية ضدالشعب الفلسطيني، ومواطنو الدولة الإسرائيلية من العرب الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين سحب منهم دورهم الجديد الذي صنعوه بجدارة بعد أن فازوا في الانتخابات الأخيرة بخمسة عشر مقعدًا في الكنيست الثالث والعشرين رغم كل التحريضات التي قادها نتنياهو ضدهم، ولكن هذا الزحف على البطن من قبل غانتس ربما أغلق الطريق أمامهم لكي يجسدوا هذا الدور القوي في اللعبة الداخلية الإسرائيلية، ولكني أعتقد أن دورهم محفوظ بفعل وعيهم ونجاحهم في قراءة التحديات.

إسرائيل لا شيء يغطي وجهها الحقيقي، بِأنها دولة الاحتلال الأسود، ودولة للعدوان المستمر ودولة الخرافات التي تنتج نفسها بهذه الكيفية التي تزداد انكشافًا وخاصة تحت عنوان الحرب ضد فيروس كورونا، فلقد كانت تعتبر نفسها من فريق المتجاهلين، وبِأنها لن تصل إلى حدود اللعبة الخطرة، لكن أرقام "الاصابات تتقافز بسرعة، ونتنياهو يدخل الحجر الصحي للمرة الثانية الأولى على خلفية أن إحدى مستشاراته اصيبت بالفيروس ما اضطره ان يذهب إلى الحجر الطوعي!!! والمرة "الثانية عندما أُصيب وزير الصحة وزوجته بالفيروس فاضطر أن يذهب إلى الحجر الصحي مرة أخرى، وهكذا في محادثاته ولقاءاته مع غانتس لتشكيل الحكومة، وهي لقاءات صعبة، تم اعتراضها مرتين تحت عنوان كوفيد 19، والأرقام تتصاعد من العمال الذين فقدوا عملهم ومن حلفائه الألترأرثذوكس ومن حلفائه المستوطنين ومن زعران الجيش الذين يهدمون بيوت الفلسطينيين ويجرفون أرضهم للاستيلاء عليها، وقد بتنا نعرف الأن بيقين أن نتنياهو لا يستطيع أن يصمد يومًا واحدًا دون هؤلاء المدمنين على الجرائم، لكن خرافات العبقرية الإسرائيلية تتساقط بفعل الأزمات والتجارب الصعبة، ولا أعرف إن كان الشعب الإسرائيلي صاحب الإدعاءات الكثيرة سيلعب دورًا أم سيظل مندفعًا في هذا الدور السلبي إلى أن تصبح الخلافات في إسرائيل وجودية بِشكلٍ اوضح، وقد نرى آخرين غير الالترارثوذكس لا يستجيبون إلى نتنياهو، بل أن حلفاءه من المستوطنين لصوص الأرض الفلسطينية يناصبونه العداء. 

علينا أن ننتظر بايجابية وثقة بالنفس ونراقب فقد اقترب اليوم الذي ستأكل فيه الخرافة نفسها.