أعتقد أنَّ أهم حوافز التحرك الفلسطيني المبكر لمكافحة وباء كورونا -بعد هدف حماية شعبنا- هو أن نثبت للعالم أننا أهلٌ بدولةٍ مستقلّة أكثر من بعض الدول المارقة والفاشلة. وجاءت الإجراءات الفلسطينية لتثبت صحة ما يردّده السيد الرئيس أننا قمنا ببناء مؤسسات الدولة القادرة على القيام بواجبها.

نحمد الله أنّ لدينا رئيس حكومة "منّا وفينا"، ليس خبيرًا بحرفة الثرثرة لكنّه خبير بوضع الإصبع على نبض الشعب.. بدأ بسدّ أبوابنا أمام عجول المحتل، ويسدّ الآن كل ثقب قد يدخل منه الفيروس اللعين.

 

نحمد الله أنْ ليس لنا بورصة كنيويورك ولا نفط كروسيا والسعودية ولا اقتصاد إذا مالت الريح يميل معها كاقتصاد أوروبا.. لن يرتفع سعر الزعتر ولا الميرمية، ولا أجرة البيوت القديمة (العقود) في قباطية أو يطا، وسيبقى خير بلادنا يعمّ بيوتنا.. أما من تضرّروا من تعطل السياحة فهم الأولى الآن ببرنامج إنقاذ حكومي يضمن لهم تجاوز المحنة، ومرة أخرى: "رئيس وزراء حكومة أبو مازن" خير من يتفهّم هذه الاحتياجات ويعمل على تلبيتها.

 

سيحتاج النفط وقتًا ليسترد سعره، وسيحتاج اقتصاد العالم شهورًا أو سنوات حتى يتعافى.. لكن القدس وبيت لحم لا تحتاجان سوى إلى زوال غمّة الفيروس وستفتحان أبوابهما للمؤمنين وللسياح. 

 

رأس مالنا هو المواطن.. ووطنٌ وأرضٌ مقدسة لا تفقد أناقتها بسبب فيروس عابر سوف ننسى اسمه قريبًا كما نسينا أسماء كلِّ من سبقه من الغزاة.