دراسة وتحقيق : عثمان بدر

تقديم الحاج رفعت شناعة

بكل فخرٍ واعتزاز، أقف اليوم بينكم في مخيم نهر البارد الذي تأسس مع النكبة في بدايتها وضمَّ في جنباته العديد من اللاجئين الفلسطينيين القادمين من شمال فلسطين، بعد أن ذاقو الأمَّرين بسبب الاحتلال الصهيوني ومجازره، وبطشه بالأطفال والنساء والرجال المسنين.

إستقرَّ اللاجئون في هذا المخيم، ولكن مشاهدَ العنف، والقتل، والتنكيل من قبل الصهاينة لم تغادر الذاكرة، لأن القلوبَ والمشاعرَ مازالت تئن وتتألم تحت وطأة المشاهد الدموية القاسية.

إنَّ الكاتب صالح محمد عيسى النعراني (أبو ناصر) الذي ولد العام 1939 في الناصرة، وهاجر إلى لبنان من أرض الكنانة مجبراً تحت سطوة الرعب والمجازر، إلاَّ أنه في القسم الأول من الكتاب لم ينسَ أن يسرد محطات مؤلمة من النزوح، ومن الصور المؤلمة التي شاهدها في طريقه بسبب الإصرار الصهيوني على التصفيات الجسدية لإرغام الأهالي على ترك بيوتهم، والبحث عن الأَمان بعد ليالٍ طويلة من السير في الوديان، وعلى سفوح الجبال. وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية والمحزنة لم يغب عنه تصوير الواقع العائلي والاجتماعي، والعلاقات الاجتماعية قبل النكبة وبعدها، والمشاعر التي كانت تجتاح هؤلاء المشردين من أرض الوطن.

الكاتب الفلسطيني الذي ترعرعت طفولته على أرض فلسطين أبو ناصر النعراني ذكّر القراء بفقرة عن تاريخ الشعب الفلسطيني، والمراحل التي مرَّ بها منذ أيام الكنعانيين، ليثبت أن هذه الأرض هي أرض الآباء والأجداد، وأنَّ هذه المقدسات هي إسلامية.

كما أنه أسهب في وصف المحطات التاريخية والسياسية منذ الحرب العالمية الأولى، وسايكس بيكو، ووعد بلفور، والانتداب البريطاني الذي سعى لتضمين وعد بلفور في نص الانتداب على فلسطين.

أتناول في القسم الثاني من هذا العرض وهي مرحلة الانتقال من النكبة ومآسيها، والضياع الذي أصاب المجتمع الفلسطيني بعد تشرده في مخيمات متباعدة جغرافياً لكنها ظلَّت محافظةً على مضامينها الاجتماعية، وعلى مخزونها الوطني، وظلت مشدودة للعودة إلى أرض الوطن. هذه المجتمعات الفلسطينية في بلاد الغربة وتحديداً في المخيمات، ورغم ما خيَّم عليها من الحُزن، والهموم، والذكريات المؤلمة، لكنها في الواقع استطاعت بفعل الجهود الثقافية والوطنية، والتعبئة السياسية المرتبطة بالقضية الفلسطينية، ومستقبلها أن تنشئ أجيالاً شابة متمردة على الواقع، وثوَّاقة إلى حمل السلاح، وقتال الأعداء، والعودة إلى الأرض.

 ومن الدوافع التي أعادت صناعة الأجيال لتكون مؤهلة لحمل الأمانة الوطنية، والالتحاق بالحالات الثورية المتقدمة، وبالأحزاب التي تحمل أفكاراً تقدمية كما جاء على سردها الأخ الكاتب الحاج أبو ناصر النعراني، وفي مقدمتها الضغوط الأمنية، والمضايقات السياسية، وفرض الضوابط في العلاقات بين العائلات، وأحياناً عد الأنفاس، وتقييد الحركة.

هذا الواقع المرير الذي عاشته المخيمات قبل إنطلاق الثورة زاد من صلابة وإرادة جماهير شعبنا، وتحديداً الشبان، وطلاب الجامعات، والكوادر الذين تمرَّسوا أن يعيشوا هموم شعبهم لحظةً بلحظة، خاصة الذين ولدوا في  فلسطين، وعاشوا النكبة بكل تفاصيلها، وامتلأوا حقداً على هذا العدو الغاصب والمحتل، كما امتلأت عزيمتهم إصراراً، وعطاءً، واندفاعاً من أجل أن يكونوا في مقدمة الزاحفين إلى الانتماء، والتدريب العسكري، وإختراق الحدود، وتحصينات العدو.

في هذه المرحلة الجديدة التي إستقت عنفوانها من إنتصار الجيش المصري، ومعه شبان عرب وفلسطينييون على العدوان الثلاثي وهي حرب السويس العام 1956، وتحقيق مصر لإستقلال حقيقي، وأيضاً في هذا الوقت الذي بدأت حركة "فتح" تؤسس بنيانها التنظيمي العام 1959 تمهيداً لإعلان إنطلاقة الثورة.

وأيضاً في هذه الفترة كانت حركة القوميين العرب تنشط على صعيد المخيمات الفلسطينية في لبنان، وفي مختلف التجمعات، وفي بعض الأقطار العربية للعب الدور التوجيهي المركزي. أضف إلى ذلك أن هناك بعض الأحزاب بدأت تغزو المخيمات مثل حزب البعث العربي الإشتراكي، وحزب الإخوان المسلمين، وحزب التحرير، والحزب القومي السوري.

في خضم هذا الخليط السياسي المنتشر في المخيمات، فإن الكاتب الحاج أبو ناصر النعراني، الشاب الذي تملأُه الحماسة والاندفاع لأخذ دوره الطبيعي في ظل الصراعات القائمة بين الأحزاب، ومن هذا المنطلق فقد كانت محطته الأولى في العمل الحزبي الوطني هي الانتماء لحركة القوميين العرب التي كانت تربطها بالرئيس جمال عبد الناصر علاقات قومية حميمة، وهذه العلاقات جسَّدها الدكتور جورج حبش الذي أفنى حياته من أجل أن تنطلق الجبهة الشعبية كتنظيم مقاتل يلبي طموحات الشباب الفلسطيني.

في هذه التجربه بتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إختار الحاج أبو ناصر النعراني أن يكون عضواً فاعلاً في صفوفها، والعضوية بالنسبة إليه هي كفاحٌ وعطاءٌ وتضحية وليست لتحقيق المكاسب الشخصية. ولذلك كان حريصاً على ترجمة أفكاره وقناعاته ومشاعره ميدانياً وعملياً، والمثال الذي ورد ذكره أنه قام مع بعض رفاقه بأخذ قرار صارم بالعمل في ورشة بناء في بيروت، ونقل حجارة البناء إلى الطوابق العلوية للحصول على المبلغ الذي يحقق الأمنية التي يحلم بها هو وزملاؤه من أجل تأمين التبرعات المطلوبة، ودفعها لحركة القوميين العرب لشراء ترخيص جريدة الحرية، من أجل أن يكون القرار الذي يحكم إصدارها حراً مستقلاً بعيداً عن التبعية، وهذا الجهد المكثَّف من العناصر المندفعة لتلبية تعليمات وقرارات الدكتور جورج حبش المؤسس للجبهة الشعبية مع رفاقه الأوائل دلَّت على مصداقية الانتماء والوفاء، ويذكر الكاتب الفلسطيني ابن الناصرة، واللاجئ مع أهله الى مخيم نهر البارد مرغماً على أمل العودة القريب. وقد تمَّ تسجيل جريدة الحرية باسم أخوين من الحركة هما محمد الزيات ومحمد كشلي.

وعندما حصلت الخلافات الداخلية، خرجت الجبهة الديموقراطية من جسم الجبهة الشعبية، وأصبحت جريدة الحرية الناطق باسم الجبهة الديموقراطية، وسُجِّلت باسم الزعيم الوطني اللبناني محسن إبراهيم، الذي أصبح فيما بعد الأمين العام لمنظمة العمل الشيوعي اللبناني.

ولا بد من الإشارة إلى تلك العلاقة الوطنية التي بناها الأخ المناضل الحاج أبو ناصر النعراني مع الدكتور جورج حبش، الذي قاد الجبهة الشعبية على مدى سنوات طوال، وسجَّل إعجابه به وبأخلاقياته الحزبية والشخصية.

كما أنه تميَّز بعلاقات حميمة مع الدكتور وديع حداد الذي عُرِف عنه التخطيط للعمليات الخارجية، وخاصة عمليات خطف الطائرات بكل ما فيها من تعقيدات ومخاطر، تلك العمليات التي شارك فيها أبطال من جنسيات متعددة، وليس فلسطينية فقط.

ونجح معظمها في كسر عنفوان الاحتلال، وإرغامه على الإفراج عن بعض الأسرى مقابل الإفراج عن الطائرة وركابها، وكان وديع حداد قد نفذ أول عملية خطف طائرة العام 1968 وهي تابعة لشركة العال الاسرائيلية، وتم الإفراج عن أسرى فلسطينيين وعرب من المعتقلات الصهيونية.

الكاتب والمناضل الحاج أبو ناصر ظلَّ وفياً ومتواصلاً مع الدكتور وديع حداد خاصة بعد أن تعرَّض لعملية دسم السم من قبل الموساد، ولم يسعفه الحظ بالشفاء رغم المعاناة الصعبة.

 كما يؤكد الحاج أبو ناصر أن القائد الشهيد أبو ماهر اليماني كان من أقرب القيادات إلى المرحوم وديع حداد أبو هاني، ووضع توصيات في عنق القائد أبو ماهر اليماني.

والكاتب الفلسطيني المفعم بالاحساس الوطني، والمتسلح بالقناعات الثورية يذكِّر بالعملية النوعية التي خطط لها الدكتور وديع حداد وُنفِّذت في 26/12/1968 وقادها بطلان فلسطينييان شابان هما محمود محمد عيسى شقيق الحاج أبو ناصر، والبطل الثاني هو ماهر حسين اليماني شقيق القائد الوطني أبو ماهر اليماني، الذي أطلق عليه الرمز ياسر عرفات لقب ضمير الثورة، وكان أبو عمار رحمه الله قد سمَّى الدكتور جورج حبش بحكيم الثورة.

والعملية تمت في مطار أثينا حيث اقتحم الفدائيان الطائرة، وفجِّرا محركاتها، قبل الانطلاق، ولم يُقتل سوى قبطان الطائرة الذي رفع سلاحه بوجههما، فقتلاه، وقُتلت معه مضيفة عن طريق الخطأ، ثم قاما بتوزيع منشور إعلامي يشرح بأن الهدف من العملية ليس القتل، وانما توضيح معاناة الشعب الفلسطيني، وسلَّما نفسيهما إلى الشرطة اليونانية التي عاملتهما بعنف وقوة.

المحطة الجديدة التي توقف عندها الكاتب الحاج أبو ناصر هي انتفاضة مخيم نهر البارد –حَسَب ما اسماها – وهي الحالة التي انعكست على كافة مخيمات لبنان، وأصبحت عناصر الكفاح المسلح هي المعنية بالحفاظ على الأمن، وعلى العلاقات الاجتماعية داخل المخيمات، وليس مخافر الدرك، هذا كان عنوان مرحلة جديدة تنسجم وتتلاقى مع إنطلاقة الثورة الفلسطينية التي حملت البشارة بأن هذه الثورة هي عنوان الكرامة الوطنية، وبداية عهد جديد من الكفاح الفلسطيني المسلح. ما حصل في مخيم نهر البارد أيقظ المشاعر الفلسطينية الوطنية، وأصبح الجميع يتهيَّأُ لخطوات مستقبلية، والحاج أبو ناصر النعراني يتحدث عن هذه المرحلة الجديدة، وهو عضو في تنظيم الجبهة الشعبية، وكيف كان يعد العدة مع رفاقه محمود توفيق صادق، ومحمود عودة (أبو عماد) وحسن فرغاوي (أبو ناصر)، وتحدث عن رحلتهم إلى الاْردن لإحضار السلاح والذخيرة متحسباً لأية مستجدات.

كان الحاج أبو ناصر منخرطاً في تفاصيل هذه المرحلة الانتقالية، وما تولَّد عنها من مستجدات ومتغيرات تحتاج إلى السهر، والحؤول دون الفتنة، والصراعات الداخلية بسبب العداوات والممارسات السلبية السابقة في الظروف التي سبقت العام 1968.

المحطة التالية التي لا بد التوقف عندها في ظل عملية التحول، كانت القيم الاخلاقية والاجتماعية والإنسانية التي حملها الكاتب، الذي كان لها التأثير الكبير في القرارات التي يتعاطى بها مع العديد من الأشخاص الذين أساؤوا إليه أثناء غيابه عن المخيم، أو أثناء التحولات الأمنية والسياسية التي ضربت المخيمات، وعلاقاتها العائلية الداخلية حيث استُهدف هو وأُسرته بالضرر والإساءة البالغة.

لكنه اختار دائماً العفو عمَّن أساءَ إليه، وأن يكبر على الجراح والأحقاد، لأنَّ العفو عند المقدرة هي من ميزة الرجال صُنَّاع المستقبل، والذين يضعون دائماً مصلحة شعبهم ومجتمعهم فوق الاعتبارات الشخصية والذاتية، وهذا الأمر هو ركيزة من الركائز القوية التي بنى عليها الكاتب شخصيته النضالية.

ونحن نتناول المحطات البارزة في حياة الكاتب لا بد من الحديث عن التحوٌّل السياسي، الذي جرى في حياته عندما غادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لأسباب يذكرها، ثم إلتحق بحركة فتح، وأنشأ علاقات تنظيمية وعمالية نقابية ناجحة، وكانت علاقاته الأساسية مع الأخ أبو أسامة زيد وهبة الذي كانت له مسؤوليات حركية في منطقة الشمال عندما تسلَّم إقليم لبنان الأخ حمدان عاشور الذي عيَّنَ في ما بعد الأخ طارق أبو رجب قائداً لمنطقة الشمال.

وتركز عمل الحاج أبو ناصر مع المرحوم أبو أسامة زيد وهبه في بناء الاتحاد العام لعمال فلسطين في لبنان، وكان الانتاج النقابي بارعاً ومتطوراً، وشمل الساحة اللبنانية بكل ما فيها من الفصائل والشرائح الفلسطينية.

وعندما تم اختيار اعضاء المجلس الوطني في لبنان، وكان التركيز على اعضاء أُمناء سر اللجان الشعبية في المخيمات، ليكونوا المرشحين لعضوية المجلس الوطني, وكان هذا الاختيار في مكانه في المخيمات، وخاصة اختيار الحاج ابو ناصر الذي حفظ الامانة وصانها, وعندما انعقد المجلس الوطني العام 1984 في عمان وكان ذا اهمية قصوى، لان شرعية م.ت.ف كانت تتوفق على اكتمال النصاب فيه, ولذلك ورغم كل المحاذير الامنية والسياسية, والتهديدات إلا ان الحاج ابو ناصر تجاوز كل المخاوف والعقبات, ولبى نداء الرمز ياسر عرفات, وفي هذا المؤتمر الحساس والخطير استراتيجياً اذا لم يعقد فقد انعقد برجحان الكفة بصوت واحد.

وكان الحضور موقفاً مبدئياً, ورجولياً وينمُّ عن الوفاء والاخلاص, وتحكيم الضمير.

وفي الفترة التي سبقت انعقاد المؤتمر في عمان, وما كان يجتاح المخيمات من صراعات سياسية فإن الحاج ابو ناصر لم يضيِّعْ البوصلة وإنما كان صريحاً وواضحاً كالورقة البيضاء، لا يعرف التلوُّن حتى لو كان ثمن هذه المواقف مؤلما،ً لكن الانسان موقف كما يقولون.

هذا الرجل العصامي والمبدئي الذي نتناول سيرته, وتفاصيل حياته وخلفيات مواقفه التي كانت بإستمرار مبدئية وناصعة البياض، وكانت هي نفسها اشد وضوحاً عندما تم التوقيع على اتفاقات اوسلو في 13/09/1993 عندما تقررت العودة الى ارض الوطن، وبداية الى قطاع غزة، ثم الى الضفة الغربية. ويومها قال الرمز ياسر عرفات غزة اريحا أولاً، أي ضرورة الربط ما بين قطاع غزة والضفة الغربية.

إن محطة إِتفاف أوسلو كانت بالغة التعقيد، لأنها جاءت بعد متغيرات جذرية في المنطقة أيضاً في العالم. فالاتحاد السوڨياتي تفَّكك، وحرب الخليج بدأت من العراق، والنوايا الأميركية جاده لتدميره. ثم كان تستُيد الولايات المتحدة على العالم بعد إضعاف العالم العربي، ووضع الجميع أمام خيارات صعبة. ولذلك عندما اضطرت القيادة الفلسطينية للتوقيع على إتفاق أوسلو بعد عملية استبعاد قيادة "م.ت.ف" من حضور قمة مدريد. ولذلك فإن الشهيد الرمز ياسر عرفات عندما سُئل عن إتفاق أوسلو قال: إنه الخيار المر لأن الخيارات الأخرى كانت أشدَّ مرارةً، والذي رجَّح الكفة عند الشهيد ياسر عرفات هي العودة إلى أرض الوطن، كمقدمة للثبات على الارض بمواجهة الاحتلال.

ولذلك وجدنا قيادات مركزية وكوادر عبَّرت عن معارضتها للاتفاق، لكنها حافظت على إلتزامها بإطار الحركة، وبالقيادة وقراراتها. وكان الحاج ابو ناصر النعراني واحداً من هؤلاء الذين عبَّروا عن قناعاتهم كما فعل الأخ أبو اللطف، والأخ هاني الحسن وغيرهم، لأن وجود معارضة ايجابية تحترم وحدة الحركة يغني الممارسة النضالية، والقرار المشترك.

والأخ العزيز أبو ناصر كان في هذا المجال جريئاً وملتزماً بتعليمات قيادته. إنه هو الذي أخذ قراره بالعودة إلى قطاع غزة مع أسرته، ثم انتقل إلى الضفة الغربية، وزار مختلف المحافظات، وتعرَّف على تضاريس الوطن الجغرافية، والسياسية، والاجتماعية، وكان دائماً يشارك في المجالس الوطنية، وتكون مشاركته فعَّالة ومنتجة، ومعبِّرة تحديداً عن واقع الفلسطينيين في لبنان، ومعاناتهم كلاجئين. ومن القضايا الجوهرية التي يجب التطرق لها هو تأسيس جميعة الأُخوَّة اللبنانية الفلسطينية التي تشكلت قيادتها من شخصيات فلسطينية ولبنانية ذات وزن سياسي واجتماعي ونقابي، وأول من فكَّر بها كان الحاج أبو ناصر النعراني العام 1998 وهو الذي أعلن عن إنشائها بناء لرغبة وتأييد الكثير من الفعاليات خاصة في لبنان. وعندما تأسست وحصلت على الموافقة من السلطة الوطنية، وانتخاب مجلس إدارة، ولجنة إدارة تأسيسية مؤقتة من أخوة أكفاء.

استطاعت هذه اللجنة أن تؤسس علاقات أخوية بين قطاع غزة ولبنان. وبالفعل تمكنت وفود من عائلات فلسطينية من زيارة الأهل وربوع الوطن بعد غياب طويل. كما أن هذه الجمعية شكلت جسراً لإقامة العلاقات بين الشعبين اللبناني والفلسطيني. واستطاعت إقامة المعارض التراثية، والفنية، والمشغولات اليدوية، والمشاركة في إحياء المناسبات الوطنية اللبنانية والفلسطينية لزيادة اللحمة، ودعم نضال الشعب الفلسطيني وهنا لا بد من الاشادة بالاستاذ نظمي يوسف العرقان الذي كرَّس وقته لانجاح هذه المؤسسة حيث تم تعيينه أمين سر جمعية الأخوَّة اللبنانية الفلسطينية.

                                                                 الحاج رفعت شناعة

                                                                 عضو المجلس الثوري

                                                                  2020/3/17