رئيس وزراء اسرائيل، الذي يقود حكومة تصريف أعمال للمرة الثالثة في سنة واحدة، والذي كان موعده للمثول أمام القضاء الاسرائيلي صباح أمس الإثنين، لم يجد من يتآمر معه للهروب ولو قليلاً من القضاء سوى لاعب جديد لم يسبق له أن كان لاعبًا سياسيًا سواء مع حزب الليكود الذي فقد ظله، ولا مع أحزاب اليمين العلماني، واليمين الديني، واليمين الأشد عنصرية في اسرائيل، وهذا اللاعب الجديد ليس أمامه كبير يخيفه، فالكل بمن فيهم دونالد ترامب خضع له وذهب إلى الفحص بعد أن ماطل قليلا ليثبت براءته من هذا الجائح الذي لا يستثني احدا، انه (كوفيد 19) أو فايروس الكورونا الذي شن هجومًا عالميًا واسع النطاق دون أن يطلق صاروخًا واحدًا، وبما أن نتنياهو لا يعرف شيئًا سوى مصلحته الشخصية، فقد رحب بالزائر الجديد وتحالف معه على الفور، واستخدمه لكي يفلت ولو لمدة شهرين من المحكمة الاسرائيلية التي كان من المفترض أن يقف أمامها ليدافع عن نفسه بتهم ثلاث لها علاقة بالفساد وخيانة الثقة، وفعلا حصل على فرصة للابتعاد عن المحكمة حتى يوم الرابع والعشرين من شهر أيار المقبل، ولكنه فوجئء بما هو أخطر وأشد ذعرًا، وهو حصول خصمه بني غانتس على الفرصة لتشكيل حكومة، بعد أن كان يقول لنفسه، من الآن وحتى الرابع والعشرين من أيار ستكون فرصة لأن ألعب أشد الألعاب خطرًا ومكرًا، ولكن كما يقول المثل "يا فرحة ما تمت" فالقائمة المشتركة في الطريق وإسرائيل بيتنا وافيغدور ليبرمان في الطريق "والأسى ما يتنسى" كما يقول المثل، وكم من الاساءات التي حكمت سلوك نتنياهو مع هذين الخصمين اللدودين، القائمة المشتركة، واسرائيل بيتنا، وقد جاء الآن وقت العقاب.
يجب على الإسرائيليين أن يشكروا (كوفيد- 19) لأنه فاجأ نتنياهو بما لم يكن يتوقع، وبما لم يكن الليكود نفسه يتوقع، ماذا يفعل في مواجهة هذه الحالة الجديدة، لقد قالت وكالات الأنباء أنه خال من الاصابة بفيروس كورونا؟؟ فهل يفيده هذا الشيء؟؟ وما هي أدوات اللعب التي يملكها لكي يستخدمها؟؟
الطريق مغلق إلا أمام خيار وحيد وهو أن يقوم اليمين الاسرائيلي باستخدام الإرهاب المفرط ضد الوضع الجديد، فهذا اليمين بقيادة نتنياهو الذي لم يعترف بالقضاء، ولم يعطِ أدنى اعتبار لا للقانون الدولي ولا للشرعية الدولية ولا حتى للقانون الاسرائيلي نفسه، وقتل جنراله الأشهر اسحاق رابين وقتل معه عملية السلام لكنه ليس مستغربًا أن يعاود الكرة، وأن يعاقب شعبه الاسرائيلي على قبوله بواقع جديد.
فنتنياهو قال لكل حلفائه في اسرائيل إنهم لا قيمة لهم دونه، وهو الآن على وشك الخروج من اللعبة، وعلى وشك أن يتعود على لعبة جديدة إسمها السجن، فهل سيقبلها، وهل سيجيدها؟؟؟ وهل ستكون أمامه فرصة جديدة؟
هذا ما سوف تكشف عنه الأيام القادمة.
نتنياهو يتحالف مع كورونا
17-03-2020
مشاهدة: 227
يحيى رباح
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها