الحكومة باعتبارها جزءًا من هذه القيادة الوطنية الفلسطينية، بالتأكيد أنَّ الحفاظ على سلامة وصحة المواطن الفلسطيني هو من أبرز مهامها، وهي من تقدر الخطوات والإجراءات الضرورية لتحقيق هذا الهدف. ومن الغريب أن نسمع أصواتًا تقول إنَّ إجراءات الحكومة مبالغ فيها. وبالتأكيد إن نفس هذه الأصوات ستكون أول من سيوجه اللوم للحكومة إن هي تباطأت في الإجراءات وتحملها المسؤولية حتى عن انتشار الفيروس في الصين وكل العالم.
إن من واجب الحكومة، ومن مسؤوليتها أن تستبق التطورات وأن تمتلك رؤية وخططَا لما يمكن أن يكون عليه الوضع بعد أسبوع أو عدة أسابيع. أن حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس أبو مازن هي ضرورة وخطوة في توقيت صحيح، والأمر ذاته بالنسبة لإغلاق المدارس والجامعات فلا مجال لترك الأمور حتى تبدأ تظهر الحالات بمدارسنا وجامعاتنا، لأنه في تلك اللحظة سنكون، لا سمح الله، بمشكلة كبيرة من الصعب مواجهتها.
لننظر ما الذي جرى لدول تعتبر نفسها متطورة مثل ايطاليا، التي تأخرت في اتخاذ الإجراءات باللحظة والوقت المناسب، فهي اليوم في ورطة كبيرة، فالفيروس ينتشر بسرعة بحيث لم يعد القطاع الصحي قادرا على مواجهته. ان الحكومة الجيدة هي التي تستفيد من تجارب الآخرين سلبا وايجابا وفي مسألة تتعلق بحياة الناس لا مجال للتردد.
المسألة الأهم هي في تجاوب المواطنين مع إجراءات وتعليمات الحكومة ووزارة الصحة، لأنه من دون هذا التجاوب سنكون بمشكلة كبيرة وقد نصل إلى مرحلة يبقى فيها كل مواطن ملازما لبيته أو أن ينتشر الفيروس لدرجة تخرج الأمور فيها عن السيطرة.
وما على المواطن الفلسطيني أن يدركه، وألا يفوته أبدا، أن القيادة تعمل كل ما بوسعها كي لا يتحول الوضع إلى فرصة لإسرائيل وأصحاب "صفقة القرن" للابتزاز السياسي، فإذا لم نتخذ كل الخطوات والإجراءات المناسبة وبالسرعة الضرورية فإن سلطة الاحتلال ستستغل الظرف وتمارس الابتزاز بكل أشكاله. نحن لسنا ضد التعاون مع أي طرف من أجل أن نحد من انتشار الكورونا، بل إن هذا التعاون ضرورة ولكن ضمن أصول التعاون وبعيدا عن أي ابتزاز سياسي.
حتى الآن الحكومة، حكومتنا تتحرك بشكل سليم وصحيح. وكل خطواتها ضرورية ومناسبة جدا. وما نلمسه أن لديها رؤية لما قد يصبح عليه الحال، فهي تجهز وتهيئ مشافي إضافية وفي كل المدن، كما انها تعلن عن إجراءاتها في الوقت الصحيح من دون أي تأخير وتردد.
لنقف مع أنفسنا ونتعاون مع حكومتنا في هذه الظروف الصعبة.. أن نتوقف عن المزايدات والتشكيك الضار للجميع ولأصحابه أولاً.. أن يتوقف المتبرعون في بث الإشاعات.. أن نتحمل مسؤولية وطنية.. أن نحافظ بوعي على تماسكنا فما نواجهه ليس بالأمر السهل. أن كلمة السر في كل ذلك، وفي الانتصار على الكورونا هي الالتزام بالتعليمات الحكومية ووزارة الصحة وعدم الاستهتار بالموضوع، المبالغة قد تكون ضارة، وهي كذلك ولكن اللامبالاة هي الأخطر.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها