بسم الله الرحمن الرحيم

حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

 

 النشرة الإعلامية ليوم الخميس ٢٣-١-٢٠٢٠

 

*رئاسة

 

السيّد الرئيس يستقبل نظيرَه الفرنسي

 استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس، مساء الأربعاء، بمقرّ الرئاسة في مدينة رام الله، الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون والوفد المرافق له.

وعقد الرئيس، ونظيرَه الفرنسي جلسة مباحثات تناولت آخر مستجدات الأوضاع على صعيد العملية السياسية وقضايا المنطقة، تلاها اجتماع ثنائي منفرد بين الرئيسان.

وأعرب سيادته عن شكره للرئيس الفرنسي على مواقف بلاده الداعمة لإحلال السلام وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية والقانون الدولي.

وأكَّد الرئيس أهمية الدور الفرنسي والأوروبي لإنقاذ العملية السياسية من المأزق الذي وصلت إليه جراء التعنت الإسرائيلي، خاصةً بعد مواقف الإدارة الأميركية المنحازة لصالح الاحتلال، ما أفقدها دورها كوسيط وحيد للعملية السياسية.

وقال سيادته: "نتطلع لاعتراف دول أوروبا التي تؤمن بحل الدولتين، واعتراف فرنسا بدولة فلسطين على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كمخرج حقيقي لإنقاذ حل الدولتين المدعوم فرنسيا وأوروبيا، ويعطي الأمل لشعبنا بإمكانية تحقيق السلام والاستقرار".

وأضاف الرئيس: "نحن جادون في السعي لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في الأراضي الفلسطينية بما فيها داخل مدينة القدس المحتلة، متطلعين لدور فرنسي وأوروبي ضاغط على الحكومة الإسرائيلية للسماح بمشاركة أبناء شعبنا المقدسي في هذه الانتخابات التي نأمل أن تجرى في أقرب وقت ممكن".

وثمّن سيادته، مواقف فرنسا الداعمة لفلسطين في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية، بما في ذلك استمرار فرنسا في تقديم الدعم للأونروا وبناء مؤسسات دولة فلسطين، مؤكِّدًا حرص دولة فلسطين على تعزيز العلاقات الثنائية المميزة بين الجانبين لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين.

بدوره، جدّد الرئيس الفرنسي، التأكيد على موقف بلاده الداعم للعملية السياسية وفق حل الدولتين للوصول إلى السلام في المنطقة.

وأشار الرئيس ماكرون إلى استمرار بلاده في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني لبناء مؤسساته واقتصاده، وتعزيز العلاقات والتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وحضر اللقاء، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، نائب رئيس الوزراء زياد أبو عمرو، ونائب رئيس الوزراء، وزير الإعلام نبيل أبو ردينة، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ووزير الخارجية رياض المالكي، ومستشار الرئيس الدبلوماسي مجدي الخالدي، ورئيس ديوان الرئاسة انتصار أبو عمارة، وسفير فلسطين لدى فرنسا سلمان الهرفي.

 

*فلسطينيات

السفير اللوح يطالب سفراء الاتحاد الأوروبي بالاعتراف بدولة فلسطين

طالب سفير دولة فلسطين، مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية دياب اللوح، سفراء اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي، بالاعتراف بدولة فلسطين لما فيه من مصلحة لبناء السلام، وإرساء قواعد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

جاء ذلك خلال كلمته أمام الاجتماع الثامن للمندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية، وسفراء اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي، والمنعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل، بحضور سفير دولة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي عبدالرحيم الفرا.

وقال: "نتطلّع من الاتحاد الأوروبي، دعم توجه الرئيس محمود عبّاس لإجراء الانتخابات في جميع الأراضي الفلسطينية، والضغط على (إسرائيل) لإجرائها خاصة في القدس الشرقية".

ودعا السفير اللوح إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بكافة أشكاله، مؤكدا استمرار العمل مع الاتحاد وفق المنهجية السلمية المتبعة لتحقيق ذلك.

وتحدث عن رؤية للسلام التي قدمها الرئيس محمود عباس أمام مجلس الأمن في شباط/فبراير 2019، والقائمة على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وحذر من خطورة إقدام إسرائيل على ضم الضفة الغربية أو أجزاء منها، مؤكدا رفضنا لإقامة دولة ذات حدود مؤقتة، أو دولة في غزة، أو دولة دون غزة.

وثمّن السفير اللوح دعم دول الاتحاد المستمر لقضيتنا الفلسطينية التي طال أمدها دون حل في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، الذي يمارس أبشع الممارسات العنصرية وأشكال الإرهاب ضد شعبنا دون تدخل دولي فعلي وفاعل لإيجاد حل عادل له، ورفع الظلم التاريخي الذي لحق به، وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير مصيره ونيل حريته واستقلاله الوطني.

وطالب بضرورة إيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم "194" لعام (1947)، وفقا لما جاء في المبادرة العربية للسلام، مضيفا أنه لا بد من الحفاظ على استمرارية تفويض وكالة "الأونروا" واستمرارية دورها وتوفير الدعم المالي الكافي لها، لتستمر بتقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين.

وثمّن دعم دول الاتحاد المستمر للأونروا، مُشدِّدًا على ضرورة إيجاد حل لكافة قضايا الحل النهائي بما فيها القدس، واللاجئين، والمستوطنات، والحدود، والأمن، والمياه، والأسرى، لغرض بناء السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط.

وأشاد اللوح برفض الاتحاد الأوروبي لأية قرارات أحادية الجانب تتناقض مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما فيها قرارات الإدارة الأميركية، والاعتراف بسيادة إسرائيل على القدس المحتلة، واعتبار المستوطنات الإسرائيلية على أرضنا المحتلة غير مخالف للقانون الدولي، مثمناً قرار المحكمة الأوروبية بوسم بضائع المستوطنات.

من جانبهم، شدّد المتحدثون في الاجتماع على ضرورة دعم القضية الفلسطينية، وحل الدولتين، وضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، ورفض الاستيطان، ونقل السفارات للقدس، ودعم وكالة "الأونروا"، وضرورة الالتزام في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، لبناء السلام العادل والشامل في المنطقة.

 

*مواقف "م.ت.ف"

 

أبو هولي: تأمين الحياة الكريمة لمجتمع اللاجئين لا يتعارض مع القرار ١٩٤ وحقهم بالعودة

  أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، أن تأمين الحياة الكريمة لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين لا يتعارض مع الحق السياسي، ومع ما ورد في القرار الأممي رقم 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948.

وأضاف أبو هولي، خلال كلمته في المؤتمر الذي نظمته وكالة التعاون الدولي الياباني (جايكا) في مقرها بالعاصمة اليابانية طوكيو، ان معالجة احتياجات اللاجئين تساهم في بناء السلام وتخفيف الاحتقان بالمخيمات، ويعزز السلم الأهلي والاجتماعي.

وأشار إلى أنَّ رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس، والقيادة، والحكومة، ودائرة شؤون اللاجئين، ملتزمون بالوقوف إلى جانب المخيمات وهي على سلم أولوياتها لتعزيز صمودهم وتأمين الحياة الكريمة والآمنة، بالرغم من محدودية الموارد المتوفرة، ويثمنون الدعم الياباني والتعاطي معه إلى أبعد الحدود لتحقيق الأهداف المرجوة في تخفيف معاناة أهلنا اللاجئين.

ولفت إلى أنَّ اليابان وشعبها من أكبر أصدقاء الشعب الفلسطيني الذين يقفون إلى جانبه ضمن ظروف صعبة، في ظل انعدام للأفق والحل السياسي، مثمنا دعم اليابان الذي يعتبر رسالة أمل يتردد صداها في أوساط اللاجئين.

وتطرق أبو هولي إلى مشروع تحسين المخيمات الممول من "جايكا"، الذي يهدف إلى تقديم دعم فني لدائرة شؤون اللاجئين، ومؤسسات المخيمات، لتحسين الظروف المعيشية المتردية فيها، من خلال مشاركة السكان في إدارة شؤون حياتهم بأنفسهم، لافتًا إلى أنَّ المشروع أنجز أهدافه بنجاح وطالب وكالة "جايكا" بدعم مخرجات المشروع من خلال تمويل المشاريع ذات الأولوية التي تحتاجها المخيمات.

وتابع أنَّ دائرة شؤون اللاجئين اعتمدت مخرجات مشروع تحسين المخيمات، من خلال اعتماد دليل التخطيط، ودليل التنفيذ، وخطط تحسين المخيمات الثلاثة التي شملها المشروع، من خلال تشكيل منتدى لتحسين المخيم يمثل جميع الشرائح والفئات، الذي أسند له دور بارز في تحديد أولويات السكان، واحتياجاتهم، مشيرا إلى أنَّ المشروع أوجد حالةً من الأمل لدى أبناء المخيّمات بإمكانية إحداث تغيير إيجابي في حياتهم.

وشدَّد على أهمية تعميم تجربة مشروع تحسين المخيمات في جميع المخيمات الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزّة، ولبنان، مبينًا أنَّ المشروع نتجت عنه إجراءات ذات أولوية ضمن أهداف يتطلع السكان لتحقيقها، من خلال مشاريع في مجالات متعددة، ما يتطلب دعمًا وتمويلاً من أصدقاء الشعب الفلسطيني وعلى رأسهم الشعب الياباني.

 

*مواقف فتحاويّة

 

صيدم: مستمرون في متابعة قضايا غزّة بغرض معالجتها

 أكَّد نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" صبري صيدم، اهتمام الرئيس محمود عبّاس والقيادة الفلسطينية بمتابعة هموم وشؤون شعبنا في قطاع غزّة، وصولاً إلى معالجتها وفق جميع الإمكانات المتاحة وبالتنسيق مع جهات العلاقة.

جاء ذلك خلال المهمة التي أدّاها صيدم في القطاع، تحقيقًا لتوجهات القيادة وحرصها على تقديم كلِّ ما هو ممكن لأبناء شعبنا.

وشملت زيارة صيدم اجتماعًا مع الهيئة القيادية العليا في القطاع الذي عقد في منزل مفوض التعبئة والتنظيم للمحافظات الجنوبية، عضو اللجنة المركزية للحركة أحمد حلس، بمشاركة موسّعة شملت أمناء سر الأقاليم.

ونقل صيدم تحيات الرئيس والقيادة واعتزازهم بجهود الأطر الحركية في غزّة، رغم صعوبة الأوضاع المعاشة هناك، والتي شملت حفل انطلاقة الحركة الأخير في القطاع، مثمنًا دور الأطر بقيادة حلس، واصفًا إيّاها بالجهود النوعية رغم كم التحديات التي يعيشها قطاع غزّة بعامة والحركة بخاصة.

يشار إلى أنَّ الزيارة شملت محطات أخرى تصمنت زيارة الأسيرين المحرّرين علاء أبو جزر في رفح، وهاني اسليم في غزة، وهيئة المتقاعدين العسكريين في المحافظات الجنوبية، ونادي خدمات النصيرات.

 

*إسرائيليات

 

مؤشر الفساد العالمي: (إسرائيل) أكثر فسادًا ممّا كانت عليه خلال السنوات السابقة

 أكّدت الإذاعة العبرية في خبر نشرته، اليوم الخميس، بناءً على معطيات مؤشر الفساد السنوي العالمي، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي، أكثر فسادًا ممّا كانت عليه خلال السنوات الأخيرة.

وأشارت الإذاعة إلى أنَّ (إسرائيل) تدهور وضعها من المرتبة الثامنة والعشرين عام 2016، إلى المرتبة الخامسة والثلاثين العام الماضي.

 

*عربي ودولي

 

أنقرة: إقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس بات حاجة ماسة

  قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن قضية فلسطين هي أساس تسوية الأزمات والصراعات في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف أوغلو، في جلسة بعنوان "الحاجة إلى الحوار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" على هامش منتدى دافوس في سويسرا"، أن "إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حدود عام 1967، بات يمثل حاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى".

وانطلقت أعمال دافوس، الثلاثاء المنصرم، بمشاركة أكثر من 3 آلاف شخصية بعنوان "من أجل عالم متماسك ومستدام". 

 

*أخبار فلسطين في لبنان

 

حركة "فتح" تُوزِّع مساعدات غذائية في مخيّمات الشّمال

بعد حملة رغيف الصمود اليومي الذي قدّمته حركة "فتح" على مدار شهر كامل بمعدل ألفي ربطة خبز في مخيمَي البارد والبداوي ومدينة طرابلس، واستكمالاً لتوزيع المعونات الغذائية التي تقدمها الحركة لأبناء شعبنا، وزَّعت الحركة، أمس الأربعاء، في الشمال ألفي طرد غذائي، ٩٠٠ حصة غذائية لأبناء شعبنا في مخيّم البداوي، و١٠٠٠ حصة لأبناء شعبنا في مخيّم نهر البارد، و١٠٠ حصة في مدينة طرابلس لأبناء شعبنا المحتاجين للمساعدة. 

وتأتي هذه الخطوة تخفيفًا لجزء من معاناتهم، وتأكيدًا على وقوف حركة "فتح" إلى جانب أبناء شعبنا في ظلِّ الأزمة التي يمرُّ بها لبنان الشقيق. 

 

*آراء

 

"الهولوكوست".. وضحايا الضحية| بقلم: موفّق مطر

  لا يقبل إنسان حُرّ عاقل وعادل في أحكامه ورؤيته ومبادئه الانسانية أن يكون الشعب الفلسطيني ضحية الضحية، فإن كان يهود من جنسيات عديدة قد حلَّ عليهم ظلم بمستوى محرقة هي بكلِّ المقاييس جريمة ضدَّ الإنسانية فإنَّ المجتمع الدولي سيبقى جبينه ملطخًا بالعار إن لم يسارع الى إطفاء المحرقة المشتعلة منذ أكثر من سبعين عامًا ويزج بالفلسطينيين تباعًا في أتونها.

إنَّ الشعب الفلسطيني لن يقبل أن يكون الضحية الأكبر لصراع القوى الاستعمارية في الحرب العالمية الثانية، ولن يرضى أن تكون نتائجها على حساب وجوده وحريته واستقلاله وسيادته، هذا ما يجب أن يعلمه من جديد رؤساء وقادة الدول الذين يلتقون على أرض عاصمة فلسطين المحتلة (القدس) خلال هذه الأيام في الملتقى الدولي الخامس حول جريمة النازية بحق يهود أوروبا المعروفة بـ(الهولوكوست) فالاحتلال الإسرائيلي الاستعماري العنصري الإرهابي مازال قائمًا، وترتكب منظومته الجرائم ضدَّ الإنسانية بحق شعبنا، وتسخر آلتها الحربية المدمرة لمنع شعبنا الفلسطيني من تحقيق إنجاز استقلاله على أرض دولة فلسطين التي اعترفت بها دول العالم على حدود الرابع من حزيران من العام 1967.

ليس مطلوبًا من رؤساء وقادة الدول في هذا الملتقى أكثر من الانتصار لمبادئ حقوق الإنسان والسلام والعدل التي ينادون بها دائمًا، وأن تكون مواقفهم من الصراع الفلسطيني– الإسرائيلي متوازنة، ولن يتم ذلك إلّا وفق رؤية شاملة تنتصر لمبادئ وقرارات وقوانين الشرعية الدولية ومواثيقها، والانتصار لحقّ الشعب الفلسطيني في الحُريّة والاستقلال والسيادة على أرضه ومواردها في دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية كسبيل ناجع لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، ذلك لإيقاف (جريمة حرب) مستمرة منذ حزيران في العام 1967 ووضع حد نهائي للعنصرية والتطرف والاحتلال الإسرائيلي، والعمل الجاد الفوري لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل في المنطقة عبر تطبيق القرارات الأممية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، بما يؤمن حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والسيادة في دولته وعاصمتها القدس الشرقية وحق دول المنطقة للعيش بأمان واستقرار وسلام.

من المهم تذكير هذا العدد الكبير من رؤساء وقادة دول محبة للسلام والعدل في العالم بأن هذا الملتقى يقام في (القدس المحتلة) هي حسب قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ارض فلسطينية محتلة وعاصمة دولة فلسطين، وأن المسؤولية التاريخية تقتضي منهم تحمل مسؤولية تاريخية في هذه اللحظة المصيرية التي تواجهها هذه المنطقة الحضارية من العالم، لكبح جماح محتلين ومستوطنين متطرفين وعنصريين اسرائيليين والتصدي لهم لمنعهم من تحويل الصراع الى ديني لا يقدر أحد في هذا العالم على تطويق نيرانه، أو السيطرة على تداعياتها إذا قدر لمعتنقي الإرهاب والتطرُّف إشعالها.

إنّنا كشعب حضاري كنّا وما زلنا على رؤيتنا الإنسانية نتفاعل مع قضايا حقوق الإنسان في العالم دون النظر إلى دين المظلوم أو عرقه أو جنسه أو جنسيته، فالشعب الفلسطيني كان أول المتعاطفين مع ضحايا النازية العنصرية والمحرقة بحق يهود أوروبا، وقضت مبادئ شعبنا وقيمه الإنسانية بإدانة جريمة (الهولوكوست) باعتبارها جريمة ضدَّ الإنسانية ووصمة عار على جبين مرتكبيها، أمّا المجتمع الدولي الذي ارتضى أن يكون الشعب الفلسطيني الضحية التالية حيث تمت تسوية المشكلة اليهودية في أوروبا على حسابه، وتراجع عن فرض إرادته في تنفيذ قرار التقسيم (١٨١) الصادر في العام ١٩٤٧ وتنفيذ كل القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن بخصوص القضية الفلسطينية فإنّه سيلطخ جبينه بوصمة عار تاريخية ثانية هي بالنسبة لنا أفظع لأنَّ هدف (المحرقة الجديدة) إنهاء وجود شعب فلسطين في أرض وطنه التاريخية والطبيعية.

لقد جسد رئيس الشعب الفلسطيني محمود عبّاس "أبو مازن"، عظيم القيم الإنسانية الناظمة لتوجهات ومبادئ وأهداف حركة التحرر الوطنية الفلسطينية فكان سباقًا إلى إدانة المحرقة (الهولوكوست) وكشف وقائع التعاون بين الحركة الصهيونية والنازية في هذه الجريمة، لتحقيق أكبر وأوسع هجرة لليهود المضطهدين من أوروبا إلى فلسطين.. وذلك في كتابه (العلاقات السرية بين النازية والصهيونية) المنشور منذ العام ١٩٨٤م باللغة العربية. وهو في الأصل رسالة دكتوراة قدمت في عام ١٩٨٢- لنيل الدرجة في الجامعة الروسية لصداقة الشعوب. فالرئيس "أبو مازن" اعتبر اليهود الذين قضوا في المحرقة وتم اقتلاعهم من أوطانهم الأصلية وتم دفعهم للهجرة تحت وطأة الظلم والإرهاب العنصري ضحايا مؤامرة كبرى، كان الشعب الفلسطيني الوجه الآخر لجريمة تاريخية مازالت تجري أحداثها منذ أكثر من سبعين عامًا.

سيستفيد اليهود في (إسرائيل) كثيرًا إن قرأوا بتعقل كتاب الرئيس "أبو مازن"، وتيّقنوا بأنَّ خطابه من أجل السلام الدائم والعادل والشامل لم يكن تكتيكًا سياسيًّا وإنما استراتيجية كسبيل لحل الصراع وإيقاف مسارات العنف وسفك الدماء إلى الأبد، سيستفيد يهود (إسرائيل) إن هم التزموا عقلية السلام والعدل، وناصروا من يعمل على تحقيقهما في المنطقة، فهم بحاجة إلى إقناع العالم بأنَّ ضحايا النازية العنصرية هم أكثر الناس حاجةً للسلام، وممارسته على أرض الواقع، وعليه فليس أمامهم إلّا نبذ الدعوات للحروب والاحتلال والاستيطان ورفض القوانين العنصرية وإسقاطها والالتقاء مع الدعوة للتعايش بسلام على أساس قرارات الشرعية الدولية ومواثيقها وقوانينها.

نحنُ لن نكفَّ عن إدانة جريمة الهولوكوست باعتبارها جريمةً ضدَّ الإنسانية، لكنَّنا لن نقبل أبدًا أن يرتكب ضحية النازية جريمة حرب بحقِّ شعبنا الفلسطيني، فالواقع على أرض فلسطين المحتلة الذي يجب أن يراه الرؤساء والقادة في الملتقى الخامس من الحقائق والبينات ما يثبت جريمة الحرب والظلم التاريخي الواقع على هذا الشعب، فهنا الاحتلال وارهابه وجرائم الدولة وهي القوة القائمة بالاحتلال، وهنا الاستيطان والمستوطنون الإرهابيون الذين يحرقون الأطفال والعائلات أحياء، ويقتلون نساء فلسطينيات على الطرقات، وهنا تجري وقائع جريمة حرب حسب معايير القانون الدولي، حيث يتم التغيير الديمغرافي الذي تحدثه القوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل) عبر مصادرة أراضي المواطنين الفلسطينيين واقتلاعهم من أراضيهم وبناء المستوطنات عليها، لإسكان يهود يتم تهجيرهم من أوطانهم الأصلية لإسكانهم مكان الفلسطينيين المهجرين تحت إرهاب وقوة سلاح جيش الاحتلال الإسرائيلي.

هنا في فلسطين أشعل ورثة الحركة الصهيونية محرقةً للشعب الفلسطيني بعد مؤامرة المحرقة التي أشعلوها مع النازيين في أوروبا لإحراق اليهود، لكنَّ نضالنا من أجل انتصار إنجاز استقلالنا وتحقيق السلام سيطفئ كل هذه المحارق إلى الأبد، ويعيد للإنسانية صورتها الحقيقية.