الثلاثاء الماضي استقبل الرئيس أبو مازن بمقر الرئاسة أطفالاً مرضى من قطاع غزة، وظهر في صورة دون أن يتصدرها، وهو يحتضن طفلتين من هؤلاء الأطفال الذين تصدروا الصورة، بما يعني مكانتهم الحميمة عند الرئيس أبو مازن، الذي استقبلهم ليطمئن على وضعهم الصحي، والخدمات المقدمة لهم، وليشدد على ضرورة توفير احتياجاتهم كافة، مع التأكيد على تقديم كافة الإمكانيات المتاحة، للتخفيف من معاناة أبناء شعبنا في قطاع غزة المكلوم.

قبل هذا اليوم كان للرئيس جولة على المراكز الصحية في رام الله، وكانت على مكتبه تقارير عن القطاع الصحي، في مختلف محافظات الوطن، ونظرا لوجود أزمة مالية في موازنة السلطة الوطنية، نتيجة الحصار المالي، والقرصنة الإسرائيلية، أخبر الرئيس أبو مازن إثر جولته، وزيرة الصحة، والمسؤولين في القطاع الصحي، الذين رافقوه في هذه الجولة، أنه سيتبرع، بتجهيز هذه المراكز بالعديد مما ينقصها من الأجهزة الطبية، وليس ذلك من أجل توطين الخدمات الصحية، لإلغاء أعباء ومشقة سفر العلاج المكلف فحسب، وإنما الأساس أن المواطن هو أغلى ما نملك، وصحته وعافيته بعد عناية الله عز وجل، تظل من مسؤولية العقد الاجتماعي، بحكمه الرشيد، دون منة، ولا استعراضات ومزايدات شعبوية، وفي هذا الإطار أبدى الرئيس أبو مازن ويبدي على نحو حثيث، حرصه ومتابعته المباشرة والشخصية، لتطوير القطاع الصحي، ليحصل المواطن الفلسطيني على الرعاية الطبية المطلوبة، لا في مختلف مشافي الوطن، في الضفة وقطاع غزة، والقدس فقط، وإنما كذلك في مخيمات اللجوء، خاصة في لبنان وسوريا.

ومساء الجمعة الماضية، استقبل الرئيس أبو مازن وفدا من وزارة الصحة تقدمته الوزيرة، د. مي كيلة، التي جاءت لتبلغه بوصول الأجهزة الطبية التي تبرع بها، وهي 9 أجهزة "سونار" و13 جهازا لغسيل الكلى، وأجهزة تصوير وفحص القلب، ومعدات عمليات القسطرة، كما أبلغت وزيرة الصحة الرئيس، أن العمل جار لترميم العيادات التي أمر بترميمها.

لسنا نحتفي هنا بهذا التبرع الكريم من الرئيس أبو مازن، وإن كان يستحق الاحتفاء، بقدر ما أننا نشير إلى أهمية هذا الحرص الحميم، الذي يبديه الرئيس على تطوير قطاعنا الصحي، لضمان تقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطن الفلسطيني، والأهمية تكمن في معنى هذا الحرص ودلالته، حيث جدوى السياسات الواقعية للرئيس أبو مازن، لبناء مستقبل الدولة، بوعي الدولة، وحيث هذا الوعي ضرورة، من ضرورات الحرية والاستقلال، بما يكرس من برامج العمل والبناء والتأسيس، التي هي في هذه السياسات الواقعية، برنامج مقاومة، بلا أية شعارات مخادعة، وخطب شعبوية فارغة.

مشافٍ أرقى، بأجهزة طبية أحدث، وإدارات أفضل هذا يعني صحة وعافية أقوى للسائرين في طريق الحرية والاستقلال، وهم يشتغلون في مختلف حقول الحياة، في الزراعة، والصناعة، والتجارة، والتعليم، والصحة، والثقافة، والفن، والتاريخ، وبحكم هذا الواقع، تنهض دولة فلسطين السيدة بعاصمتها القدس الشرقية.