قد يكون الشعب الفلسطيني أكثر شعب قد تضرر من وجود ادارة ترامب ويشعر انها تكرهه وتحقد عليه تماما كما يكرهه أقصى اليمين الصهيوني العنصري والأعمى، ولكن ضرر هذه الادارة أشمل وأوسع وهو يصيب البشرية جمعاء، ويصب مناخها وبيئتها، والضرر الأكبر انها تدمر بشكل منهجي منظومة القانون والمواثيق والأعراف الدولية، مثل هذه الادارة على العالم أجمع ان يخرج للشوارع ويهتف الهتاف ذاته.. ترامب ارحل ارحل.
اعلان وزير خارجية ترامب، بومبيو، الذي اعتبر الاستيطان الاسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة قانونيا وشرعيا، هو آخر تعبير لمدى استخفاف الادارة بالقانون الدولي وبالأمم المتحدة وقراراتها، واستخفاف بالمجتمع الدولي الذي حافظ على موقف موحد من الاستيطان بأنه غير شرعي ويمثل انتهاكا سافرا للقانون الدولي، وبالتحديد لاتفاقية جنيف الرابعة، التي تمنع اجراء أي تغيير في المناطق المحتلة.
والواقع ان هذا الاعلان وما يقوم به هذا الرئيس الأميركي هو تهديد للسلام العالمي وان وجوده في البيت الأبيض هو بالفعل تهديد للعالم واستقراره، وفي اعتقادي ان استمرار وجوده سيقود الى انفجارات في مناطق عدة في العالم لا يمكن توقع تبعياتها وتداعياتها المدمرة.
من هنا على العالم ان يتحد ويتضامن في وجه هذا المتهور ويطالب برحيله، وان يدعو الشعب الاميركي للوقوف بوجهه والتخلص منه لأنه يشكل خطرا عليهم هم ايضا.
بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين وقفنا وسنواصل الوقوف بحزم في وجه ترامب ولن نرضخ لإملاءاته وارهابه السياسي.
الأمم المتحدة، التي تمثل الشرعية الدولية، هي المطالبة اليوم أكثر من غيرها بالرد على اعلان بومبيو، لأنها هي ذاتها مستهدفة وبما تمثله، من ادارة ترامب، كما على المجتمع الدولي الذي وافق على قرار مجلس الامن رقم 2334 والذي صدر في نهاية عام 2016، والذي اعتبر الاستيطان غير شرعي في كل الارض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، ان يقف مجتمعا اليوم في وجه ادارة ترامب، ولعل في تصريح نائب الرئيس اوباما جون بايدن مدخلا لوقوف العالم في وجه هذا الطاغية المتعجرف. فقد اعلن بايدن ان الاستيطان سيبقى غير شرعي وعقبة في طريق السلام.
لقد سمحت ادارة اوباما بتمرير قرار مجلس الأمن المشار اليه، والذي يمكن ان يمثل اساسا لأي تسوية سلمية على اساس حل الدولتين، لأنها كانت تدرك مدى خطورة ادارة ترامب على القانون الدولي، وعلى جهد المحتمع الدولي الذي بذل لعقود طويلة من أجل ارساء حل الدولتين.
السؤال الآن: الى متى سيبقى العالم متراجعا أمام هذه الإدارة؟
فقبل فوات الأوان وقبل أن ينقض ترامب على أمن واستقرار العالم علينا ان نقف مجتمعين ونطالب برحيله.
ارحل ارحل