عبر ممثلو مجموعات برلمانية أوروبية عن تأييدهم لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وانتزاع اعتراف دولي بها، مشيرين في ذات الوقت إلى ضرورة التمسك بخيار التفاوض كوسيلة أساسية لحل الصراع. جاء ذلك في جلسة مناقشة عقدها البرلمان الأوروبي اليوم بحضور الممثلة العليا للأمن والسياسية الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، من أجل اعتماد قرار برلماني بشأن سعي الفلسطينيين لانتزاع اعتراف بدولتهم في الأمم المتحدة

وفي هذا الإطار، عبر المتحدثون باسم مجموعة التحالف الليبرالي الديمقراطي والمجموعة الاشتراكية ومجموعة الخضر عن تأييدهم لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، حيث "يجب على الإتحاد الأوروبي دعم الطلب الفلسطيني في الأمم المتحدة، لأنه يشكل فرصة هامة لإقرار حقهم شأنهم في ذلك شأن الإسرائيليين"، حسب كلام البرلمانية الأوروبية فيرونيك دو كيزر المجموعة الاشتراكية، البلجيكية فيرونيك دو كيزر

ومن جانبه، أكد رئيس مجموعة الخضر، الفرنسي دانيال كوهين بندت، أن على الإتحاد الأوروبي تأييد طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة، فلقد "حان الوقت لنفهم أن إسرائيل تماطل ولا تظهر الجدية الكافية حيال السلام"، على حد قوله

كما وصف بندت الموقف الأوروبي تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بـ"الضعيف"، متهماً الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد بعدم القدرة على التعامل "بقوة مع الإسرائيليين ووضعهم أمام مسؤولياتهم". وفند كوهين بندت، شأنه في ذلك شأن العديد من البرلمانيين الأوروبيين مزاعم إسرائيل أن الطلب الفلسطيني هو إجراء أحادي، ونوه في هذا الصدد بأنه "لقد تم الاعتراف بدولة إسرائيل في الأمم المتحدة بشكل أحادي في الأمم المتحدة ولم يعترض احد في ذلك الوقت"، على حد قوله

ومن جهتها، أكدت البرلمانية الأوروبية فيرونيك دو كيزر، من المجموعة الاشتراكية (بلجيكا)، على "ضرورة إدانة الاستيطان الإسرائيلي، لأنه يعرقل السلام ويجعل حل الدولتين غير قابل للتحقيق"

كما عبرت مجموعة اليسار الأوروبي الموحد عن دعمها لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، "إن موقف أوروبا الضعيف يعزز من قوة إسرائيل، وهو أمر لا يساعد في تحقيق السلام"، على حد تعبير برلمانيها اليوناني توس غرغوريوس

وفي هذا الإطار، وجه العديد من النواب انتقادات لاذعة لآشتون، متهمين إياها بالضعف والعجز عن تحقيق إجماع أوروبي، ومواجهة إسرائيل بشكل حازم. كما طالب آخرون بضرورة تهديد إسرائيل بتعليق إتفاق الشراكة الموقع بينها وبين أوروبا في حال "لم تظهر ما يكفي من الجدية" في تنفيذ إلتزامها العودة إلى المفاوضات. ومن المتوقع أن ينص القرار البرلماني، الذي سيتم التصويت عليه هذا الأسبوع على ضرورة دعم المفاوضات كخيار أساسي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. "أما بشأن حث الإتحاد على مساندة طلب الفلسطينيين في مجلس الأمن، فلا يزال موضع جدل بسبب تحفظات الكثير من النواب"، حسب مصدر برلماني