اليوم تحلُّ ذكرى استشهاد القائد زياد أبو عين الرابعة، وهو يحمل نبتةَ زيتونٍ فلسطينيّة يُريد غرسَها في بقعة من بقاع الأرض الكنعانية العربية، بجوار القدس، وعلى مرأى من مآذن الأقصى، وقبَّة الصخرة. لم يكن الشهيد زياد يومها يحمل السلاح، إنَّما كان يتسلَّح بنبتة الزيتون المباركة، علمًا أنَّه أمضى حياته فدائيًّا مُقاتلاً، وأسيرًا، وجريحًا، واليوم يمضي شهيدًا، بعد أن امتدَّت يد الغدر الصهيوني لتقبضَ على عنقه قبضة الإجرام، على مرأى ومسمَع كلِّ العالم، الذي شاهد بأُمِّ عينه الحقد الصهيوني الأسود يتفجّر بوجه الفلسطيني لأنَّه يتسلَّح بشتلة زيتون، ولأنّه متعلِّق بتراب الأرض الذي تخضَّب بدماء الشهداء؛ الأجداد، والآباء، والأبناء، فشتلة الزيتون هي جزءٌ لا يتجزّأ من الرواية التاريخية الفلسطينية، التي مسرحها هذه الأرض المباركة بأنبيائها، ورسلها، وصحابتها، ومقدَّساتها، وشهدائها.

الشهيد زياد أبو عين لم يكن عاجزًا عن حمل البندقية وهو المتمرِّس في الحرب والقتال، ولكنَّه بوقفته هذه، وبصوته المتدفِّق من أعماقه التي تختزن الإيمان المطلق، أراد أن يقول للأعداء بأنَّنا هُنا مزروعون في أرضنا كالتّين والزيتون، وطور سينين، ونحن لا نرتاح ولا نطمئن إلَّا عندما نرفع راية الحقِّ والسلام على هذا البلد الأمين.

رحل القائد الشهيد زياد أبو عين وهو يحتضن غصن الزيتون، وتسلَّم الراية منه رفيق دربه وليد عسّاف ومعه ثلّة مؤمنة بالنّصر، تتعملَّق وتنتصِبُ هناك في الخان الأحمر، وفلسطين اليوم كلّها تنزف الدم الأحمر، وثورتنا خط أحمر، وأجمل ما في عَلمنا اللون الأحمر، والمشوار طويل، ونحنُ على خطاك سائرون. لك الرحمة وجنة النعيم يا شهيدنا الكبير زياد أبو عين ولأسرتك وأهلك، ورفاق دربك الصبر والسلوان، والنصر المؤزَّر.

وإنَّها لثورةٌ حتى النّصر

عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"

الحاج رفعت شناعة

١٠-١٢-٢٠١٨