كنا نعرف، ولكن التطورات الأخيرة عمقت من هذه المعرفة، بأن البؤرة الاخوانية في قطاع غزة، والمحافظة عليها هي أهم بالنسبة لحماس ولجماعة الاخوان وحلفهم الإقليمي، من قضية فلسطين وشعبها. هذا الأمر كان واضحا منذ سيطرت حماس على القطاع بالقوة، عبر انقلاب وانفردت بحكم غزة.
وإذا عرفنا ان ليس كل ما يلمع ذهبا، فإن ليس كل مقاومة ترتدي لباس القضية الفلسطينية يعني أن أجندتها فلسطينية، وتعمل من اجل مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته. "مقاومة" حماس وإن كان لها لمعان فلسطيني إلا ان اجندتها ومشروعها وأهدافها كانت لمصلحة الجماعة وحلفها الاقليمي.
وفي هذه المرحلة كان هدف مقاومة حماس هو إعادة الجماعة الى المشهد الذي فقدته بعد ان انفضح دورها في ثورات الخريف العربي، وبالتحديد دورها في تفتيت الأمة العربية.
كنا نعرف، ومنذ نهاية آذار الماضي عندما بدأت مسيرات غزة السلمية نحو الجدار الفاصل، أن حماس ستستثمر هذه المسيرات والتضحيات لمصلحتها ومصلحة حلفائها وليس لمصلحة القضية الفلسطينة، ولا لمصلحة جماهير شعبنا في غزة الذين لعبت حماس، عبر خطفها لهم، لعبت دورا في حصارهم لتجني اموال الزكاة والمساعدات لها وللجماعة على حساب تضحياتهم ودمهم.
ان دخول حماس صفقة العار صفقة عصر ترامب من هذا الباب المريع لا يمكن تفسيره الا من زاوية أنها وجماعتها جماعة الاخوان وحلفهم الاقليمي يرغبون بأن يكونوا المعتمدين رقم واحد عند ادارة ترامب.
فالملاحظ مع الأسف ان المحاور المتصارعة في العالم العربي اليوم، تتصارع على من يكون الأول في الاعتماد لدى ادارة ترامب.
لا نريد العودة لتاريخ ومواقف حماس والاخوان فقد بات هذا التاريخ مكشوفا اليوم اكثر من اي وقت مضى، ولكن يكفي ان نشير هنا، الى ان حماس، التي طرحت نفسها بديلا، قد عملت على تقويض منظمة التحرير وإنهاء دورها اكثر مما عملت ضد اسرائيل، وحتى عندما كانت تشتبك مع هذه الاخيرة كانت تشتبك بهدف إنهاء دور المنظمة وتأكيد نفسها على الساحة وليس الهدف اسرائيل.
ان تاريخ الجماعة ووجودها مرتبط برغبة الاستعمار وهدفه في منع اي نهضة عربية، تدخل من خلالها الأمة العربية الى العصر.
وحماس باعتبارها أحد مكونات هذه الجماعة فتاريخها ووجودها بهدف تقويض المشروع الوطني وعدم تمكينه من تحقيق اهدافه الوطنية.. وهذا ما يفسر تصرفات ومواقع حماس الراهنة وانسياقها مع صفقة القرن وفصل غزة عن الضفة.
بؤرة حماس الإخوانية
14-11-2018
مشاهدة: 337
باسم برهوم
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها