-المفتي العام يدعو إلى زيارة القدس لحمايتها من أخطار التهويد

دعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، إلى ضرورة زيارة القدس لحمايتها من أخطار التهويد، ولدعم الصمود الفلسطيني فيها.

وقال المفتي حسين، خلال ندوة ثقافية نظمتها سفارة دولة فلسطين بالقاهرة ودار الأوبرا المصرية، بعنوان "القدس لنا"، يوم الأحد، "إننا من مركز الإشعاع الثقافي وهي الأوبرا المصرية، نقول إن المقدسات الإسلامية والمسيحية تتعرض لانتهاكات إسرائيلية يومية"، وأنه "آن الأوان لحشد الدعم لمواجهة الهجمة الإسرائيلية ولزيارة المسجد الأقصى وتأدية الصلاة فيه."

وأشاد بمعركة بوابات المسجد الأقصى، التي أبدى فيها الشعب الفلسطيني الصامد كل أنواع الصبر والثبات والرباط لإفشال مخططات من يستهدفون المسجد الأقصى، حيث تمكن المصلون من رفض أوضاع وإجراءات حاول الاحتلال فرضها.

وأشار إلى أن حكومة الاحتلال تستغل الصمت الدولي ودعم الإدارة الأميركية، من أجل فرض الأوهام الاحتلالية الزائفة على الواقع العربي الفلسطيني الحقيقي والطبيعي، خاصة في كل ما يتصل بعاصمتنا المحتلة مدينة القدس.

وقال إن قوات الاحتلال تهدف إلى مزيد من التأجيج والتصعيد في المشهد برمته، وإلى الاستمرار في عزل عاصمتنا مدينة القدس العربية المحتلة عن محيطها الطبيعي، وتعتقد أنها بهذه الإجراءات يمكن أن تؤثر على تمسك شعبنا وقيادته بالقدس عاصمة ورمزًا يرتبط بوجود شعبنا وهويته الوطنية وانتمائه القومي وقدسية المكان.

وأضاف المفتي حسين أن ما يجري الآن في القدس هو ضغط على المسؤولين الفلسطينيين بعد نجاح المقاومة الشعبية السلمية في التصدي لمخططات الاحتلال بمختلف أرجاء محافظة القدس .

وشدد على أن المؤسسات المقدسية ستواصل عملها من أجل خدمة المقدسيين، وأن أبناء الشعب الفلسطيني سيواصلون الدفاع عن مدينتهم مهما كلّف الأمر، مؤكدًا أن الاحتلال يجب أن يعلم أن المسجد الأقصى هو مسجد إسلامي خالص للمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه أحد، والرفض التام لما يتعرض له الأقصى من حفريات وتهويد.

من جانبه، استنكر مستشار حراسة الأراضي المقدسة الأب إبراهيم فلتس، التطورات الخطيرة التي تمر بها فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك جراء استمرار العدوان الإسرائيلي المتصاعد وغير المسبوق الذي يستغل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة.

وتطرق إلى حصار كنيسة المهد الذي استمر لمدة 39 يومًا عام 2002، مشيرًا إلى ما يتعرض له التعليم في القدس، وما يتعرض له الطلبة للوصول إلى مدارسهم، وقال: "نعمل جاهدين لتقديم المنهاج الفلسطيني ولا يمكن أن يكون سلام في المنطقة دون القدس عاصمة لدولة فلسطين."

بدوره، دعا الأمين العام للمؤتمر الشعبي الوطني للقدس اللواء بلال النتشة، إلى ضرورة زيارة القدس للتضامن مع أهلها المرابطين، وضرورة التدخل من الدول العربية والإسلامية لوضع حد للعدوان الإسرائيلي على شعب فلسطين وأرضه ومقدساته، وتوفير الأمن والحماية له، ووقف الانتهاكات والمضايقات المستمرة بحق المصلين، مؤكدًا أنه دون القدس لا يوجد دولة فلسطينية.

وأوضح النتشة ما تتعرض له المدارس في القدس، وما يتعرض له الأطفال المقدسيون، والحصار الاقتصادي من خلال إغلاق الأسواق التاريخية التي أصبحت فارغة تمامًا، مطالبًا بضرورة الاهتمام من قبل الجهات الإعلامية والتعليمية في العالم الإسلامي وتقديم برامج للاهتمام بالتعريف بالقدس والمقدسات في فلسطين .

من ناحيته، قال حاتم عبد القادر، إن المقدسيين يقاومون صلف الاحتلال ومشاريعه ومظاهره للحفاظ على عروبة المدينة وقداستها، متطرقًا إلى خطورة الحفريات التي ينفذها الاحتلال تحت المسجد الأقصى، فيما قال الوكيل التنفيذي للمؤتمر الشعبي يونس العموري، إن فرض سياسة الأمر الواقع بتهويد القدس وتهجير أهلها ومنعهم من دخول المسجد الأقصى وإحداث الحفريات والتغييرات الديمغرافية في محيطه، يعد تجاوزًا واضحًا للمواثيق والقرارات الدولية.

وأكد المشاركون الدور الهام الذي تقوم به الشقيقة مصر في دعم القضية الفلسطينية على مدار سنوات طويلة، ودورها التاريخي في طَي صفحة الانقسام وإعادة الوحدة الوطنية.

وتخلل الندوة عرض فيلم تسجيلي عن القدس ومعالمها الدينية الإسلامية والمسيحية، وما يتعرض له الطلبة من مضايقات خلال توجههم لمدارسهم، ومنع سلطات الاحتلال الصلاة في المسجد الأقصى، بالإضافة إلى معرض صور حول المدينة المقدسة افتتحه سفير دولة فلسطين في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية دياب اللوح، بحضور ممثلين عن جامعة الدول العربية، وعدد كبير من أبناء الجالية الفلسطينية في مصر، وعدد من الطلبة المصريين الذين حرصوا على حضور الندوة.