نظَّمت حركة "فتح" و"المؤتمر الشعبي اللبناني" لقاءً وطنيًّا جامعًا في الرابطة الثقافية في طرابلس، يوم الجمعة ٥-٧-٢٠١٩، بحضور ماهر ضنّاوي ممثلاً الرئيس نجيب ميقاتي، وممثِّلين عن نقابتي المحامين وأطباء الأسنان والاتحاد العمالي والقوى والأحزاب والفصائل الفلسطينية واللبنانية، ورؤساء الجمعيات الأهلية والكشفية والنسائية والشبابية.
وافتُتِح اللقاء بالنشيدَين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني، بإدارة عامر عقدة الذي أكَّد "وقوف طرابلس ضد صفقة القرن والتطبيع، وتمسُّكها بكلِّ فلسطين".
كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرها في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض الذي وجَّه التحية للبنان الرسمي والشعبي على مواقفهم الداعمة للشعب الفلسطيني والرافض لصفقة القرن وورشة البحرين التآمرية على شعبنا وقضيتنا، وأضاف: "نقول للعرب الذين شاركوا في ورشة البحرين عار عليكم أن تبيعوا أنفسكم للإدارة الأميركية مقابل حماية أنظمتكم، لأنَّ صفقة القرن هدفها تصفية القضية الفلسطينية، وسوف يسجّل التاريخ عليكم هذا الموقف المتخاذل، والأجيال القادمة لن تقبل بالخيانة لأمتنا وللشعب الفلسطيني الذي يعيش في مخيّمات البؤس والحرمان بسبب الجريمة الصهيونية منذ مئة عام، ومنذ وعد بلفور المشؤوم وصولاً إلى قرارات ترامب الملعون".
وقال فيّاض: "إنَّ الموقف الفلسطيني ثابت ولن يتغيّر مهما اشتدَّت المعركة السياسية مع أميركا والكيان الصهيوني ومن معهم من الأنظمة العربية، ورغم كل الضغوطات السياسية والمالية فإنَّ القيادة الفلسطينية، وفي مقدّمها الرئيس أبو مازن، صامدون وثابتون على موقفهم مستندين إلى تضحيات أبناء شعبنا في مواجهة كل المشاريع والمؤامرات. لقد رفضنا المشاركة ودعونا القادة العرب لمقاطعة ورشة البحرين باعتبارها إحدى أدوات خطة السلام الأميركية لفرض تنازلات مجحفة لصالح كيان الاحتلال في ملفات مدينة القدس المحتلة وقضيتي الحدود واللاجئين مقابل استثمارات ومشاريع خلال السنوات القادمة".
ولفت إلى أنَّ الرهان اليوم على أحرار الأمّة الذين خرجوا بمسيرات غضب في العواصم العربية تأييدًا ودعمًا لنضال وكفاح شعبنا الفلسطيني من أجل حُريّته واستقلاله الوطني، رافضين ورشة البحرين وكلّ مخرجاتها الاقتصادية والمالية، وكان من الأَوْلَى للإدارة الأميركية أن تنهي الاحتلال الصهيوني للأرض الفلسطينية والحصار لقطاع غزّة، وأن توقف الاستيطان وتعيد فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وتدعم السلطة الوطنية ووكالة "الأونروا" وتضمن الحلول السياسية لقضيتنا بإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم والانسحاب من هضبة الجولان السورية تنفيذًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".
وختم بالقول: "المواجهة الحقيقية لهذا الكيان تبدأ بتعزيز الوحدة الوطنية الداخلية ووحدة الخطاب السياسي الفلسطيني وتفعيل المقاومة بجميع أشكالها ودعم أهلنا في الوطن، وخاصّةً في مدينة القدس، وفي الشتات للحفاظ على الهُويّة الوطنية وحشد الدعم الشعبي العربي والإسلامي ودعم أحرار العالم إسنادًا لحقنا، وهذا هو الكفيل بالتصدي للاحتلال ومخططاته العدوانية حتى تحقيق أهدافنا الوطنية المشروعة".
بدوره حيَّا مسؤول المؤتمر الشعبي اللبناني في طرابلس المحامي عبد الناصر المصري موقفَ أهالي طرابلس وقواها التي عبَّرت عن رفضها لصفقة القرن وورشة البحرين بأشكال متعدّدة ومنها هذا اللقاء الجامع.
وتابع المصري: "نكبة فلسطين حصلت بفعل التآمر الغربي خدمةً لأهداف الاستعمار الأوروبي الذي قرَّر في مؤتمر كامبل نرمان عام ١٩٠٧ أنَّ السيطرة على الأمة العربية تقتضي زرع جسم غريب يفصل مشرقها عن مغربها ومحاربة العروبة والإسلام باعتبارهما أعمدة النهوض والوحدة والمقاومة الحضارية، لذلك فإنَّ احتلال فلسطين كان مخطّطًا له ليشمل المنطقة العربية تحقيقًا للحلم الصهيوني بدولة (إسرائيل الكبرى)، ولكنَّ وسيلة الاحتلال والتوسُّع فشلت بانتصار الجيشين المصري والسوري في حرب ١٩٧٣، ثُمَّ بتحرير لبنان بفضل عمليات المقاومة عام ٢٠٠٠، وتحرير غزّة عام ٢٠٠٥، فلجأوا إلى الوسيلة الثانية وهي التقسيم الذي يسعى الحلف الصهيوأمريكي لتحقيقه في عدد من الدول العربية عن طريق التدمير والفوضى الخلّاقة وإضعاف الجيوش، وذلك لن يتحقّق لأنَّ وحدة الكيانات الوطنية ستنتصر مهما كانت التضحيات".
وأضاف: "أخيرًا يسعى الأمريكي لرشوة العرب من أجل دفعهم لبيع فلسطين، لذلك كانت ورشة البحرين ومقرراتها الاقتصادية التي تهدف لسيادة الكيان الغاصب على مقدرات الأمة عن طريق التطبيع والاختراقات الاقتصادية والاستثمارية والإعلامية، ولكنّ المؤكّد أنَّ صفقة القرن وُلِدَت ميتة بفضل الموقف الموحّد للشعب الفلسطيني قيادةً وقاعدةً الذي لاقاه موقف أحرار العرب في مشهد رائع نحتاج أن نستلهم منه الدروس لدفع عجلة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإنهاء الانقسام السياسي والجغرافي وهو ما يستدعي من الجميع إدراك أنَّ الوحدة طريق الانتصارات وتحقيق الإنجازات وعودة فلسطين إلى واجهة الاهتمام العربي الرسمي والشعبي".
وجدَّد التذكير بدعوة رئيس "المؤتمر الشعبي اللبناني" كمال شاتيلا لجمهورية مصر العربية للقيام بمبادرة من أجل إنهاء الصراع الخليجي الإيراني لأنّ تفاقمه لا يخدم إلّا مشروعي الأوسط الكبير و(إسرائيل الكبرى).
وختم قائلاً: "علينا أن نستمر في تقديم كل أشكال الدعم لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة العربية التي بمقدورها أن تنهي أحلام ترامب ببعض العمليات الفدائية والاستشهادية في الأرض المحتلة وبعض الصواريخ التي يمكن أن تدك مدن العدو ومغتصباته".
أمَّا كلمة نقيب المحامين في الشمال محمد مراد فألقاها المحامي فهمي كرامي، ممَّا جاء فيها: "ما نراه اليوم من صفقات ومشاريع سواء ما أُعلِن عنها في صفقة القرن أو ما خفي منها وما زال في كواليس الخيانة، إنَّما هو نتيجة طبيعية لفرقتنا وتشرذمنا وانغماسنا في حروبنا المذهبية العبثية القاتلة، فأصبحنا وبكل أسف نساهم في قتل أطفالنا ونتخاذل عن صرخات موجوعينا، وحوَّلنا بوصلتنا من تحرير القدس وأرضنا المغتصبة وقضيتنا الأم لتصبح القضية حفظ عروشنا ومصالحنا الخاصة، ومن واجبنا استمرار الدفاع عن الحقوق العربية والمبادئ القانونية والإنسانية وغرسها في نفوس أبنائنا حتى إذا تعبنا في رفع الصوت والنضال يأتي الجيل القادم بنبرة أعلى وصرخة أقوى علهم يدركون التحرير".
كلمة اللقاء التشاوري الطرابلسي ألقاها أمين عام حركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان فقال: "نحن أمام اختبار مَن مع فلسطين ومَن ضدها، ولن نخاف من أمريكا والصهاينة طالما نحن موحّدين ونطوِّر أسباب قوتنا، فالصراع مع العدو وداعميه مفتوح على مصراعيه ونحن المنتصرون في النهاية، لذلك علينا أن نحرص على وحدة صفوفنا من كل الاتجاهات الحزبية والفكرية المقاومة ودعم الموقف الفلسطيني الوطني الموحد والابتعاد عن كلّ ما يفرقّنا لأنَّ فلسطين أكبر من كل خلافاتنا".
من جانبه، أكَّد مسؤول حزب الشعب الفلسطيني أبو وسيم مرزوق رفض أيِّ بديلٍ عن  فلسطين مهما كانت المغريات والتهديدات وأنَّ الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن.
وحيَّا رئيس اتحاد نقابات العُمّال والمستخدمين في الشمال شعبان بدرا الموقف الموحَّد للشعب الفلسطيني آملاً أن يتحوَّل إلى أفعال عمادها غرفة عمليات مشتركة تعتمد المقاومة المسلَّحة كخيار وحيد لتحرير الأرض والمقدسات واستعادة الحقوق".
وفي كلمته، قال ممثِّل حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ضاهر سليمان: "إنَّ صفقة القرن تهدف لسيطرة الكيان الغاصب على الدول العربية أمنيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا، ومواجهته تستدعي زيادة الوعي القومي والتمسُّك بكل ما يجمع العرب على أساس تحرير فلسطين واستعادة أمتنا لدورها الريادي في العالم".
وألقى د.وليد الأيوبي كلمة جريدة "بناء الإنسان" فقال: "مقاومة الصهيونية واجب أخلاقي وثقافي وسياسي عدا عن كونها واجبًا دينيًّا وقوميًّا، لذلك علينا مقاومتها وإحباط كل المشاريع التآمرية على فلسطين والأمة العربية انطلاقًا من دفاعنا عن حقوقنا وكرامتنا".
وتحدَّث د.ربيع العمري بِاسم نقابة أطباء الأسنان في الشمال، فوجَّه التحيَّة للأحرار الذين يقفون ضد صفقة القرن في كلِّ الأمة، وفي مقدّمهم أطباء الأسنان العرب الذين أعلنوا رفضهم للمشاريع التآمرية على أقدس قضية في التاريخ وهي قضية فلسطين.
كلمة المنتدى القومي العربي ألقاها الإعلامي يقظان قاوقجي فقال: "سيبقى الشعب الفلسطيني أيقونة المقاومة ورأس حربة في رفض كل المشاريع الصهيوأمريكية، وما الموقف الفلسطيني الموحَّد إلّا مدماك في نعش كل المؤامرات والصفقات".
كلمة رابطة طلاب الشمال ألقاها عبدالقادر الأيي، فقال: "فلسطين أرض عربية ولا اعتراف بالكيان الغاصب مهما طال الزمن لأنَّنا موعودون بعودة الأرض واستعادة المقدّسات والصلاة في المسجد الأقصى".

#إعلام_حركة_فتح_لبنان