تصادف اليوم الأحد 2014/1/26، الذكرى السادسة لرحيل القائد الوطني والقومي والأممي مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش.

جورج نقولا رزق حبش، مناضل فلسطيني كرّس حياته وعمله الدؤوب والمتواصل من أجل القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني، ناضل من أجل مستقبل أفضل للأمة العربية، مؤمنًا بالهوية العربية وبحتمية الانتصار وهزيمة المشروع الصهيوني على الأرض العربية.

طبيب رمت به التراجيديا الفلسطينية خارج الوطن فلسطين، خارج مسقط رأسه اللد، يحمل مع شعبه جراح المنفى واللجوء، لا يتوقف عن النضال من أجل حق العودة، عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وبيوتهم وأراضيهم التي هجروا منها.

يعتبر حبش أحد أبرز الرجال الرموز المنادية بالتمسك بحق العودة باعتباره حق شرعي وقانوني وممكن. ومثّل أحد المرجعيات الوطنية الفلسطينية المناضلة، التي واكبت فعل الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية بكل تفاصيلها، وتواضعه لا يثنيه عن مزيد من العطاء والتوجيهات والإرشادات للقوى واللجان الفلسطينية، وحمل مع شعبه الهموم الوطنية للوصول إلى الحرية والاستقلال والعودة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

ولد حبش في اللد عام 1925، ونشأ وسط عائلة ميسورة الحال، وتشكلت هويته فيما بعد ليصبح ماركسيًا، يساري الثقافة، والتراث الإسلامي جزء أصيل من بنيته الفكرية والنفسية، وهو معني بالإسلام بقدر أي حركة سياسية إسلامية كما أن القومية العربية مكون أصيل من مكوناته، حيث قال "إنني في حال انسجام مع قوميتي العربية - ومسيحيتي – وثقافتي الإسلامية – وماركسيتي التقدمية".

وتتألف عائلة حبش من سبعة أفراد وتمتلك أراضٍ زراعية ومحلات تجارية. كان والده تاجرا معروفا في فلسطين. كما كانت والدته تحرص على توجيه أولادها لمتابعة دراستهم والحصول على الشهادات الجامعية.

أكمل المرحلة الابتدائية في اللد، ثم انتقل لمتابعة دراسته الثانوية في كل من مدينتي يافا والقدس. ثم تخرج من مدرسة ترسانتا في القدس. والجدير ذكره هنا، أنه انتقل إلى يافا حيث عمل مدرسا لمدة عامين، مع أنه لم يكن قد تجاوز السادسة عشر من العمر. وكان الشعور العام آنذاك في فلسطين مشحونا بالغضب والاستياء من الانتداب البريطاني الذي مهد الطريق للعصابات الصهيونية (الهاغاناه، شتيرن، الأرغن...الخ) الأمر الذي أدى إلى احتلال فلسطين من قبل هذه العصابات واقتلاع غالبية الشعب الفلسطيني من أرضه.

أسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في كانون الأول 1967 بعد حرب الأيام الستة التي احتلت فيها إسرائيل بقية فلسطين. وكان أمينًا عامًا للجنة المركزية للجبهة من عام 1967 حتى عام 2000، حيث تنحى عن الأمانة العامة ليكون بذلك أول مسؤول فلسطيني يتنحى طوعًا عن موقع المسؤول الأول.

قائد ثوري وطني وقومي عربي. كرس حياته كلها ليس للقضية الفلسطينية فحسب، بل لعب دورًا أساسيًا في النضال التحرري العربي. وكان لفروع حركة القوميين العرب دورا واضحًا في عديد الأقطار العربية، من لبنان و سوريا والعراق وليبيا والأردن وبلدان الخليج. وهنا تجدر الإشارة إلى الدور المميز لجورج حبش وحركة القوميين العرب في ثورة اليمن وتحريره من نير الاستعمار البريطاني. وكان حبش، كذلك قائدًا ثوريًا على الصعيد العالمي، حيث ناصر ودعم نضال الشعوب من أجل التحرر والاستقلال والحرية.

في عام 1961 تزوج ابنة عمه يلدا حبش من القدس، التي وقفت إلى جانبه وشاركته في جميع مراحل حياته النضالية على مدار 40 عامًا بشجاعة نادرة ومازالت، وخاضت نضالا مديدًا في تصديها لكافة المؤامرات التي تعرض لها الحكيم، من محاولات اختطاف واغتيال، وتحملت عناء الاعتقال والاختفاء إلى جانب نشاطها الجماهيري والنسوي المتميز بعيدا عن الأضواء، خاصة أثناء الحرب الأهلية في لبنان. له ابنتان، ميساء وهي طبيبة متزوجة ولها ثلاث أولاد، ولمى وهي مهندسة كيميائية.

رحل الحكيم عن عالمنا في العاصمة الأردنية عمان، في 2008/1/26.