تستعد مدينة القدس المحتلة لاستقبال أسراها المحررين، الذين من المتوقع الإفراج عنهم خلال الساعات المقبلة ضمن اتفاق إطلاق سراح الأسرى القدامى، من خلال التجهيزات التي تقوم بها عدد من اللجان والقوى الشبابية في المدينة.

وتتضمن القائمة التي أعلنتها سلطات الاحتلال الليلة الماضية، ولأول مرة خمسة من أسرى القدس القدامى، وهم: بلال أبو حسين، وياسين أبو خضير، وأحمد خلف، ومحمود دعاجنة، وجمال أبو جمل.

والأسير المقدسي بلال أحمد أبو حسين (44 عاما) دخل قبل أيام عامه الـ26 على التوالي داخل سجون الاحتلال، حيث اعتقل في العشرين من كانون الأول عام 1988، وأصدر بحقه حكما بالسجن مدة 38 عاما ونصف العام، وهو من سكان حي الفاروق في حي جبل المكبر جنوب القدس.

ويتمتع أبو حسين بعلاقات وطنية طيبة مع كافة الأسرى، ويمتلك تصميما كبيرا على ابتكار الأدوات داخل السجن 'الحاجة أم الاختراع'، فهو مصنع متنقل، يسهم بتصليح ما يتعطل من حاجيات إخوانه الأسرى.

والأسير المقدسي ياسين محمد أبو خضير (48 عاما) دخل هو الآخر أمس الأول عامه السابع والعشرين على التوالي داخل سجون الاحتلال، حيث اعتقل في السابع والعشرين من كانون الأول عام 1987، وصدر بحقه حكما بالسجن لمدة 28 عاما، بحجة انتمائه للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والقيام بعدة نشاطات ضد 'إسرائيل'.

وعانى أبو خضير خلال فترة اعتقاله من المرض، حيث أجريت له عام 1993 عملية جراحية في معدته، وخلال فترة اعتقاله توفي خمسة من أبناء عائلته (والده ووالدته، شقيقته فاطمة وشقيقيه إبراهيم وعدنان)،  ويعتبر واحدا من عمداء الأسرى المقدسيين، الذين مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاما، وهو أحد قيادات الحركة الأسيرة، ومن رواد حرب الأمعاء الخاوية، حيث خاض عام 1992 مع زملائه الأسرى في كافة السجون إضرابا مفتوحا عن الطعام، وعلى أثرها استشهد الأسير المقدسي حسين عبيدات، أما هو فقد تفجرت معدته وحصل فيها نزيف شديد نقل على أثرها إلى مستشفى سجن 'الرملة'، حيث مكث فيها فترة طويلة، وتم استئصال جزءا كبيرا من معدته، ولا زال يتلقى العلاج حتى يومنا هذا.

أما الأسير المقدسي أحمد جمعة خلف (38 عاما)، فدخل قبل فترة عامه الثاني والعشرين على التوالي داخل سجون الاحتلال، ومن المقرر أن ينهي فترة اعتقاله في الثاني والعشرين من شباط 2014.

الأسير خلف اعتقل في الثالث والعشرين من تشرين الثاني عان 1992، وصدر بحقه حكمًا بالسجن 21 عاماً وثلاثة أشهر، بتهمة الانتماء لحركة فتح والقيام بعدة نشاطات داخل مدينة القدس المحتلة.

 وفقد خلف خلال الأعوام الماضية ثلاثة من أبناء أسرته، كان أولهم والده، ومن ثم شقيقه وقبل عدة أشهر توفيت والدته، وفي المرات الثلاث لم تسمح له سلطات الاحتلال بإلقاء نظرة الوداع عليهم، أو حتى المشاركة في مراسم جنازتهم.

ويعتبر الأسير محمود نوفل دعاجنة 'أبو ناصر' (65 عاما) من مدينة القدس المحتلة شيخ المعتقلين، وهو معتقل منذ السادس عشر من آذار عام 1993، ومحكوم بالسجن المؤبد، إضافة لعشرة أعوام، وهو متزوج وله 3 أبناء و7 بنات تزوجوا جميعا خلال وجوده في الأسر، ولم يتمكن من مشاركتهم بهذه المناسبة، ورزق بأكثر من 50 حفيداً.

ويعتبر دعاجنة أكبر الأسرى المقدسيين سناً، ويعانى من عدة أمراض أخطرها القلب والكلى، إضافة إلى مرض السكري، ومكث فترة طويلة في مستشفى سجن 'الرملة'، وأجريت له عملية لتغيير أحد صمامات القلب، ونظرا لكبر سنه يعتبره الأسرى بمثابة والد لهم، ويستشيرونه في كل أمورهم.

ويعتبر الأسير دعاجنة رفيق درب وأحد أفراد مجموعة شهيد الحركة الأسيرة جمعة موسى من القدس، الذي استشهد في سجون الاحتلال أواخر عام 2008، بفعل الإهمال الطبي بعد 15 عاماً قضاها في سجون الاحتلال.

والأسير جمال أبو جمل عمره (36 عاما) اعتقل عام 1994، وصدر بحقه حكما بـ22 عاما، ومن المتوقع أن تنتهي محكوميته في الرابع والعشرين من أيار 2014.