قال رئيس مؤسسة ياسر عرفات وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" د. ناصر القدوة، حول جريمة اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، "لم تكن وفاة الرئيس المنتخب للشعب الفلسطيني وفاة طبيعية"، منوهاً إلى أنه تمت الإجابة على هذا السؤال المركزي عشرات المرات. وأضاف: "بلا شك، إسرائيل هي من قام بذلك والشواهد والبراهين عديدة وواضحة"
واعتبر أن ذلك لا يجب أن يلتبس مع أي بحث أمني عن عميل هنا أو هناك قد يكون ساهم في تسهيل ذلك. مهمتنا هي إبقاء الموضوع حياً والاستمرار في المطالبة بإلحاق العقوبات بالمجرمين الذين اتخذوا القرار والذين نفذوه.
وقال إن مؤسسة ياسر عرفات عملت بكل جدية ومهنية للوفاء برسالتها والوصول لأهدافها، بالرغم من تأخر انطلاقها 3 سنوات بعد رحيل القائد الرمز ياسر عرفات.
وقال القدوة إن المؤسسة ساهمت في إبقاء الذاكرة حية وفي الاستفادة من إرث عرفات. من خلال عملية جمع مقتنياته وأرشيفه الواسع، وتنظيم ذلك والمحافظة عليه كجزء هام من الذاكرة الوطنية، إلى إحياء الذكرى السنوية لاستشهاده، إلى جائزة ياسر عرفات للإنجاز، إلى إدارة ضريحه، ضريح الشهيد والمحافظة عليه، إلى الإنتاج الثقافي الفني المتنوع وبرامج الحوار، إلى برامج دعم الطفولة والشباب والمرأة.
واعتبر أن متحف ياسر عرفات أهم انجازات المؤسسة، مشيراً إلى أنه بات متحف الذاكرة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، الذي أصبح ومنذ افتتاحه قبل عام المؤسسة الثقافية الوطنية التعبوية الأبرز، إلى جانب إسهامه في بناء ثقافة المتحف في مجتمعنا الفلسطيني.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لرحيل القائد الرمز ياسر عرفات، ومرور عشر سنوات على تأسيس مؤسسة ياسر عرفات، التي نظمت في قصر رام الله الثقافي بمدينة رام الله.
وثمن جهود الرئيس محمود عباس ودولة رئيس الوزراء على دعمهما لإنشاء المتحف وعلى كافة الجهود التي قدماها للمؤسسة.
وأكد القدوة في هذه المناسبة الوطنية، والحزينة، الوفاء لياسر عرفات، والالتزام بما خطه لنا، مشدداً على ضرورة شحذ الهمم استلهاماً من تجربته لمواجهة الصعوبات الكبرى التي تحيق بنا.
وقال القدوة: "أمامنا بالفعل الكثير من المصاعب، وبكل صراحة فإن أوضاعنا السياسية الفلسطينية ليست بخير، حتى أوضاعنا الاجتماعية ليست بخير، بما في ذلك معاناة شبابنا ومعاناة شعبنا المتزايدة، خاصة في قطاع غزة. وأوضاع منطقتنا العربية، حاضنة القضية الفلسطينية أيضاً ليست بخير، وكذلك "الأوضاع الدولية المحيطة بنا جميعاً".
وأضاف: "الأمر يحتاج ليقظة.. يحتاج لنهضة وعلى كل المستويات وفي كل المواقع، نبدأ بالتمسك الحاسم بهويتنا وهدفنا الوطني المركزي.. فنحن أهل البلاد الأصليون، نحن أصحاب الأرض، نحن المنغرسون في الأرض والى الأبد، نحن شعب دولة فلسطين التي أعلنا استقلالها واعترف بها العالم، ونحن مع كل ذلك من ارتضى التسوية السياسية وسعى للسلم والسلام".
وأكد القدوة ان دولة فلسطين قائمة، لا يمنحنا إياها أحد، وأن هدفنا الوطني المركزي، بقوة وبلا تردد، هو إنجاز الاستقلال الوطني لدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وإنجاز حقوق لاجئي فلسطين في العودة والتعويض.
وشدد القدوة على ضرورة البدء بمواجهة جادة للخطر المركزي الذي يحيق بنا، والمتمثل بمواجهة الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي لبلدنا فلسطين، الذي يهدف إلى الاستيلاء على الأرض وتدمير الوجود الوطني الفلسطيني، مشيراً إلى أن يجب علينا تعبئة طاقاتنا كافة في مواجهة هذا الخطر الذي يمثل جريمة حرب مركبة ترتكبها إسرائيل "قوة الاحتلال".
وقال انه وعندما نقوم بواجباتنا، نعمل لبناء منظومة عقوبات دولية ضد المستعمرات والمستعمرين والهيئات والشركات العاملة في المستعمرات أو معها، وذلك وفقاً لأحكام القانون الدولي الإنساني وتنفيذاً للالتزامات التعاقدية للدول، مؤكداً انه لا بد من وقف الاستعمار الاستيطاني ودحر المستعمرين والمستعمرات، وبدون ذلك لا يوجد أفق لحل سياسي ولا لإنجاز حقوقنا الوطنية.
وبشأن الحل السياسي الذي يسميه المجتمع الدولي حل الدولتين، فقال القدوة، نحن من أصحابه والساعين له. ونحن حتى مستعدون للتفاوض عند ظهور أي بوادر جدية على استعداد الجانب الآخر لقبول الأساس السياسي الواضح لمثل هذا الحل، موضحاً أن استمرار السياسات والممارسات الإسرائيلية التي نراها ونعيشها، يتطلب بالضرورة العمل ليقوم المجتمع الدولي بمواجهة ذلك برفض الرفض الإسرائيلي للحل السياسي. ويكون ذلك بموقف جاد ضد الاستعمار الاستيطاني عبر تمكين شعبنا من إنجاز استقلاله الوطني، بما في ذلك الاعتراف بدولة فلسطين وهو ما يخلق حقائق سياسية لا تراجع عنها.
وفيما يتعلق باستعادة الوحدة الوطنية، أكد القدوة أن استعادة الوحدة الجغرافية للوطن ووحدة النظام السياسي. يتطلب منا جميعاً أن يكون الأولوية المطلقة، مشيراً إلى أنه يجب علينا جميعاً الاستفادة من الظروف الإقليمية والدولية، التي أتاحت لنا في فلسطين فرصاً أفضل لإنجاز هذه المهمة.
وقال: "إن ما نحتاجه هو الرؤية التفصيلية، والإرادة السياسية والمهنية العالية لمعالجة الأمور المعقدة الناتجة عن الانقسام الطويل". وأضاف: "وإذا كان لنا أن نلامس الرؤية التي تجمع متطلبات استعادة الوحدة فأظنها هي الاتفاق على إنهاء السيطرة الأحادية على قطاع غزة وحياة أهلنا هناك، وإعادة القطاع للنظام السياسي والإداري للسلطة الفلسطينية". وتابع: "وهي أيضاً الاتفاق على الشراكة السياسية الكاملة بين كل الأطراف والقوى سواء كان ذلك في السلطة وحكومتها أو في منظمة التحرير الفلسطينية، وهي أخيراً الاتفاق السياسي البرامجي، على برنامج إجماع وطني للمنظمة جوهره الهدف الوطني المركزي، وآخر بسقف أقل لعمل حكومة السلطة".
وثمن جهود جمهورية مصر العربية ولرجالها العاملين على ما بذلته وما زالت لاستعادة الوحدة.
وفي ختام كلمته، حيا الأسرى البواسل في المعتقلات كافة، والجرحى الأحبة، مستذكرا شهداءنا، كل شهدائنا بمن فيهم قادتنا العظام أبو جهاد وأبو إياد وغيرهما.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها