منح رئيس دولة فلسطن محمود عباس، يوم الجمعة، المرحوم الدكتور حيدر عبد الشافي، وسام نجمة الشرف من الدرجة العليا. وقرر الرئيس منح الراحل عبد الشافي هذا الوسام، تقديرا لدوره الوطني الكبير الذي جسده كأحد رواد العمل السياسي ألفلسطيني ومساهمته في إنشاء المجلس التشريعي قبل العام 1967 وفي تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وجمعية الهلال الاحمر ألفلسطيني وعضوية المجلس التشريعي للسلطة الوطنية ألفلسطينية وتثمينا لجهوده المتميزة في خدمة الشعب الفلسطيني طوال مراحل نضاله. وتسلم الوسام من سيادته نجل الراحل سفير دولة فلسطين لدى النمسا صلاح عبد الشافي.
ولد الدكتور عبد الشافي في 10 حزيران 1919 وعاش في قطاع غزة وتلقى علومه الابتدائية فيها، ثم أرسل إلى الكلية العربية في القدس لمتابعة دراسته الثانوية، وبعد تخرجه منها في عام 1936 توجه إلى لبنان والتحق بالجامعة الأميركية في بيروت ودرس الطب والجراحة. وأبان دراسته في الجامعة تعرف إلى حركة القوميين العرب التي أبصرت النور فيها، والتحق بصفوفها لبعض الوقت. تخرج طبيبا في عام 1943، وتوجه بعدها للعمل في مدينة يافا حيث وظف في مستشفى البلدية التابعة لسلطة الانتداب البريطاني، وأمضى سنوات الحرب العالمية الثانية في عدة أماكن داخل فلسطين وشرق الأردن. وبعد نهاية الحرب ترك الجيش وفتح لنفسه عيادة خاصة في قطاع غزة وشارك في تأسيس الجمعية الطبية الفلسطينية عام 1945. غادر إلى الولايات المتحدة وتخصص في الجراحة العامة في أحد المستشفيات الكبرى في مدينة دايتون في ولاية أوهايو، وفي عام 1954 عاد إلى قطاع غزة وكان قد وضع تحت الإدارة المصرية. عمل جراحاً في مستشفى تل الزهور التابع للإدارة المصرية. خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 احتلت إسرائيل القطاع ونصبت على مدينة غزة مجلسا بلديا لإدارة شؤونها واختارته ضمن أعضائه ولكنه رفض المشاركة فيه.
وفي عام 1960 عاد إلى مزاولة عمله الطبي الخاص. لكنه اختير عام 1962 رئيساً للسلطة التشريعية للقطاع حتى عام 1964 عندما شارك في أول مؤتمر وطني فلسطيني عقد ذلك العام في مدينة القدس، وهو المؤتمر الذي أسست فيه منظمة التحرير الفلسطينية تحت رئاسة أحمد الشقيري. وبين عامي 1964 و1965 كان عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
بعد احتلال إسرائيل لغزة للمرة الثانية في عام 1967 عمل كطبيب متطوع في مستشفى الشفاء بالقطاع، واعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي لبعض الوقت بتهمة تأييد سياسات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي أسسها صديقه وزميله الدكتور جورج حبش. وواصل بعد إطلاق سراحه تحدي سلطات الاحتلال رافضاً أي شكل من أشكال التعاون معها، فنفته بأوامر مباشرة من وزير الجيش موشيه دايان إلى نخل (سيناء) بوسط شبه جزيرة سيناء لمدة ثلاثة أشهر، ومن ثم إلى لبنان في يوم 12 ايلول 1970 مع خمسة من القادة الوطنيين.
في عام 1972 أسس وأدار جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة وجعلها مسرحاً للعون الطبي والنشاطات الاجتماعية والثقافية. شارك في الوفد الأردني - الفلسطيني المشترك إلى مؤتمر مدريد للسلام والذي عقد بعام 1991، وأسندت إليه مهمة رئاسة الوفد الفلسطيني المفاوض في مباحثات واشنطن على امتداد 22 شهراً خلال عامي 1992 و1993 . انتخب في عام 1996 عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني بأعلى الأصوات، واختير لرئاسة اللجنة السياسية في المجلس. وتوفي حيدر عبد الشافي يوم 24 ايلول 2007 وهو يبلغ من العمر 88 عاما.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها