دعا رئيس دولة فلسطين محمود عباس، الحكومة البريطانية إلى إلغاء احتفالاتها بمرور 100 عام على وعد بلفور، وتقديم اعتذارها للشعب الفلسطيني عن خطئها التاريخي وتصحيحه من خلال الاعتراف بدولة فلسطين دولة مستقلة.
وجاء ذلك في كلمة ألقاها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية نيابة عن الرئيس، في المؤتمر الدولي "مائة عام على وعد بلفور المشؤوم" الذي نظمته مفوضية العلاقات الدولية لفتح في رام الله، اليوم الخميس2017/11/2، بحضور وفود وأحزاب دولية وعربية، ووزراء في الحكومة الفلسطينية، وعدد من القيادات.
ويحتوى المؤتمر على أربع جلسات، حيث خصصت الجلسة الأولى للحديث عن وعد بلفور من الناحيتين السياسية والقانونية، والجلسة الثانية بعنوان" فلسطين: الدولة والأرض والشعب"، أما الجلسة الثالثة عن فلسطينيي عام 1948، والجلسة الرابعة عن المصالحة الفلسطينية.
وقال اشتية: "إنه من العار على الحكومة البريطانية أن تتبجح بقيام وليدتها إسرائيل، وأن تحتفل في هذه الذكرى الأليمة والمأساوية التي لحقت بالشعب الفلسطيني".
وأضاف اشتية: "إن ردنا على وعد بلفور هو أن نعد شعبنا أن نبقى على الثوابت، وعلى رأسها حقنا في تقرير المصير وإنهاء الاحتلال، وإقامة دولتنا المستقلة على أرضنا وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين".
وقال: "إن حقوق الشعب الفلسطيني ليست مدنية أو دينية فقط كما نص وعد بلفور، بل هي حقوق وطنية قومية سيادية سياسية من أجل الدولة ذات السيادة".
وتابع: "إن إسرائيل لا تعترف بحدود 1967، وتدمر بشكل ممنهج حل الدولتين وإمكانية إقامة دولة فلسطينية، ولا تلتزم بالاتفاقيات الموقعة معنا، فيما أنها تخرب الجهد الدولي بتوسعها الاستيطاني ورفضها للمبادرة الفرنسية والروسية والجهد الأمريكي الذي قاده الرئيس الأمريكي السابق".
على إسرائيل إثبات شراكتها للسلام
وطالب اشتية الحكومة الإسرائيلية بإثبات أنها شريكة للسلام وللمجتمع الدولي، عبر وقفها للاستيطان والإعلان عن استعدادها لإنهاء الاحتلال، مشيراً إلى أن الامتحان الحقيقي أمام الجهد الدولي لعملية سلام جدية يتمثل بوقف الاستيطان وتهويد القدس وبقية الأراضي الفلسطيني.
وأردف، أن الشعب الفلسطيني يريد حلاً، حيث إنه المستفيد الأكبر من أية عملية سلام جدية، وقد قدمت الدول العربية مبادرة للسلام لكن إسرائيل رفضتها.
وأشار اشتية إلى أنه رغم إجحاف وعد بلفور بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، إلا أن 138 دولة اعترفت بدولة فلسطينية، وأصبحت عضوًا في مختلف المؤسسات الدولية من اليونسكو إلى الانتربول، فيما القيادة مستمرة في هذا المسار حتى ترسخ الاعتراف الدولي بالدولة من خلال المؤسسات الدولية.
وقال اشتية: "إن الرد على ذكرى وعد بلفور هو بالوحدة الوطنية والمصالحة التي تسير بشكل سلس، حيث تسلمنا المعابر يوم أمس، وسيستكمل العمل من خلال اجتماع دعت له مصر يضم جميع الفصائل الفلسطينية في 21 الشهر الجاري بالقاهرة، من أجل استكمال المصالحة والوصول إلى برنامج سياسي يوحدنا للوصول إلى عقد جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني".
المجتمع الدولي عليه توحيد قراره بإنهاء الاحتلال
وأكد اشتية أن أي مشروع سلام يجب أن يرمي إلى إنهاء الاحتلال ضمن جدول زمني تقام في نهايته دولة فلسطينية، وأن هذا المشروع السياسي يجب أن ترافقه إجراءات بناء ثقة متمثلة بوقف كامل وشامل للاستيطان، ولجم المستوطنين وإرهابهم.
ودعا المجتمع الدولي إلى توحيد قراره من أجل إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة على حدود 1967، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي قادرعلى لجم إسرائيل ووقف التعامل معها على أنها دولة فوق القانون، مؤكداً المسؤولية الدولية بتوفير الحماية للشعب الفلسطينية من عربدة المستوطنين وقوات الاحتلال.
وختم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية: "إن وعد بلفور مناسبة لرفع الأعلام السوداء على البرلمان البريطاني، لا مناسبة ترفع فيها كؤوس الفرح بحضور رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو".
من جانبه، جدد مفوض العلاقات الدولية في حركة فتح روحي فتوح، مطالبته الحكومة البريطانية بالاعتذار من الشعب الفلسطيني، وتعويضه عما لحق به من أضرار وكوارث ومصائب وويلات، وأن اعترافها رسميا بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد أن الشعب الفلسطيني لن يقبل أقل من الاعتذار والاعتراف بالدولة الفلسطينية من الحكومة البريطانية، وذلك تكفيراً عن جرائم انتدابها واستعمارها لفلسطين.
وقال فتوح: "رغم مرور 100 عام على وعد بلفور المشؤوم إلا أن إرادة الشعب الفلسطيني ما زالت فتية وقوية ومستمرة في الكفاح والنضال من أجل نيل الحرية والاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
من جهته، قال المتضامن مع الشعب الفلسطيني البريطاني الكاهن كريس روز، الذي كان ضمن 100 شخصية حضرت إلى فلسطين مشياً على الأقدام من بريطانيا: "إن سيرنا 147 يوماً وقطع 11 دولة، جاء للتعبير عن أسفنا العميق لوعد بلفور والآثار الكارثية التي سببها للشعب الفلسطيني".
وأضاف: "إن الأرض الفلسطينية هي لكم، وليست لأحد غيركم، ويجب علينا الاستمرار في حملة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها لتحقيق المستقبل للشعب الفلسطيني".
وختم:" لن يكون أحد حرًا إلا إذا تحرر الفلسطينيون".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها