تحت شعار"خيارنا الاستراتيجي الوحدة الوطنية الفلسطينية.. من أجل وحدة الشعب والأرض والقضية" ولمناسبة مرور خمسون عاماً على إنطلاقتها، وثماني سنوات على إستشهاد القائد المؤسس الدكتور سمير غوشة، أحيت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني المناسبتين بوضع أكاليل من الورد على أضرحة الشهداء في مقبرة مخيم برج البراجنة، وإيقاد شعلة إنطلاقتها، مساء السبت 2017/7/22 وبحضور عضو المكتب السياسي للجبهة منيب حزوري؛ وأعضاء من قيادة حركة "فتح" في بيروت ومشاركة فتحاوية؛ وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية؛ وممثلو الفصائل والقوى الوطنية الإسلامية والفلسطينية؛ وممثلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني؛ وكوادر وأصدقاء ومناصري جبهة النضال؛ ووجهاء وفاعليات وحشد من أهالي المخيم.
بدايةً كان الوقوف دقيقة صمت مع قراءة سورة الفاتحة المباركة، تلا ذلك إلقاء كلمات، بدأها مسؤول رابطة أبناء بيروت محمد الفيل الذي بارك ذكرى الانطلاقة الخمسون للجبهة التي قدمت الكثير في سبيل تحرير فلسطين.
وتوجه الفيل إلى الفصائل الفلسطينية المعنية بأن عليهم أن يتوحدوا ويتكاتفوا لنبذ الفتنة، وأن يعملوا على تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية لتمدهم بالقوة لمواجهة العدو الصهيوني .
وجدد "الفيل" الوعد والعهد بإستمرارية الحفاظ على أهل المخيمات في الشتات من البؤس وتأمين العيش والحياة الكريمة لحين عودتهم إلى أرض الوطن.
كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها عضو قيادة بيروت حسن بكير، جاء فيها: "نلتقي اليوم هنا في حضرة الشهداء، الذين قدموا أرواحهم ودماءهم رخيصة على مذبح قضية فلسطين، نلتقي في هذا المكان الطاهر لنحتفل معاً بالذكرى الخمسين لإنطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، هذا الفصيل الذي إنطلق في العام 1967، وانضم إلى صفوف منظمة التحرير الفلسطينية منذ الدورة السادسة للمجلس الوطني الفلسطيني، المنعقد في القاهرة، بين الأول والسادس من سبتمبر عام 1969، وتم تمثيل الجبهة في اللجنة التنفيذية، والمجلس المركزي، والمجلس الوطني، والاتحادات الشعبية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ولفت بكير أنَّ جبهة النضال هي التنظيم الوحيد الذي إنطلق من داخل القدس بفكرة من بعض الشباب المتطوعين منهم الدكتور سمير غوشة والدكتور فتحي غوشة ونبيل كيلاني.
وأردف قائلاً: في الرابع والعشرين من شهر كانون الأول من عام 1967 أعلنت جبهة النضال الشعبي عن تنفيذ أولى عملياتها العسكرية ، ولم تلبث الجبهة أن زادت من نشاطها على صعيدين: المقاومة الشعبية السلمية والمقاومة المسلحة ضد الاحتلال. كما ساهمت الجبهة بشكل فاعل في العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد خروج قوات الثورة من بيروت جنباً إلى جنب مع المقاومة الوطنية اللبنانية. كما شاركت في مقاومة الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 78، وفي غزو لبنان عام 1982 وكذلك في معارك تحرير جبل لبنان والدفاع عن المخيمات الفلسطينية في لبنان، حيث سقط في تلك المعارك العديد من الشهداء والجرحى.
وجبهة النضال الشعبي أول تنظيم فلسطيني عربي ينجح في تحرير أسرى فلسطينيين، ففي تموز 1970 قام ستة مناضلين من الجبهة بخطف إحدى طائرات شركة الخطوط اليونانية المتجهة من بيروت إلى أثينا، واحتجزوا أفراد الطاقم والركاب رهائن، وطالبوا بالإفراج عن سبعة فدائيين أسرى في اليونان، وبعد عملية تفاوض عبر الصليب الأحمر تكللت العملية بالنجاح وأطلق سراح الجميع.
وتابع بكير: إننا في حركة التحرير الوطني الفلسطيني" فتح" نبارك لأخوتنا في جبهة النضال هذه الإنطلاقة المباركة وفي مقدمهم الأمين العام للجبهة الدكتور أحمد مجدلاني والذين كانوا ولا يزالوا حريصين على أهداف وثوابت وحقوق شعبنا الفلسطيني وعلى القرار الوطني المستقل وعلى الوحدة الوطنية.
كما وجه تحية إجلال وإكبار للقادة المؤسسين الدكتور صبحي غوشة والدكتور سمير غوشة وإبراهيم الفتياني والرائد خالد. والتحية الى أرواح الشهداء وفي مقدمهم الرئيس الشهيد ياسر عرفات والدكتور سمير غوشة، وإلى الأسرى القابعين في زنازين الاحتلال الصهيوني.
وألقى كلمة جبهة النضال عضو مركزيتها صالح شاتيلا جاء فيها: "منذ 15 تموز 1967 وحتى الآن ناضلت الجبهة العربية ومارست كافه أشكال النضال وعلى رأسها الكفاح المسلح من أجل تحقيق أهداف شعبنا في العودة والحرية والاستقلال، ولقد كان البيان الأول للجبهة هو مطالب الشعب التمسك بالأرض وعدم تركها والاستفادة من الذي حصل عام 1948.
وتابع: "منذ الإنطلاقة، كانت وما زالت تعتبر منظمة التحرير الفلسطينية هي المرجعية الفلسطينية؛ وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني؛ وسنناضل من أجل الوحدة الوطنية في إطار منظمة تحرير فلسطين؛ لأن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي توحد الشعب والأرض ودون الوحدة الوطنية لن نستطيع تحقيق أهدافنا بالتحرير،. فكانت الجبهة بفكرها العربي تعتبر أنَّ الوحدة العربية هي الطريق إلى التحرير، والطريق إلى الحرية والتقدم والازدهار العربي .
فبنت الجبهة علاقاتها الدولية مع منظومة الدول الاشتراكية إيماناً منها في الاشتراكية وضرورة أن يكون لنا عمق دولي للتحرير".
وأضاف: "إنَّ ما يحصل اليوم في القدس من انتهاكات للمقدسات وبناء بوابات الكترونية وعمليات تهويد الأراضي وجدار الفصل العنصري وكل الممارسات عن العنصرية التي يمارسها العدو ضد شعبنا الفلسطيني في مناطق 48 وقتل بدم بارد يتطلب موقف فلسطيني موحد عربي دولي لمواجهة الاحتلال الغاصب.
وتطرق صالح لوضع المخيمات في لبنان، فأكد أن الشعب الفلسطيني متمسك بحق العودة ويطالب بالعيش الكريم مثل" الماء والكهرباء والصحة والنظافة والهواء النقي والتعليم وحق العمل والتملك والأمن والاستقرار "لحين عودته إلى أرض الوطن.
وطالب بنبذ الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وأن يكون مرجعية فلسطينية واحدة موحدة لكل الفصائل الفلسطينية لأنَّ العدو الصهيوني هو المستفيد الوحيد من الإنقسام الفلسطيني..
وجدد صالح العهد والوفاء إلى الرفيق الأمين العام للجبهة العربية الدكتور أحمد مجدلاني .
وحيّا الشعب الصامد الجبار في فلسطين لكل ما يقدمه دفاعاً عن القدس والمقدسات. ووجه تحية إجلال وإكبار للرئيس محمود عباس على مواقفه الصلبة تجاه القضية الفلسطينية، كما حيا الرئيس ميشال عون على مواقفه الايجابية تجاه فلسطين.
هذا وقدم رئيس رابطة أبناء بيروت شهادة شكر وتقدير للجبهة استلمها منيب حزوري. كما وضع " الفيل" إكليلاً من الورد باسم رابطة أبناء بيروت على أضرحة الشهداء.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها