قالت صحيفة "الدستور" الأردنية إن التحرك الأردني المصري الفلسطيني المشترك على أساس مبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين وقرارات قمة عمان يمثل رأس الحربة فى العمل والجهد السياسي والدبلوماسي  العربي الجماعي الهادف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلى يحقق نجاحات واضحة على الصعيد الدولى.

ولفتت الصحيفة- فى عددها الصادر اليوم الأربعاء- إلى أن اللقاء الثلاثي التشاوري التنسيقي الذي جمع وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي ووزير الخارجية سامح شكري، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات، فى عمان مؤخرا، كان مثمرا وبناء وعلى قدر كبير من الأهمية في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها الأمة العربية والمنطقة التى تشهد أزمات وأحداث خطيرة. وأضافت أن أهمية اللقاء تأتي من أنه جاء بتكليف مباشر من الملك عبدالله الثاني والرئيسين عبدالفتاح السيسي ومحمود عباس، واستكمالا للجهود العربية المشتركة التي تبذل من أجل إعادة عملية السلام والمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى مسارها، والتى يجب أن تنتهي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس،

مشيرة إلى أن استراتيجية هذا اللقاء واللقاءات الدورية المنتظمة التي ستليه فى القاهرة ورام الله تكمن فى مواصلة التنسيق والتشاور والعمل المشترك بغطاء ودعم عربي كامل والبناء على ما تم إنجازه وتحقيقه.

ونوهت الصحيفة إلى أن التحرك الأردني المصري الفلسطيني المشترك يشير إلى أن الخطاب السياسى العربي الجديد المتبع حاليا نجح فى إيصال الرسائل العربية إلى دول صناعة القرار فى العالم؛ وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التى أعلن رئيسها دونالد ترامب أنه يدعم حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، ويسعى إلى تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتوصل إلى ما سماه بصفقة سلام بين الطرفين، كما أنه لم يحسم قراره بعد بأن نقل سفارة بلاده إلى القدس رغم أن كل المؤشرات تدل على عدم وجود قرار بالنقل، وأن الفيتو الرئاسي على هكذا قرار سيبقى ساري المفعول. واعتبرت الصحيفة، التنسيق الثلاثي الأردني المصري الفلسطيني، ضرورة ملحة نظرا لتشابك مصالح الدول الثلاث بقضايا مفاوضات الوضع النهائي، الحدود والأمن والمياه والقدس واللاجئين، وأن هذا التنسيق الذى يشكل النواة الصلبة للتنسيق العربي الشامل يعزز ويحصن الموقف الفلسطيني التفاوضي ويدعمه ويسنده على جميع المستويات السياسية والقانونية والأمنية والفنية وغيرها، مؤكدة ضرورة أن تستمع الإدارة الأمريكية من الأطراف العربية مباشرة لاقناعها بعدالة القضية الفلسطينية؛ خاصة وأن الأمة العربية جددت تمسكها بالسلام كخيار استراتيجي بما يضمن أمن واستقرار دول وشعوب المنطقة كافة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا اللقاء الذى يسبق القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي ستعقد فى الرياض قريبا يأتي لتوحيد المواقف العربية والحديث بلغة واحدة متسقة ومتوافقة؛ خاصة أنها قمة موسعة من حيث التمثيل، كونها تضم دولا إسلامية إلى جانب الدول العربية المشاركة، والتي تظهر وتؤكد الجدية العربية فى التوصل إلى سلام عادل وشامل في المنطقة يقوي على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية.