ولد فارس العصار في الحادي والثلاثين من آذار 1980، وهو ابن مخيم النصيرات في قطاع غزة، واعتقل في السابع من آذار 2006، وحكم عليه بالسجن المؤبد إضافة إلى 10 سنوات كانت كافية لإرضاء مزاج القاضي الإسرائيلي، ومعلومة على الهامش قد يصححها لي ذوو الخبرة: المؤبد العسكري عبارة عن 99 سنة، إضافة إلى عشر سنوات يكون مجموع حكم فارس 109 سنوات، ومن ضمن التهم التي وجهت إليه الانتماء للذراع العسكري لحركة فتح.

التحق فارس بقوات التدخل وحفظ الأمن عام 1998، طورد بعد انتفاضة الأقصى لمدة خمس سنوات، واعتقل على دوار المنارة في رام الله.

محروم من الزيارة، وحرم كذلك من إكمال مسيرته التعليمية في الأسر، ويقول أبوه: أهون عليّ أن أكلمه على التليفون، لأن أصعب ما في الوجود أن ترى ابنك أمامك ولا تستطيع لمسه، "إحنا ماشيين على أمل ميّت".

تقول أمه: كان فكاهياً، لكنه جبار في ذات الوقت، فذات مرة اشتهى العسل، فاتجه إلى الخلية في الرابعة صباحاً، وأخرج قرص العسل وأخذ يأكل منه، وذراعه حمراء من لسع النحل والنحل يحوم فوق رأسه وهو يأكل باستمتاع، "بيجري وبينش في النحل وبيوكل في العسل، كان ثوري لو دبيته في النار بنزل في النار بجيب اللي بدو ياه وبطلع".

تضيف أمه في لفتة أدهشتني: مهل على اولادنا بس يطلعن الأسيرات!!!