بدعوة ومشاركة من اللّجان الشعبيّة والفصائل الفلسطينية والحراك الشعبي المستقل اعتصم حشدٌ من أهالي مخيَّمَ نهر البارد والبداوي ومدينة طرابلس وإعلاميون وفعاليات، اليوم الأربعاء 19 نيسان 2017، أمام مكتب مدير خدمات الأونروا" في طرابلس، احتجاجاً على سياسة "الأونروا" المتَّبعة تجاه ملف نهر البارد، والمتمثِّلة بتباطؤ عمليَّة إعمار المخيَّم ووقف بدل الإيواء للعائلات التي لم يتم إعمار منازلها بعد.
ورفعت الحشود المعتصمة عَلم فلسطين ولافتات تندِّد بسياسة "الأونروا" التعسُّفية وتطالبها بالإسراع بإعمار مخيَّم نهر البارد ودفع بدلات الإيجار أو تنفيذ القرار 194 وهو حق العودة للاجئين الفلسطينيين، كما تعالت أصوات وهتافات المعتصمين الغاضبة والمستنكرة لتمادي الأونروا في تجاهلها للمطالب المحقّة للأهالي، وطالبوا الدولة اللبنانية والفصائل الفلسطينية باستنفار الجهود والطاقات للضغط على الأونروا لتفوير الأموال اللازمة لاستكمال الإعمار وإعداة خطة الطوارئ معلنين أنَّ معركتهم المطلبية الحضارية ستتجه نحو مزيد من التصعيد في حال لم تتراجع الأونروا عن إجراءاتها الجائرة وواصلت سياسة إدارة الظهر تجاه مطالب الأهالي، لا سيما أنَّ عدداً من العائلات طُرِدَت من منازلها وباتت في العراء لعدم قدرتها على دفع إيجارات مساكنها، ما دفع قسماً منها للانتقال للسكن في مكتب مدير خدمات مخيَّم نهر البارد، ولفتوا إلى خطورة تداعيات هذا الوضع ما لم يتم تداركه من الأونروا والمعنيين.
وبعد تقديم من عريف الاعتصام أبو فراس ميعاري الذي أكَّد أحقيّة مطالب أهالي نهر البارد، كانت كلمة ألقاها أمين السر الدوري للجنة الشعبية في مخيم نهر البارد نزار خضر بِاسم الفصائل واللجان الشعبية، تلتها كلمةٌ ألقاها الشيخ سليم شما بِاسم المعتصمين، حيثُ شدَّدا على إدانة نهج الأونروا بالتعاطي مع مطالب الأهالي وطالباها بالتراجع عن قراراتها الجائرة والرضوخ لأوجاع أهالي المخيم، وحذَّرا الأونروا من سياسة إدارة الظهر للمطالب والتي ستؤدي لاستمرار وتصاعد حركة الاحتجاجات وحمَّلاها مسؤولية ما قد تؤول إليه الأمور ويترتّب عن تصعيد التحركات من قِبَل الأهالي الغاضبين.
وفي ختام الاعتصام، قُرِئت مذكرة مطلبية باسم المعتصمين وسُلِّمت لنائب مدير الأونروا في الشمال سناء أبو خرج، على أن ترفعها للمدير العام للأونروا في لبنان كلاوديو كوردوني، حيثُ تضمَّنت المذكرة مطالب أهالي مخيَّم نهر البارد وعلى رأسها إعادة بدلات الإيواء للعائلات التي لم يتم إعمار منازلها بعد، وإعادة العمل بخطة الطوارئ فيما يتعلَّق بالطبابة والاستشفاء، ودفع التعويضات، والإسراع في استكمال إعمار الرزم المتبقية، وغيرها.
وفي سياق متصل، زارَ أمين سر حركة "فتح" – شعبة نهر البارد أبو سليم غنيم ووفدٌ كبير من المكتب الحركي الطلابي في الشمال خيمة الاعتصام المقامة في مخيم نهر البارد، دعماً لمطالب الأهالي المحقّة.
وكانت كلمة لأمين سر المكتب الطلابي في الشمال أ.محمد أبو عادل أعرب فيها عن التضامن مع الأهالي في هذه المرحلة الحرجة التي يعاني منها أبناء شعبنا في ظل الوضع الاقتصادي المتردي. وأضاف: "كُلُّنا في مركب واحد ضدَّ الظلم، وسنبقى ندافع عن لقمة عيشنا حتى الإعمار الكامل لكل أبناء شعبنا".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها