عقدت في مقر وزارة الخارجية في بروكسل وللمرة الأولى، جلسة مشاورات سياسية ثنائية، بين فلسطين وبلجيكا، ترأستها عن الجانب الفلسطيني مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية، السفير أمل جادو، وحضرها سفير فلسطين لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي ولوكسمبورغ، عبد الرحيم الفرا، ومن الجانب البلجيكي السفير انيك فان كالستر، مدير عام قطاع العلاقات الثنائية.

واستعرضت السفير جادو، خلال المشاورات، الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني من انتهاك للمقدسات والأماكن الدينية الأثرية، ومصادرة الأراضي والمنشآت الفلسطينية وعمليات الاعتقال والاعدامات الميدانية، إضافة لاستمرار حكومة اليمين الإسرائيلية بتنفيذ توسيع وتعميق المخططات والبؤر الاستيطانية غير الشرعية على الأراضي الفلسطينية المحتلة خاصة في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، الأمر الذي يقوض حل الدولتين ويُبدد حلم الشعب الفلسطيني بالحصول على دولته المستقلة.

وأشارت، حسب بيان للخارجية، إلى خطورة القرارات العنصرية التي تدعمها الحكومة اليمينة الإسرائيلية ووزرائها التي كان آخرها مشروع قرار منع الأذان، وقرار تشريع المستوطنات، في الوقت الذي حثت فيه السفير جادو، الشريك البلجيكي على ضرورة لعب دور أكبر في مناهضة الاستيطان المخالف للقوانين الدولية ومقاطعة كل ما ينتج عنه.

كما أطلعت السفير جادو نظرائها في الخارجية البلجيكية على آخر مستجدات الحراك السياسي الفلسطيني في ظل الوقائع الجديدة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على الأرض خاصة في القدس الشرقية والحرم الشريف.

وحذرت من تداعيات التهديدات الأميركية بنقل السفارة إلى القدس، ومن أن هذه الخطوة ستكون الفتيل لإشعال صراع ديني جديد في المنطقة تصعب السيطرة عليه، مشيدة في هذا السياق بالموقف الأوروبي الرافض لنقل السفارات الأوروبية للقدس.

كما أعربت السفير جادو عن تطلع القيادة الفلسطينية بدور أكبر للاتحاد الأوروبي في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكدة التزام القيادة بالحل السلمي والدبلوماسي للقضية، بالرغم من تعنت ورفض الجانب الإسرائيلي.

وتناولت آخر مستجدات المشاورات حول اتفاقية الشراكة الكاملة مع الاتحاد الأوروبي، طالبة دعم بلجيكا بهذا الخصوص. كما شددت على الموقف الأوروبي والدولي المطلوب في المرحلة الحالية والمرحلة المقبلة في ظل التصاعد الكبير لظواهر التطرف والتحريض والإرهاب في المنطقة.

كما أطلعت السفير جادو نظرائها البلجيكيين على آخر مستجدات الوضع الداخلي الفلسطيني والجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية لإصلاح البيت الفلسطيني وتوحيد الصف، إضافة لآخر التحضيرات لانتخابات المجالس المحلية المزمع عقدها في الثالث عشر من شهر أيار القادم.

وعلى الصعيد الثنائي، شكرت السفير جادو الحكومة البلجيكية على الدعم المقدم للدولة الفلسطينية مشددة على أهمية دعم مؤسسات الأونروا والمشاريع في منطقة "ج". كما دعت الحكومة البلجيكية للاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

من جانبها رحبت فان كالستر بالوفد الفلسطيني، وأعربت عن دعم حكومتها لحل الدولتين وللمفاوضات السلمية، مشددة على موقف الحكومة البلجيكية الرافض للاستيطان والذي يعد مخالفا للقانون الدولي. كما أكدت عدم نية نقل السفارة البلجيكية إلى القدس مهما حصل.

كما أكدت كالستر استمرار الدعم البلجيكي المقدم لفلسطين سياسيا وماديا من خلال إدراج فلسطين ضمن الدول صاحبة الأولية في مجال التعاون الثنائي.

كما انتهزت فان كالستر فرصة انعقاد هذه المشاورات السياسية للمرة الأولى للإعلان عن تقديم امتيازات جديدة تتعلق بالوضع القانوني والتمثيلي لفلسطين لدى بلجيكا، حيث سيتم وللمرة الأولى في تاريخ العلاقة الثنائية تقديم السفير الفلسطيني الجديد أوراق اعتماده لملك بلجيكا.

هذا وعقدت السفير جادو مساء اليوم الاثنين جلسة عصف فكري في مقر السفارة الفلسطينية في بروكسل حضرها عدد من البرلمانيين والإعلاميين والسفراء، اطلعت فيها الحضور على الحراك السياسي الفلسطيني إضافة للوضع القائم على الأرض على هامش جلسة المشاورات السياسية الثنائية في بروكسل، كما وضعتهم في صورة اخر التطورات بما يتعلق بملف المصالحة والانتخابات المحلية المزمعة اجراءاها في 13 أيار 2017.

حضر الاجتماعات كل من: المستشار حسان بلعاوي مسؤول العلاقات الثنائية في سفارة فلسطين لدى بلجيكا، والمستشار إيهاب الطري مدير دائرة أوروبا الغربية في وزارة الخارجية، وسكرتير ثالث رزان اللفتاوي مسؤول الملف الثنائي، ومن الجانب البلجيكي كل من: جوهان فيركامان مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ووليام اسلبون مسؤول الملف الثنائي.