بدعوة من حركة "فتح" في الشمال والمنتدى القومي العربي، أقيم احتفال جماهيري احياءً لذكرى يوم الأرض في مقر المنتدى في طرابلس. تقدم الحضور أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في الشمال أبو جهاد فياض، ومؤسس المنتدى القومي العربي معن بشور، ومنسق المنتدى في الشمال فيصل درنيقة، وممثلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وأحزاب وقوى لبنانية، وفعاليات من مخيمات الشمال ومدينة طرابلس .

كلمة المنتدى القومي العربي ألقاها مؤسسه معن بشور جاء فيها: " لقد احتفلنا بيوم الأرض في المغرب وهناك شعرنا مدى أهمية الأرض الفلسطينية لدى الشعب المغربي وأهمية أحياء ذكرى استشهاد المطران كبودجي والتنويه بمطران القدس المناضل الحالي عطا الله حنا".

حين انطلقت شرارة يوم الأرض في فلسطين، ويوم سقط الشهيد الأول خير ياسين أقمنا احتفالاً بوجود القادة الشهداء ياسر عرفات وصلاح خلف وكمال جنبلاط وجورج حاوي في الاونيسكو، واعتبرنا هذا الحراك الشعبي في أراضي ٤٨ بأنه شعلة الحراك العربي.

وأضاف: "كثيرون منا اعتبر بأنَّ هذا اليوم صار مثال لكل عربي "يوم أرض"، للعراقي الذي شرد من أرضه بات له يوم أرض وكذلك الأمر للسوري والليبي وكأنه صار مكتوب علينا أن نصبح أمة مشردة عن أوطانها لذلك أصبحت لنا قيمة للأرض".

وتابع في يوم الأرض أثبت شعب فلسطين بأنها موحدة بين وطن وشتات فهذا الحراك في ٤٨  أكد أن الفلسطينيون حريصون  على كل شبر من أرضهم، رغم أن هناك مخططات تهدف إلى تصفية القضية ولكن هيهات أن تصفى قضية يقدم أبناؤها أنفسهم شهداء من أجل أرضهم.

اعتقد أنَّ هذه المشاريع سوف ترتد على أصحابها، والكيان الصهيوني يهتز يومياً، وأنه مهدد على كل الجبهات، وهناك شعور عند كل صهيوني بأنه مهدد، وهناك هجرة معاكسة للصهاينة وعدد كبير منهم قد غادر فعلاً أرض فلسطين.

إنَّ هذا العدو قد خسر الكثير من التأييد الدولي ويلاحظ ذلك من خلال الاعتراف بالدولة فلسطينية والمظاهرات في العواصم ضد الاحتلال وهذا دليل على التأييد الدولي للشعب الفلسطيني.

 كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرها في الشمال أبو جهاد فياض جاء فيها: "منذ وعد بلفور المشؤوم عام 1917 وشعبنا الفلسطيني يدفع ثمن قرار العار التي اتخذته  بريطانيا وأعطت أرض فلسطين وطناً قومياً لليهود الصهاينة، وهذا ما رفضه شعبنا الفلسطيني فكانت الثورات ضد الانتداب وعصابات المستوطنين، ففي العام 1929 كانت ثورة البراق، ثمَّ ثورة 1935 بقيادة الشيخ عز الدين القسام التي امتدت إلى العام 1936 حيث الاضراب الأطول الذي امتد لستة أشهر، ثمَّ ثورة 1943 التي استمرت لسنوات إلى العام 1948 حيث هجر شعبنا من أرضه واستمرت المقاومة والانتفاضات فكانت انطلاقة الثورة الفلسطينية  في العام 1965 بالكفاح المسلح ضد المحتلين الصهاينة.

وأضاف: "إنَّ شعبنا انتفض للدفاع عن أرضه التي أراد الاحتلال الصهيوني مصادرتها واقتلاعهم منها بحجة "تطوير الجليل" والذي كان في جوهره الحقيقي  هو "تهويد الجليل" للإقامة مستوطنات توسعية. وعلى أثر هذا المخطط العنصري تمَّ إعلان الإضراب العام الشامل في 30 آذار احتجاجاً على سياسية مصادرة الأراضي وكان الرد الصهيوني باستخدام الرصاص الحي ضد أبناء شعبنا العزل في القرى والبلدات فسقط ستة شهداء رووا أرضنا الطيبة بدمائهم الزكية".

اليوم يتكرر المشهد من خلال مصادرة الأراضي في الضفة الغربية، وكما قام الاحتلال الصهيويني بهدم 31 منزلاً في مدينة القدس لتوسيع الاستيطان في كل الأراضي الفلسطينية بقصد ضرب المشروع الوطني الفلسطيني والغاء حل الدولتين حسب قرارات  الشرعية الدولية.

وأشار إلى أنه في ظل ما يجري في الوطن العربي من مؤامرات تستهدف إضعاف الدول العربية وتفكيك جيوشها وإشغالها بحروب داخلية المستفيد منها دولة الاحتلال الصهيوني والخاسر الأكبر فيها فلسطين وشعبها لذلك يجب علينا تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام البغيض من أجل مواجهة المشروع الصهيوني وإنهاء الاحتلال للأرض الفلسطينية وإقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى ديارهم تنفيذاً للقرار الدولي 194.

يتزامن لقاءنا بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني لذلك لا بد من الاشارة إلى أنَّ أطفال فلسطين الذين لم يعيشوا طفولتهم كباقي أطفال العالم وذلك بسبب ممارسات الاحتلال الصهيوني الذي قتل 2000 واعتقل ما يزيد عن 1600 طفل منذ العام 2000 وهذا يدل على غياب الحماية الدولية لأطفالنا مطالبين مؤسسات حقوق الانسان حماية الطفولة الفلسطينية والعمل على إطلاق سراحهم، فالتحية والحرية للأسرى الأطفال في سجون الاحتلال.

وحيا الأسرى الأبطال جنرالات الصبر والصمود في زنازين الاحتلال الصهيوني وفي مقدمتهم الطفل محمد مناصرة ومروان البرغوثي وأحمد سعدات.

وختم مؤكداً تمسكنا بأرض الآباء والأجداد الذين رووا الأرض بدمائهم الزكية متجذرين فيها حتى دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.

ثمَّ كان هناك عدد من المداخلات، ووصلة فنية للشاب الكشفي محمد رنو لاقت استحسان واعجاب الحضور.