ناصر شحادي

بمناسبة الذكرى الحادية والأربعين ليوم الأرض، وإحياء لذكرى معركة الكرامة ولعروس فلسطين الشهيدة دلال المغربي، أقامت حركة "فتح" مهرجاناً سياسياً في مخيم الرشيدية اليوم الجمعة 2017/3/31 إحياء لهذه المناسبة، بحضور عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة، وعضوي قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان حسين فياض وزهرة المحمد، وأمين سر فصائل "م.ت.ف" قائد حركة "فتح" في صور توفيق أبو عبدالله، وعضو المجلس المركزي لحزب الله فضيلة الشيخ خضر نور الدين، وقيادة وكوادر حركة "فتح"، وقادة فصائل "م.ت.ف"، ومسؤول جمعية التواصل اللبناني الفلسطيني عبد فقيه، والقوى والأحزاب والفعاليات والشخصيات الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية، وحشد من جماهير شعبنا .

بدأ الاحتفال بتلاوة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء وبعدها عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثمَّ كانت مقدمة لمسؤول اعلام حركة "فتح" في صور محمد بقاعي حيث وجه في ذكرى يوم الأرض والشهيدة دلال المغربي التحية لأهلنا في فلسطين المحتلة عام 1948 والضفة وقطاع غزة وشعبنا الفلسطيني المتمسك بالمقاومة بكافة أشكالها من أجل الحرية والاستقلال، وأكّد أننا سائرون على درب الشهداء وفي مقدمتهم رمز فلسطين الشهيد ياسر عرفات وخلف قيادة حامل الأمانة أيوب هذا الزمان سيادة الرئيس محمود عباس.

وبعدها كانت كلمة حزب الله ألقاها فضيلة الشيخ خضر نور الدين حيث أكد أنَّ القضية الفلسطينية هي قضية استراتيجية بحجم الأمة .الكيان الصهيوني يستهدف كل الأمة العربية والاسلامية وليس فلسطين والشعب الفلسطيني فحسب فما يحدث في منطقتنا العربية هو من تداعيات احتلال فلسطين ولذلك لا يوجد خيار أمام الشعب الفلسطيني إلا الوحدة بين جميع فصائل الثورة الفلسطينية والوطنية والاسلامية لمواجهة الاحتلال الصهيوني الذي لا يفهم إلا لغة المقاومة والانتفاضة وهذا ما كان يعتمد عليه الشهيد ياسر عرفات فأقدم الصهاينة على اغتياله وارتقى شهيداً على أرض فلسطين .

ومن ثمَّ كانت كلمة حركة "فتح" ألقاها الحاج رفعت شناعة حيث أكد أننا من الجنوب المقاوم الذي خاض أروع ملاحم التصدي والصمود ضد العدو الصهيوني نخاطب أهلنا في فلسطين عموماً ومنطقة الجليل بكل فخر وإعتزاز، إنَّ مسيرة الثورة الفلسطينية انطلقت العام 1965 فكانت خطوات مدروسة وتخطيط مبرمج سياسياً وعسكرياً وثقافياً.

جاءت حركة "فتح" ومعها فصائل الثورة الفلسطينية تقول كلمتها بعد هزيمة حزيران العام 1967 فكانت الانطلاقة الثانية لحركة "فتح" العام 1968 حيث أثبت الشعب الفلسطيني أنه شعب الانتصارات، وستبقى فلسطين هي البوصلة، وإذا ما أضعنا البوصلة تضيع الأمة العربية والاسلامية. فكانت معركة الكرامة حيث تفاجأ العدو الصهيوني بالقيادة الفلسطينية وعلى رأسها الشهيد ياسر عرفات بالحنكة العسكرية والسياسية والإيمان المطلق أنَّ هذه الثورة يجب أن تستمر وتنتصر، وأكدت حركة "فتح" بعد هزيمة العام 1967 لن نقبل هزيمة جديدة حيث تمكنت قوات الثورة الفلسطينية من الصمود الأسطوري  في مواجهة أرتال العدو الصهيوني وانتصرت الثورة الفلسطينية في معركة الكرامة، وأُجبر موشي ديان لطلب وقف إطلاق النار من مندوب الأمم المتحدة, فالمعركة لم تكن سهلة حيث كانت معنويات الأمة العربية وقتها في الحضيض وفي العام 1978 تمكنت الشهيدة دلال المغربي ورفاقها من الوصول إلى قلب الكيان الصهيوني الغاضب, فكانت معركة قاسية أدرك العالم كله قدرة الشعب والقيادة الفلسطينية كيف يختارون الوسلية لمواجهة العدو الصهيوني.

 يوم الأرض كان بعد أن دمر العدو الصهيوني 531 قرية فلسطينية ومصادرة ما يزيد على 39 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية والهدف تهويد الأرض الفلسطينية في منطقة الجليل تحديداً فاجتمع رؤساء المجالس المحلية البلديات في الناصرة وقرروا أن الاجراءات الصهيونية لا يمكن وقفها إلا بتحرك عربي واسع يمنع الصهاينة من تنفيذ مخططاتهم، وكان الاجتماع الذي تقرر فيه يوم الأرض, وانتفض أهلنا في فلسطين ضد الاحتلال الصهيوني وكانت أبرز الاشتباكات في الجليل حيث ارتقى 6 شهداء .

وفي العام 1982 حوصرت القيادة الفلسطينية في بيروت فكان الصمود الأسطوري ورفض إضافة هزيمة إلى الأمة العربية حيث كان الصمود جنباً إلى جنب مع الأخوة في لبنان واستمرت المعركة ثلاثة شهور, ولم تتحرك أي دولة عربية لنصرة الثورة الفلسطينية أو لبنان، وبعد طلب القوى الوطنية اللبنانية من الشهيد ياسر عرفات القبول بمغادرة بيروت لأن بيروت لم تعد تحتمل القصف والتدمير فخرجت قوات الثورة الفلسطينية من بيروت تحمل علم فلسطين بيد والبندقية باليد الأخرى .

القمة العربية عقدت ونأمل خيراً, وقد كانت جهودٌ جبارة لسيادة الرئيس محمود عباس من أجل تأمين الدعم والمساندة لشعبنا في مقاومته من أجل الحرية والاستقلال، وقد كان الرئيس محمود عباس واضحاً نحن شعب فلسطيني نريد منكم وقف عملية التطبيع وإبقاء المبادرة العربية على حالها، لأنه وللأسف البعض بدأ يطبع مع العدو الصهيوني، وهذه الأمور خطيرة على القضية الفلسطينية، ومن غير المقبول أن توضع ايران مع الأعداء، فالعدو الوحيد للأمة العربية والإسلامية هو العدو الصهيوني.

"م.ت.ف" الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني، وهذا أمر مزعج للعدو الصهيوني ولذلك يعمل الكيان الصهيوني على تصفيتها ولكننا نؤكد أن "م.ت.ف" هي العنوان وسنبقى نعمل من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام, والعرب معنيون ويتوجب عليهم مساندتنا ودعمنا في معركتنا ضد الاحتلال فالمعركة اليوم هي معركة الأرض، لأنَّ المشروع الصهيوني المرسوم مستقبلاً أن تكون الضفة الغربية جزءأً من الكيان الإسرائيلي، أما دولة فلسطين فتقام بعيداً عن جغرافيا الضفة الفلسطينية.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والحرية لأسرنا البواسل والنصر لفلسطين."