بمناسبة مرور ثلاثة أيام على استشهاد العميد أبو أحمد نايف عثمان، أقامت حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية مهرجاناً حاشداً في قاعة المسبح خلف مخيم الجليل بعلبك، حضره شخصيات نيابية وسياسية ودينية واجتماعية، ومدراء، وقيادات المناطق التنظيمية، والمؤسسات العاملة الفلسطينية واللبنانية، وكان في استقبال الوفود عائلة الشهيد، وأمين سر منطقة البقاع محمود سعيد، وأعضاء المنطقة، وأمناء سر وأعضاء الشعب التنظيمية، والمكتب الكشفي الحركي.
بدايةً تمَّ عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثمَّ قراءة الفاتحة لأرواح الشهداء. وألقى مفتي بعلبك الهرمل فضيلة الشيخ بكر الرفاعي كلمة جاء فيها: "اطمأن إلى حركة "فتح" وإلى راحة الموت من الجيل المؤسس للمقاومة والنهضة والنخب الفلسطينية التي لا يحصى عددها وشكلوا مدداً للبنان والوطن العربي من أجل أن تبقى القدس حرة، ودحر المحتل وحفظ حقوق اللاجئين بالعودة، رجالات المقاومة نماذج للمثقف وبطولة ترتقي سلم الشهادة، وسلاحها هو من يحرر فلسطين من بحرها إلى نهرها، ولأننا في مواجهة العدو فلا بد من توحيد الصفوف، وإنَّ الراحل الغالي أبو أحمد كان عامل جمع ما بين المخيم وأهله.
كلمة فصائل المقاومة الفلسطينية ألقاها وليد عيسى جاء فيها: "أن تقف على منبر الشهادة والشهداء فإنك تقف على منبر أسمى البشر".
الشهيد نايف عثمان هو من جعل من عظامه جسراً ليعبر الآخرون إلى الحرية، وهو الشمس التي تشرق إن حل ظلام الحرية والاضطهاد، هكذا كان الشهيد يتحمل على حساب صحته وعائلته من أجل "فتح"، وكذلك من أجل مخيمه والجوار، وكان صاحب الموقف الذي يقول لن نسمح للخلافات أن تدخل لمخيمنا وفصائلنا، وكان ضابط أمن وصمام أمان للمخيم، لقد ودعنا جسدك الطاهر بالأمس ولكن روحك وطيفك بيننا في ذاكرتنا.
كلمة أصدقاء الشهيد ألقاها أبو يوسف فؤاد شحادة جاء فيها: "في عتمة ليل جاءت حركة "فتح" في أواخر الستينات إلى هذا المخيم وتسابق الجميع عليها، هي المنارة وهي الطريق إلى فلسطين، وانتظم الجميع فيها كل في صفته ومكانه، من الأوائل كان نايف عثمان عضواً فاعلاً وقائداً عسكرياً، ليس هذا فحسب كان الشهيد طلال عثمان شقيقه سبقه إلى الشهادة وكانت هذه أمنيته، الشهيد أبو أحمد وفتح صنوان لا يفترقان رغم صعوبة الأيام، أن تكون فتحاوياً يعني السجن والقتل والنفي والمرض لماذا لأن "فتح" حارسة الحلم الفلسطيني، أبو أحمد هو ومجموعة كبيرة من المناضلين يعرفها الجميع والأسماء لامعة في عليائنا ونهج الفتح النضالي".
كلمة حفيدة الشهيد كندة محمد نايف عثمان جاء فيها: "بالأمس القريب ودعنا فارساً وقائداً كبيراً ومناضلاً ترجل عن صهوة جواده، كان دائماً شغله الشاغل قضيته الأم فلسطين والفتح فتح الشهيد ياسر عرفات، انتقل للدار الآخرة هكذا قدر جدي الذي نسأل الله أن يغفر له ويرحمه وأن يسكنه جنان الفردوس الأعلى، والله إنا نفتقدك كثيراً يا جدي، ونحن لأجمل أيام عمرنا التي قضيناها معاً، رحلت وما تركت سوى دموعاً بالملايين تبكي على ذكراك، ستبقى روحك ترفرف في كل زاوية في البيت في كل مكان ولن ننساك".
كلمة رئيس رابطة علماء فلسطين فضيلة الشيخ بسام كايد جاء فيها: "الأخ أبو أحمد ضابط أمن لحل كل المشاكل وبسرعة هذا مخيمنا وهكذا سنبقى ويبقى شعب فلسطين، واشهد الله أننا عرفناه بمواقفه برفع الراية ودفع ثمناً باهظاً ولم يتراجع، كان كبيراً بمواقفه مع إخوانه وأتشرف أن أكون من آل عثمان ولن تسقط الراية لأن الهدف واحد طال الزمان أم قصر ستعود فلسطين وسنعود رغم المؤامرات لأنَّ الطلقة الأولى أسست وبنت أجيالاً صلبة لا تلين حتى احقاق الحق مهما بلغت التضحيات.
كلمة حركة "أمل" ألقاها مسؤول منطقة البقاع وعضو قيادة لبنان الحاج مصطفى الفوعاني جاء فيها: "باسم قيادة حركة "أمل" نتقدم بأحر التعازي لعائلة الشهيد نايف عثمان ولحركة "فتح" بعد استماعي لكل حرف وكلمة بحق الفقيد من الأخوة المتكلمين، فنحن نتبنى هذا الكلام، وإلى الأم "أم نايف" التي أرضعت وليدها حب فلسطين، وودعت وليديها بنعش على درب فلسطين، عدونا لا يميز بين "فتح" و"حماس" وبين كل الفصائل إنما التميز بالوحدة الوطنية ووحدة المصير والدم لأنها تصل إلى كل قلب فلسطيني، ونذكر بقول الامام موسى الصدر اسرائيل شر مطلق قاتلوها بأسنانكم وأظافركم، وما تأكيد دولة الرئيس نبيه بري في مؤتمر طهران بدعوة كافة الفصائل الفلسطينية لشعار لا خلاف واختلاف طالما الوجهة فلسطين لأن نصركم نصر لنا ووحدتكم فخر لنا وهذا النزيف الذي يجري في الوطن العربي لا يستفيد منه إلا اسرائيل.ومن منبر فلسطين والشهادة تحية لكل الشهداء.
كلمة آل الشهيد ألقاها أبو جهاد خالد عثمان جاء فيها: "مرحباً بالحضور الكريم وبممثل معالي سفير دولة فلسطين الدكتور رمزي منصور، ووفد السفارة ممثلاً بالأخ خالد عبادي والأخوة قيادة الساحة والمناطق التنظيمية والفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية، وكل القيادات للقوى والأحزاب اللبنانية والفلسطينية، بالأمس ترجل فارس عشق فلسطين منذ نعومة اظفاره، عشق ديمومة فتح وعاصفتها، التحق باكراً في ركب النضال، عاش المأساة ودافع بعزم وصلابة عن قضيته فلسطين، وكانت نظراته إلى القدس الشريف مردداً كلام القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات سيرفع شبل من أشبال فلسطين وزهرة من زهرات فلسطين علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائس القدس يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون، لقد اتخذ درب أخيه الشهيد طلال قدوه وواصل المسيرة، ماذا أقول فيك يا والدي ومعلمي يا من كنت رجلاً يوم عز الرجال، يا من كنت مدافعاً صلباً عن فلسطين ومبادئ فتح .
كلمة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" ألقاها اللواء أبو أحمد زيداني جاء فيها: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً صدق الله العظيم. سعادة سفيرة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور مثلاً بسعادة القنصل رمزي منصور، سادتي العلماء الأفاضل، رفاق درب النبيه الذي نقول له ومن منبر الشهداء ومنبر الرجال عظم الله أجركم يا دولة الرئيس بفقد عزائكم وصهركم المرحوم عماد فضل الله.
الأخوة والرفاق في الأحزاب والقوى الساسية الوطنية والاسلامية اللبنانية، الأخوة والرفاق فصائل منظمة التحرير وقوى التحالف والقوى الاسلامية الفلسطينية، رفاق درب الشهيد (نايف عثمان) ميامين الحركة العظيمة حركة فتح الرائدة، قيادة الاقليم وقيادة المناطق والشعب التنظيمية والأمن الوطني، الأهل كل الأهل وكل الشخصيات الاعتبارية، السلام عليكم، السلام على الأنبل منا جميعاً هم الشهداء، الشهداء الذين قدموا أرواحهم عربون الوفاء لأعدل القضايا (فلسطين)، وسطروا بحبر دمهم أروع ملاحم البطولة، ليس إلا لأنَّ الله قد أعز هذا الشعب بالوقوف بهذا الخندق المتقدم دفاعاً عن مسرى رسولنا الأكرم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وعن مهد ابن البتول عيسى عليه، هو خندق الأحرار والأخيار في هذا الكون، من أجله نحيا ومن أجله نموت، لأنه المزين بدم الكبار الكبار الذين تناولوا على حمل الراية، بعد أن قارعوا كل مستحيلات هذا العصر، فكان آخرهم الشهيد القائد نايف عثمان هذا الفارس الذي ترجل عن صهوة جواده مودعاً أهله وربعه وشعبه بابتسامة الواثق المطمئن، هو الفارس الذي داست قدماه كل الصعب وكل الدروب الوعرة، هو الذي ما وهنت عزائمه في الشدائد، هو ابن مدرسة الرجال مدرسة ياسر عرفات، إن تسألوني من يكون، هو طلقة الأحرار التي انطلقت بلا إستئذان، فأضاءت عتم كانون، هو طلقة الأحرار والأخيار والثوار على الحانها رقص السنون، هذا هو الحاج نايف القائد الفتحاوي، هو ابن تاريخ مجيد أولى سطوره عيلبون الذي كان له شرف البناء والعطاء بلا حدود وشرف التقدم في كل الميادين الفتحاوية واللبنانية والعربية بإمتياز، كما كان السباق لتسيج أفضل العلاقات مع محيطه اللبناني، هذا المحيط هو الحضن الدافئ الذي ندان له، لأنه قدم خيرة أبناءه شهداء على مذبح الحرية والاستقلال لشعب فلسطين، من منبر الوفاء في يوم الوفاء نقول لكم يا أهل لبنان الجميل والعظيم، يا أحبة فلسطين وعشاق قدسها أمنكم وأمانكم واستقراركم ومقاومتكم الباسلة التي مرغت أنوف الاحتلال وقادة الاحتلال، وجيشكم الذي يمثل عنوان التوحد للكل الوطني، خطوط حمر المساس بها مساس بثوابتنا وكرامتنا، هكذا نحن في فتح وسنبقى ننهل من ثقافة رمزنا الخالد أبو عمار نحفظه ونصون وصاياه في الوحدة الوطنية وحرمة الدماء، وهي التي اعتبرها السيد الرئيس أمانات واجبة التطبيق هو أو مازن الذي يتخندق خندق الحق الفلسطيني الغير منقوص، أولوية أولوياته الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام، هي الطريق الأقصر لأنجاز الحلم واقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس وحق العودة المظفرة، وهو الممسك على جمر النار وجمر القرار لأن هذا القرار مزين ومسيج بدم الوزير الخليل أبو جهاد وأبو اياد والكمالين وياسر عرفات ومعه عمالقة الزمن وصناع مجد الأمة، هكذا نحن وسنبقى أوفياء لأمانة الشهداء، واوفياء لإبتسامة القائد نايف عثمان المرسومة على جدار البقاع وعلى جدار ذاكرتنا، أبا أحمد ننحني لك ولكل الهامات الشامخة من الشهداء .
عزاءنا فيك أيها الحبيب خلفاً صالحاً، رجالاً عاهدوك على السير دوماً على خطاك، ينهلون من معين وعيك وصبر وصمودك. سنراك دوماً في عيون من أورثتهم حب فتح، محمد ومحمود وطلال وعمر وفي عيون أبو جهاد وأبو نايف وأبو بلال وأبو محمد وأبو محمود وأبو علاء.
الوعد لك أبا أاحمد أن نبقى الأوفياء لدمك الزكي والطاهر، ولدماء اللذين تشرفت فتح وإخوانها من الفصائل في ميادين العز والكرامة. والوعد لك حراً ومناضلاً أن نبقى الأوفياء لقسم الانتماء بكل مفرداته، وأن نحفظ ونصون أمانة كبير قومنا أبو عمار الذي قال لنا تركت لكم فتح فاحفظوها.
ننحني لعزة نفسك أبا أحمد وأنت تجاور اليوم (طلال) ومعه كل عمالقة الزمان، سلاماً لوالدة نايف وطلال، سلاماً اختاه أم أحمد. المجد والخلود للشهداء والحرية للأسرى والشفاء للجرحى.
هذا وقد تمَّ عرض فيلم فيديو عن حياة الراحل الشهيد بعنوان مسيرة ومسير، وقد تمَّ قراءة كلمات رثاء بحق الشهيد بقلم اللواء سلطان أبو العينين وأيضاً برقيات عزاء من الأخوة طلال عواضة ورئيس اتحاد العشائر العربية الاستاذ جمال زعيت.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها