احياءً للذكرى الـ 52 لانطلاقة الثورة الفلسطينية وميلاد حركة "فتح"، اقيم مهرجان جماهيري كبير في قاعة مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيم البداوي، وذلك يوم الجمعة 6/1/2017.
تقدم الحضور عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة، وأعضاء الاقليم عاطف عبد العال، وأم ساري، وممثلي الفصائل الفلسطينية، والقوى والأحزاب الوطنية والاسلامية اللبنانية، ومشايخ ومخاتير وفعاليات وجماهير من مخيمات الشمال ومدينة طرابلس والمنية.
قدم الحفل أمين سر المكتب الحركي الطلابي في الشمال محمد أبو عادل، ثمَّ كانت تلاوة عطرة من القرآن الكريم لفضيلة الشيخ أبو عثمان.
بدايةً كانت كلمة رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني سابقاً والمستشار السياسي للرئيس نجيب ميقاتي ألقاها الدكتور خلدون الشريف الذي اعتبر بأن مجلس الأمن قد تأخر بتبني قرار قضية فلسطين الذي كنا نحلم أن يتبناها منذ أمد بعيد، هذه القضية التي ما زالت منذ أمد بعيد على جمر وستبقى على جمر أصعب في ظل المتغيرات التي تحصل في جغرافيا وتاريخ منطقتنا العربية التي تتصارع على صياغة حدودها الجديدة مع الدول لإعادة انتاج منطقة جديدة تخدم مشاريع وتطلعات القوى العظمى في العالم.
وأضاف: "إنَّ فلسطين بقيت وحدها تجابه هذه المشاريع الدولية والصهيونية رغم كل السكاكين التي رفعت من داخل البيت أو الجيران أو الصهاينة ومن يدعمهم، الا أنَّ فلسطين بقيت وجذوة ثورتها لا زالت مشتعلة بفضل وفعل مناضلون أسس لمدرستهم الشهيد الرمز ياسر عرفات واستطاعوا أن يأسسوا لدولة قادرة على الاستمرار والنمو والنهوض، لذلك الكل يخشى من فلسطين داخل فلسطين والكل يخشى من فلسطين من خارج فلسطين، بالمقابل استطاع الفلسطيني أن يثبت بأنه قادر على اثبات ذاته والحفاظ على وحدته وكرامته والزود عن كرامة المقدسات التي تعتبر كرامة كل انسان مسلم ووطني يدافع عن القضية الفلسطينية".
إنَّ السنوات القادمة سوف تكون صعبة لذلك المطلوب الترفع عن الجراح والصغائر وأن تبقى القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية، وعلينا جميعاً أن نواجه العدو الصهيوني الذي اخترق صفوفنا وهو يتحكم بنا عبر افتعال الاشكاليات والحروب الطائفية والمذهبية التي تدمر مقدرات الأمة. وختم بأن فلسطين وقضيتها هي قضية كل انسان وطني شريف.
ثمَّ كانت كلمة المنتدى القومي العربي ألقاها المحامي هاني سليمان الذي حيا شعب فلسطين وفصائل فلسطين في الوطن والشتات بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية انطلاقة المارد الفتحاوي، حيث طالب أبناء الفصائل الفلسطينية بضرورة الوحدة الوطنية ونبذ الانقسام خاصة في هذه الظروف الحساسة والصعبة.
وأشار إلى أن مدينة طرابلس كانت ولا زالت تقف إلى جانب شعب فلسطين مقدمة الشهداء منذ أوائل السبعينيات ولغاية اليوم. ثمَّ تطرق إلى الحياة النضالية للراحل الكبير مطران مدينة القدس هيلاريون كابوجي الذي وافته المنية منذ أيام قليلة وهو الذي قاد سفن فك الحصار عن مدينة غزة واعتقل ونفي إلى روما.
بعد ذلك كانت كلمة لحركة التوحيد الاسلامي ألقاها أميرها الشيخ بلال شعبان الذي أشار إلى أنَّ المخيم هو المكان الذي تعلمنا فيه الرماية ومنه انطلقنا نحو الحدود الفلسطيينية في جنوب لبنان نرصد ونراقب آليات العدو وزوارقه الحربية، من هناك بدأت حكاية حبنا لفلسطين وتأصلت وتلك اللحظات لم تمحى من الذكرة لأنها كانت عناوين العز والكرمة، يوم انطلقت حركة "فتح" في 1/1/1965 كان العنوان بأنَّ ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ونحنا لا زلنا نؤمن بأن منهج حركة "فتح" الذي أسس على المقاومة يجب أن يستمر بعيداً عن الالتفات إلى القاونين الدولية التي لم تفضي إلى شيء.
داعياً كل الفصائل إلى الوحدة على الله والتآخي في مواجهة العدو الصهيوني المغتصب للأرض الفلسطينية التي يجب أن يجتمع عليها المسلمون والمسيحيون وأحرار العالم لأنها مسرى محمد ومهد عيسى.
واعتبر بأن سايس بيكو ووعد بلفور هما توأمان لزرع الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، وبأنَّ كل الحروب في الوطني العربي هي صنيعة دسائس اليهود لتشتيت وتفتيت مقدرات هذه الأمة وحرف بوصلتها عن قبلة الجهاد في فلسطين.
كلمة حركة "فتح" ألقاها عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة الذي قال بأن شعبنا لا زال يمسك بزمام المبادرة وأنه في مثل هذه الأيام في العام 1959 كانت القيادة الأولى من أبناء حركة "فتح" قد أعدت التحضير الكامل للنظام الداخلي والهيكلية والبناء الوطني في النظام الداخلي للحركة، وفي هذا العام كانت ولادة حركة "فتح" التنظيمية حيث كان على رأس هذه الثلة الشهيد الرمز ياسر عرفات والشهيد أبو جهاد ولحق بهم الكثيرون، بعد هذا التاريخ استطاع هؤلاء ومن خلال تربيتهم العميقة ومن خلال المخاض الصعب السياسي الوطني ومن خلال تجربة الأحزاب أن يؤسسوا لحركة ذات بعد قومي امتلكت في مضمونها وأعماقها القدرة على الاستمرار في التأثير والقرار والعمل الفلسطيني بعيداً عن النظريات الحزبية، قائلة للشعب الفلسطيني أن أمامكم عدو واحد هو الصهيوني المغتصب للأرض وأن شعب فلسطين واحد وأن قضيته واحدة.
وأضاف: "منذ البداية رفضت حركة "فتح" الدخول في صراعات حزبية ورفضت الخلافات التي تقوم على أساس طائفي هكذا نفكر دائماً ونوجه البوصلة باتجاه فلسطين ولا نقبل على أنفسنا في هذه الحركة الدخول بحرب هنا وصراعات هناك لأن حربنا فقط مع العدو، وذلك ايماناً منا بأنَّ أرض فلسطين هي ملك لشعبها ولأبناء أمتنا العربية، لذلك بقيت حركة "فتح" فلسطينية الوجه ولكن ذات ابعاد قومية عربية وهي تؤمن تماماً أنَّ الشعب الفلسطيني لا يستطيع أن يكسب بمفرده معركة تحرير فلسطين إلا من خلال التضامن مع الأمة العربية يستطيع مواجهة العدو الصهيوني لأنه عدو لكل الأمة".
واعتبر أنَّ الخطر على أرض فلسطين هو خطر على الجميع لأنَّ العدو الصهيوني الذي زرع على أرضنا اقتلع الشعب الفلسطيني باحلال عصابات اجرامية استباحت الأرض وسكنت في مستوطنات من أجل تصفية قضيتنا، وتهدف إلى تفتيت وتفكيك الأمة العربية هذا ما يجري حالياً بأصابع صهيونية أثارت النزاعات والصراعات في كل بلد عربي.
نحن في حركة "فتح" قلنا لكل الأطراف المتصارعة في الوطني العربي ندعوكم أن تحلو مشاكلكم سياسياً وليس عسكرياً لأنَّ هذا العدو ينتظر أن يقطف ثمار هذه الصاراعات وأول هذه الثمار هو قطع رأس الثورة الفلسطينية والقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية، وللعلم فإن الامريكان قالوا للصهاينة لا تزعجونا وحصتكم سوف تصلكم والصهاينة يعتبرون أنفسهم الرابحون لأنَّ الخاسر الأكبر هو الأمة العربية والضحايا الذين يسقطون كان يجب أن يسقطوا على أرض فلسطين ومن أجل تحريرها.
وأكد شناعة بأن العرب الذين التحقوا بالثورة منذ انطلاقتها كانوا يعرفون بأنَّ القيادة الأولى تؤمن بالوحدة والحوار ولا تفكر بالقتال مهما طالت الازمات، وتخجل أن تدخل في قتال فلسطيني فلسطيني وهناك محتل لأرضنا، نحن نؤمن بالوحدة الفلسطينية ونؤمن بأنَّ القرار الفلسطيني يجب أن يبقى فلسطينياً لأننا أدرى بمصلحتنا ولا نقبل بأن يفرض علينا أحد قراراته، لذلك حوربنا وحوصرنا وخاصة في فلسطين ولكننا لم ولن نرفع الراية البيضاء ولن نسلم قرارانا لأحد، تحملنا كل الالم والوجع وعقدنا مؤتمرنا السابع الذي كان مفاجئ للكثيرين لأنَّ التصور عند بعض الدول العربية والاقليمية والغربية التي كانت تراهن على تفكك وذوبان حركة "فتح" ولكن رغم كل المعيقات أصرت كل الأطر الحركية في العالم أن تخوض التحدي وتعقد مؤتمرها لتقول للجميع للقريب والبعيد لاميركا واسرائيل بأننا نحن من اطلقنا الحركة في العام 1975 ثم في العام 1959 تنظيمياً ثم في العام 1965 عسكرياً عبر عمليات نوعية في عيلبون وثائر الأرض الفلسطينية، لن نغير أنفسنا وسنبقى الضامن الوطني والحاضن للمشروع الوطني الفلسطيني، عدونا يعرف جيداً أنَّ قسم ظهر حركة "فتح" هو القضاء المبرم على القضية الفلسطينية، لذلك بذلنا جهدنا وعقد المؤتمر غصب عن الجميع، وهناك قال الرئيس أبو مازن "اليوم تبيض وجوه وتسود وجوه" وفعلاً لقد أبيضت وجوه محبي فلسطين وانتصرنا في مؤتمرنا كي نفتح الطريق أمام المجلس الوطني الفلسطيني الذي تشكلت لجنة من الفصائل للتحضير من أجل عقد مؤتمر ينتخب قيادة جديدة للمنظمة وسوف تلتقي هذه اللجنة بجميع الفصائل في لبنان.
وأضاف شناعة نحن اليوم أمام تحديات وامتحانات صعبة لم نخرج منها إلا بانتصار للوحدة الوطنية الفلسطينية والاتفاق عليها بكل ما يعني ذلك بترتيبات على كل المستويات، نحن متفائلون ورغم أن اخوتنا العرب في أزمة فلا يجوز أن تسقط الراية لأننا نحن في الطليعة وستبقى الراية مرفوعة، علينا أن نتفائل بنصر جديد بعد هزيمة نتنياهو منذ أسبوع حيث استطاعت القيادة أن تقنع الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالتصويت إلى صالح فلسطين بادانة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية في القدس والضفة الغربية واعتبار هذا الاستيطان هو اعتداء على أراضي الدولة الفلسطينية.
وأكد بأنَّ الشعب الفلسطيني بات قوياً في معركته مع العدو وبات يعرف كيف يوجع هذا العدو ويعريه أمام المجتمع الدولي وفي المحافل الدولية، ونحن نهيء أنفسنا في ظل النصر الدولي لنصر فلسطيني داخلي ننتصر فيه على الانقسام وأن نتدارك ما لدينا من قوة وأن نضعها في المكان المناسب.
نحن بحاجة إلى أمتنا العربية ونقول لهم اذا ضاعت فلسطين ضعتم كلكم لأنها مقدسة ومباركة وها نحن لا زلنا نقف على رجلينا والعالم يعترف بنا دولة تحت الاحتلال وكل المؤسسات الدولية تعترف بالحق الفلسطيني.
وأشار إلى أنَّ ترامب الرئيس القادم للولايات المتحدة لا يستطيع أن يلغي القرارات الدولية وبأنه سيواجه لهيباً شعبياً عربياً اذا ما فكر بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وبأنه سيواجه سياسة عربية جديدة مع أمريكا، وعليه أن يتذكر ماذا حصل عندما دخل شارون إلى المسجد الأقصى حين اندلعت انتفاضة شعبية طالت كل الأرض الفلسطينية، وبأنَّ الموضوع لن يتوقف عند حدود فلسطين.
وختم شناعة معزياً الشعب الفلسطيني والأمة العربية برحيل الهامة القومية هيلاريون كبوجي الذي سجن ونفي بسبب نقله السلاح للفدائيين في أوائل السبعينات، ووجه التحية للشهداء والجرحى والأسرى.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها