قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: "نجتمع اليوم لنضيء معا شجرة الميلاد، وتقرع تزامنا مع هذا الحدث أجراس كنائس العالم، لنعلن من هنا من بيت لحم ومن كنيسة المهد، بداية فعاليات عيد الميلاد والتي تحمل هذا العام شعار "الرحمة"، التي تحتاجها الكثير من بقاع العالم، وخاصة فلسطين، التي تمتزج فيها المعاناة بالإصرار على الحياة، والألم بإرادة الاستمرار والثبات على الأرض".
جاء ذلك خلال كلمته في حفل إنارة شجرة الميلاد، اليوم السبت في بيت لحم، بحضور محافظ بيت لحم اللواء جبرين البكري، ووزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، ورئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون، وعدد من الشخصيات الرسمية والشعبية.
وأضاف الحمد الله: "إن رسالة الرحمة التي نطلقها اليوم من على أرض فلسطين وهي تحتضن أعياد الميلاد، هي رسالة لدول العالم والمجتمع الدولي برمته، بأنه آن الأوان لشعبنا أن ينال حريته واستقلاله، وإن على إسرائيل وقف انتهاكاتها بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، فحرية شعبنا وأسرانا قادمة حتما، والدولة ستتجسد قريبا، والاحتلال والجدار والاستيطان إلى زوال، فلا يمكن لأي جبروت أو طغيان أو احتلال مهما طال أمده أن يغير التاريخ أو يطمس الحقيقة أو يدفن هوية شعبنا وحضارته الممتدة عبر الأزمان".
وأوضح: "الاحتلال الإسرائيلي يحرم أطفالنا من التمتع بطفولة سليمة، ويزج بهم في سجونه حيث يقبع حوالي 350 طفلا وقاصرا، أصغرهم الأسير الطفل شادي فراح، وتئن غزة تحت حصار إسرائيلي خانق، يصادر مقومات الحياة منها، ويترك أهلنا فيها فريسة للمرض والفقر والتلوث، وتواجه مدينة القدس المحتلة مخططات الاقتلاع والتهجير، وتتصدى لمحاولات فصلها وتغيير واقعها الجغرافي، يأتي هذا في وقت تتفاقم فيه معاناة حوالي 7 آلاف أسير في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، سيما الأسرى المضربين عن الطعام، أحمد أبو فارة وأنس شديد، وعمار حمور وكفاح حطاب، احتجاجا على سياسة الاعتقال الإداري وغيرها من الممارسات العنصرية اللاإنسانية التي يتعرضون لها".
وتابع: "إن إسرائيل بهذا كله، إنما تضيع المزيد من فرص السلام وتقوض جهود إحياء العملية السياسية، ورغم ذلك، لا يزال شعب فلسطين، بمسلميه ومسيحيه، تواقا للسلام، طالبا الحرية والرحمة والعدالة الإنسانية، متمسكا بإرثه الحضاري في العيش المشترك والتآخي والمحبة".
وأردف الحمد الله: "نيابة عن الرئيس محمود عباس وباسمي، أهنئ أبناء شعبنا من الطوائف المسيحية بمناسبة قرب حلول أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية، وأدعو الله أن يعيدها على شعبنا بالخير والبركة، وأن تسود فيه المزيد من قيم المحبة والسلام والتعايش التي نادى بها السيد المسيح وجسدها في كل مراحل حياته، واسمحوا لي أن أرحب بضيوف فلسطين الذين يحجون إليها من مختلف الدول والعواصم، تأكيدا على تضامنهم ليس فقط مع هذه المدينة ومكانتها الراسخة في التاريخ، بل ومع شعبنا وحضارته الأصيلة التي تحتضنها بيت لحم والقدس وغزة وسائر المدن والبلدات الفلسطينية".
واستطرد رئيس الوزراء: "إن الوفاء لتاريخ فلسطين ولإرثها الغني، ذلك الذي حمله رسول المحبة سيدنا عيسى عليه السلام وكرسناه وجسدناه على مر القرون، إنما يتطلب منا جميعا الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية والالتفاف حول جهود القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس والحكومة، لترسيخ الأمن والأمان، ونبذ العنف والتمييز والكراهية، وتكريس قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، لتكون بلادنا كما نريدها جميعا، وطنا وملاذا للجميع بلا استثناء، موطنا للانفتاح على ثقافات العالم، ورمزا لتعايش البشر والحضارات والاختلافات".
واختتم كلمته بالقول: "أشكر كل الجهود التي تشاركت وتفاعلت لتنظيم هذه الاحتفالات على هذا النحو من المهنية والإبداع والترتيب، وعلى رأسها بلدية بيت لحم والمحافظة والمؤسسة الأمنية، وأجدد التهنئة لأهالي بيت لحم، وكافة المسيحيين، وكل أبناء شعبنا في كل مكان، وكلي أمل أن نحتفل العام القادم بين أسوار القدس العاصمة الأبدية لدولتنا".
وكان رئيس الوزراء اجتمع قبيل بدء فعاليات حفل إنارة شجرة الميلاد ببيت لحم، بمحافظ بيت لحم ومدراء المؤسسة الأمنية في المحافظة، حيث اطلع على آخر التطورات الأمنية، والاستعدادات لتأمين احتفالات أعياد الميلاد المجيدة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها