ناصر شحادي
بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لاستشهاد الرئيس الرمز ياسر عرفات، والذكرى الثامنة والعشرون لاستشهاد الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية القائد طلعت يعقوب، وبدعوة من منظمة التحرير الفلسطينية وجبهة التحرير الفلسطينية، أُقيم في مخيم البرج الشمالي احتفال جماهيري تحت عنوان "الوفاء للشهداء ولفلسطين" بحضور عضو قيادة حركة "فتح" إقليم لبنان أبو أحمد زيداني، وأعضاء قيادة حركة "فتح" في صور أبو محمد قاسم، ومحمد بقاعي، وجلال أبو شهاب، ومسؤول الشأن الفلسطيني بمخيمات صور في حزب الله أبو وائل زلزلي، وعضو قيادة حركة "أمل" عباس عيسى، وقيادة وكوادر حركة "فتح" وقادة فصائل "م.ت.ف"، ومسؤول جمعية التواصل اللبناني الفلسطيني عبد فقيه، والقوى والأحزاب والفعاليات والشخصيات الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية، وحشد من جماهير شعبنا الفلسطيني.
بدأ الاحتفال بعزف النشيدين اللبناني والفلسطيني، ومن ثمَّ كانت كلمة "م.ت.ف" ألقاها أبو أحمد زيداني حيث أكد أنَّ "الخامس عشر من تشرين العام 88 هو يوم اعلان الاستقلال، يوم انبعاثه جديدة للشخصية الفلسطينية في كل الميادين، هو يوم الحصاد لزرع الرجال في كل ساحة من ساحات المواجهة، الرجال الذين آمنوا وأيقنوا بأن النصر آتٍ والاستقلال آتٍ بدولة مستقلة حدود جهاتها الأربع كوفية سمراء آتية".
من على منبر الثوار في جزائر الأحرار وقف سيد الأمناء الثائر أبو عمار معلناً قيام دولة فلسطين بعاصمتها قدس الأقداس، ومعه وقف الشهيدان الفارسان طلعت يعقوب وأبو العباس وتعانقا عناق الوفاء لأزكى الدماء. وأصدروا قرار الوحدة والعودة للجبهة الأم لكن فرحة رفاق الدرب لم تكتمل حيث ودَّع القائد المناضل طلعت يعقوب الكل الوطني المحتشد هناك ويرتقي شهيداً لجوار ربه وليكون شهيد الاستقلال .
لكن إرادة شعب الجبارين التي لا تكسر ولا تلين كان ردَّها الدائم عبثاً تحاولون ووهماً تظنون ما أشبه الأمس باليوم. يا شهيدنا طلعت ويا أبو العباس ويا أبو عمار ويا أبو جهاد السعى دائم ومحاولات السطو قائمة.
لكنهم نسّوا أن القرار المستقل بالنسبة لنا هو عنوان عزتنا وكرامتنا، وليقرأوا معلقة ياسر عرفات المعلقة على جدار زماننا التي كتبها بدمه الزكي ألتقي الطاهر لتشكل ثقافة الأجيال القادمة.
لا أسيراً أو شريداً أو طريد، ولكن شهيداً أو شهيداً أو شهيداً هكذا نحن وسنبقى ليبقى شعبنا عزيزاً كريماً، كما أن كل المؤامرات سوف تتحطم تحت نعال أشبالنا.
التحية لصاحب الكوفية السمراء، كوفية الأحرار والشرفاء والنبلاء، هي كوفية المجد يعلوها عقال عز لتزين هامة الرمز البطل هو ياسر عرفات الذي غادرنا طوعاً وودَّعنا شهيداً شهيداً ومضى مطمئنا. التحية لأحمد الطيبي الذي رفع الآذان من على منبر الكنيسة فارساً من فرسان الوطن، التحية لمسيحية الناصرة الذين سيرفعون الآذان من على أسطح منازلهم، التحية لوطن تقرع فيه الأجراس وترفع فيه التكبيرات بلحظة واحدة.
وأضاف: "الدكتور واصل أبو يوسف وقيادة الجبهة في لبنان وفلسطين مع الكوادر والأعضاء ننحني لشهداء جبهتكم، طلعت القائد والفارس أبو العباس والقائد سعيد اليوسف ومعاً وسوياً نبني ونصون "م.ت.ف" هوية وكيانة الشعب".
مبروك للبنان الخروج من أزمة الرئاسة وانتخاب ميشيل عون رئيساً، راجيين الله عز وجل الوصول إلى تفكيك كل العقد نحو وحدة كاملة تكفل مواجهة كل فيروسات الشر الهادفة للنيل من أمن وأمان البلد.
عاشت "م.ت.ف" ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب وألف تحية إجلال وإكبار للأنبل منا جميعاً الشهداء ولعوائل الشهداء في برج العطاء وإنها لثورة حتى النصر.
وبعدها كانت كلمة حركة "أمل" و"حزب الله" ألقاها عباس عيسى جاء فيها: "إن مخيم برج الشمالي تجول به وبأزقته سماحة الامام المغيب موسى الصدر إمام المقاومتين الفلسطينية واللبنانية إنها شراكة جهادية بين المحرومين في أرضهم والمحرومين من أرضهم".
التحية لجبهة التحرير الفلسطينية ولكل فلسطين التي تشكل عنوان قضيتنا وشرف حركتنا ومسيرتنا في هذا الزمن الذي يجتاحه السواد وتبقى فلسطين النقطة المضيئة في مسيرتنا، وأن غياب العدالة في العالم سببه عدم التعاطي بعدالة بحق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
لقد كانت السلطة الفلسطينية بالنسبة للشهيد ياسر عرفات وسيلة من أجل تحرير فلسطين، فالمجد والخلود للشهداء الأبرار الذين ارتقوا من أجل الحرية والاستقلال، والتحية لروح مفجر الثورة الفلسطينية الشهيد الرئيس ياسر عرفات والشهيد طلعت يعقوب شهيد الاستقلال الفلسطيني.
وبعدها كانت كلمة جبهة التحرير الفلسطينية ألقاها عضو الكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة حيث أكد أنَّ هناك مناسبات كثيرة تجمعنا وهذه المناسبات الأليمة والعظيمة هي نموذج من أجل السير على طريق تحرير الأرض والإنسان. عندما نتحدث عن أبو عمار فهو ليس قائداً وزعيماً فلسطيني فحسب وإنما قائداً وزعيماً أممياً وعربياً، وقد شكلت كوفية الشهيد ياسر عرفات نموذجاً لكل أحرار وشرفاء العالم إنه القائد الرئيس الذي تحدى كل المؤامرات وقاوم وناضل من أجل الحرية والاستقلال والحفاظ على القرار الفلسطيني المستقل فمن غير المسموح أن يتدخل أحد أيَّ كان بشؤوننا في "م.ت.ف" وحركة "فتح"، وستبقى حركة "فتح" موحدة ونحن على أبواب المؤتمر السابع لحركة "فتح" فإننا جميعاً مطالبون بالوحدة الوطنية الفلسطينية والتفرغ لمقاومة العدو الصهيوني من أجل تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين.
الشهيد طلعت يعقوب قاتل وقاوم وشارك في كل معارك الثورة الفلسطينية دفاعاً عن القرار الفلسطيني المستقل ووحدة جبهة التحرير الفلسطينية فكان استشهاده بعد يومين من إعلان الاستقلال الذي أعلنه الرمز الشهيد ياسر عرفات.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها